جددت روسيا نفى تورطها فى محاولة تسميم الجاسوس الروسى المزدوج السابق سيرجى سكريبال وابنته فى بريطانيا، مؤكدة أن لندن تتهمها «بلا دليل» فى إطار «حملة منظمة معدة مسبقا». وخلال اجتماع لمجلس الأمن عقد بطلب من موسكو، قال فاسيلى نيبينزيا السفير الروسى لدى الأممالمتحدة إن «روسيا ليست لها أى صلة بتسميم سكريبال» وابنته. وأوضح أن «اتهام لندن ما زال بلا دليل» ويهدف إلى «تشويه صورة روسيا»، مشيرا إلى أنه «قلنا لزملائنا البريطانيين أنتم تلعبون بالنار وستندمون على ذلك». من جهتها، أكدت كارين بيرس سفيرة بريطانيا خلال جلسة المجلس أن لندن اتبعت كل الإجراءات القانونية والدولية فى تعاملها مع القضية. وأشارت إلى أن «الشىء الأهم الآن، هو السماح لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية» باستخلاص النتائج فى هذه القضية مع «إبقاء مجلس الأمن مطلعا» على ما يحدث. وفى السياق نفسه، أعلن الأعضاء الغربيون فى مجلس الأمن دعمهم للمملكة المتحدة. وقال السفير الفرنسى فرانسوا دولاتر «لا يوجد تفسير آخر مقنع سوى أنّ روسيا مسئولة» عما حصل. من جهتها، قالت مندوبة الولاياتالمتحدة إن اجتماع مجلس الأمن الدولى هو «محاولة جديدة من جانب روسيا لاستخدامه لتحقيق مكاسب سياسية». وفيما اعتبر بمثابة خروج عن الأعراف الدبلوماسية، نقلت وسائل إعلام عالمية استخدام سفيرا روسياوبريطانيا خلال الجلسة عبارات شملت الحديث عن قطط الجاسوس السابق والآرنب الآبيض فى قصة «أليس فى بلاد العجائب» وحتى شرلوك هولمز. وطرح السفير الروسى نيبينزيا عددا من الأسئلة على السفيرة البريطانية بيرس بينها «ماذا حصل لقطط عائلة سكريبال التى كانت تعيش فى بيتها» الذى قالت لندن إنه كان ملوثا بالسم. وفى نهاية الاجتماع، طلب السفير الروسى أن يتحدث مجددا ليتلو هذه المرة بالإنجليزية مقطعا من كتاب «أليس فى بلاد العجائب» يتحدث عن غياب الأدلة. وأبطال هذا المقطع هم «أرنب أبيض» و«ملك» و«ملكة». وأمام الصحفيين، فضلت السفيرة البريطانية أن تسخر مما نسب إلى نيبينزيا. وقالت إن «السماح لعلماء روس بالتحقيق فى ملف هم منفذو الجريمة المرجحون فيه.. يشبه قيام سكوتلانديارد بدعوة البروفسور موريارتى إلى المشاركة فى تحقيقاتها». وموريارتى هو العدو اللدود لشرلوك هولمز. وعلى صعيد متصل، رفضت موسكو تقريرا صحفيا بريطانيا يشير إلى أن غاز الأعصاب المستخدم فى تسميم سكربيال وابنته والمعروف باسم «نوفيتشوك» كان مخزنا فى منشأة شيخانى فى إقليم ساراتوف بوسط روسيا. لكن ميخائيل بابيتش مبعوث الكرملين فى منطقة الفولجا الفدرالية أبلغ وكالة أنباء «إنترفاكس» الروسية أن «المختبر لم يكن أبدا جزءا من عملنا». وقال بابيتش الرئيس السابق للجنة الحكومية لنزع السلاح الكيميائى إن «كافة القواعد التى يتم تخزين الاسلحة الكيميائية بها معروفة. شيخانى ليس واحدا منها». من جهة أخرى، وفيما يعد أول أول تصريح لها منذ الكشف عن الحادث، قالت يوليا سكريبال إنها تشعر بتحسن يومى دون أن تلقى مزيدا من الضوء على الواقعة. وأضافت «أفقت منذ أسبوع الآن وأنا سعيدة بأنى أستعيد قواى سريعا جدا. أنا ممتنة للاهتمام بى وللرسائل الطيبة الكثيرة التى تلقيتها». وأصدرت يوليا (33 عاما) بيانات عن طريق الشرطة البريطانية لتشكر طاقم المستشفى والأشخاص الذين أتوا لمساعدتها «عندما كنت أنا وأبى عاجزين». ويعنى تعافيها أنها يمكن أن تساعد شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية فى تحقيقها، غير أنها لم تخض فى تفاصيل ما حدث فى تصريحاتها المقتضبة. وكان التليفزيون الروسى ووكالة إنترفاكس للأنباء قالا فى وقت سابق أن يوليا تحدثت هاتفيا مع ابنة عمها فيكتوريا سكريبال فى روسيا، قائلة إنها ووالدها يتعافيان وإنها تتوقع مغادرة المستشفى قريبا.