السيسى فى حوار بين «شعب ورئيس»: * الإجراءات الاقتصادية قد ترهق المواطن.. لكنها لا تكسر ظهره * التحدى الذى تواجهه مصر أكبر من أى رئيس ولكنه ليس أكبر من المصريين * تسلمت البلد بدون بنية أساسية.. والتعليم منهار منذ أكثر من 30 سنة * عبدالناصر كان وطنيا والسادات كان يريد إجراء الإصلاح قبل استشهاده * المصريون يتميزون بالقدرة على الاستيعاب ولا يستطيع أحد تغيير شخصيتهم * أطالب المواطنين بالتعبير عن أنفسهم ولا نمنع أحدا من حرية الرأى * نحن فى نهاية مرحلة تثبيت الدولة.. والنجاح فى سيناء هو تنميتها * كنت أتمنى وجود 10 مرشحين.. وهناك 100 حزب لم يقدموا أحدا أكد الرئيس فى الحوار التليفزيونى الذى أجرته معه المخرجة الشابة ساندرا نشأت وأذيع مساء أمس فى عدد من الفضائيات، إنه يحب النظام وإنه كان متفوقا فى مراحل تعليمه المختلفة، وإن أكثر مادة دراسية كان يحبها هى مادة التاريخ باعتبارها سجلا للإنسانية، وممكن نكتب التاريخ بصدق حتى لو كل واحد كتب التاريخ من وجهة نظره، وحتى لو كان هناك تزييف للتاريخ فإنه سيكون «تاريخ تزييف التاريخ». وقال الرئيس عبدالفتاح السيسى أنه لم يكن طامعا فى سلطة أو منصب، وأشار إلى أنه نشأ فى أسرة متوسطة بأحد الأحياء الشعبية، وتربى على قيم الدين السمح. وردا على سؤال رؤية الرئيس للسنوات الثمانى الأخيرة التى مرت على مصر وكيفية كتابتها، وكيف سيذكره التاريخ كرئيس للجمهورية قال: « كتابة ممكن نكتب كتابة أولية للأحداث بتجرد شديد ونستعين بمتخصصين فى كتابته بشرط أن يكونوا متجردين، وربنا سبحانه وتعالى مطلع على القلوب والنوايا وحكمه مطلق، وأرجو ان يتذكرنى التاريخ بأننى رجل اجتهد ودافع عن بلده فى ظروف صعبة، ولم أحلم أن أكون رئيسا فى أحلام اليقظة، وكنت أحلم أن أكون ضابطا طيارامنذ عام 1970 بعد أن أنهيت مرحلة الاعدادية ووقتها فكرت أن أدخل الكلية الجوية وأبلغت والدى كصاحب قرار ووالدتى كمستشار تملك الحكمة، وقال: «الوقت زمان غير الوقت الآن.. الآن الأهالى تخاف على أولادها أكثر من اللازم، وزمان كان الخوف طبيعيا وليس مبالغا فيه، وكل زمن له مفرداته وتحدياته ويجب على المجتمع أن يضع التحديات والمخاوف دائما نصب عينيه». وأضاف: «وافقت والدتى على الفور أن أدخل الكلية الحربية». وقال الرئيس فى حديثه: «أنا من حى شعبى ووالدتى كانت علاقتها طيبة مع الجميع، وكان لى وقت معها يوميا تحدثنى وتاخد وتدى معي، وانا من أسرة متدينة تدينا طبيعيا غير متشدد، وطابع الحلال والحرام والعيب هو اللى غالب فى تربيتي، وعندما تزيد التحديات والمخاوف أتذكرها وأسترجع نصائح أمى لي. والدتى كانت دائما تقول لى « انت مخلص.. وماتخفش» ، وقال إن أكتر شخصية تأثر بها هو عمه محمود.. وأضاف: «هو عمى الأكبر، ورغم بساطته فأنه كان لديه قدر عجيب من العطاء، والحاجة اللى اتعلمتها منه هو العطاء بلا مقابل. وأضاف الرئيس قائلا: «انا مش عايز حاجة.. وإذا كانت محبة الناس وتقديرها هدفا مهما، إلا أننى اريد أكثر من هذا، وهو رضا رب الناس.. ولا تفرق معى شعبيتي، ولكن أسعى الى بريق المحبة فى عيون الناس، وأنا لم أتحرك فى 30 يونيو من أجل الحصول على الشعبية أو الحكم، ولكن من أجل تنفيذ رغبة الشعب الذى خرج فى جميع الشوارع والميادين 4 مرات منذ 30 يونيو وحتى 24 يوليو عندما طلبت التفويض، وبين 3 يوليو و24 يوليو مرت على مصر أحداث كثيرة، سطرت قصة عظيمة، واحتشاد الناس فى الشوارع والميادين كتب حكاية شعب وليس حكاية عبدالفتاح السيسي. وقال إن العقائد والتدين يكون حسب درجة الفهم للدين ودرجة الاعتقاد الداخلى لكل إنسان، لإن الحرام والحلال نسبي، ونتيجة لإن الكتلة التى حكمت مصر قبل 30 يونيو - فى إشارة لتنظيم الإخوان - تتذرع بالدين، فكان الصدام حتميا مع الشعب، وأضاف: «لم يكن هناك فهم ولا ممارسة فى الحى الشعبى الذى ولدت فيه تحت أى شعار ديني، وكنا نتعامل معا كمصريين وكنت أقول لفلان المسيحى أو المسلم «عمى فلان». وأضاف: «يوم 3 يوليو لجأت الى الله فقط، وأنا لم أطمع فى سلطة ولم تكن هناك أى مؤامرة.. فلجأت الى الله والقرار كان مرتبطا برد فعلهم - فى إشارة إلى الإخوان وقتها - وكنت حريصا على أن تنتهى الأمور بسلام والدخول فى دورة سياسية جديدة، «وأتصور أنهم لو كان عندهم حد بيفهم كانوا وافقوا على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة»، وكان هيكون اختبار للجميع، ولو الناس اختارتهم مرة أخرى أو رفضتهم كان القرار سيكون للشعب، لكنهم رفضوا. وأوضح فى حديثه أن اختياره للمسئولين فى الدولة يجب أن يكون متسقا مع عدد من المعايير، لإنه إذا أعطى الأمر لغير أهله سيكون خرابا، وأوضح أن الالتزام وطهارة اليد من تلك المعايير، فضلا عن شرط الكفاءة. وأضاف: «من مسئولياتى تجهيز الكوادر، وكلما كانت الكتلة القائدة للدولة جيدة تكون النتائج عظيمة، وأتطلع لوجود مجموعة كبيرة من الكفاءات يختار منها الناس من يقود البلد فى المستقبل. وأشار الرئيس قائلا.. والله العظيم كنت أتمني أن يكون هناك 10 مرشحين للانتخابات ويختار المصريون منهم، لكن المرحلة صعبة ويجب أن يكون الموجود له خلفية بحجم التحديات التي تواجه مصر، ولدينا أكثر من 100 حزب لكنهم لم يقدموا أحدا. وتطرق الرئيس لآراء المواطنين فى فترة حكمه، وقال إن هناك الكثير يرى أن الظروف صعبة ويدرك أن مقومات النجاح للدول صعبة، وقال ان المصريين يتميزون بالقدرة على الاستيعاب، ولا يستطيع أحد تغيير شخصيتهم، حتى الذين قدموا أنفسهم كأوصياء دين لم يستطيعوا فعل هذا. وردا على سؤال عن أكثر عيوب الشعب المصري، صمت الرئيس برهة من الوقت ثم رد قائلا: «عايزهم بس يصبروا شوية». جمال عبدالناصر كان شخصا وطنيا شديد الحب لبلده، والسادات كان يريد إجراء الاصلاح الاقتصادى قبل استشهاده، وسنوات الحرب والسلام كانت أسباب تأجيل تلك الإصلاحات، وحول رأيه فى الرئيس الأسبق مبارك، قال: «هفضل أقول ان التحدى الذى تواجهه مصر أكبر من أى رئيس ولكنه ليس أكبر من المصريين، ونبض الشارع يصلنى من خلال اتصالى بناس كتير وحجم المحبة والصراحة تسمحلهم بنقل الصورة الصحيحة، وأنا أعطى مساحة كلام تسمح بأن تجعلهم يصارحونى حتى لو نقلى كلاما محزنا، وهناك فارق بين الكلام والأفعال الضارة، ونحن نرمم ما تم تخريبه، وانا لا اسيء ليناير ولا يونيو وهذه هى تجربتنا فى التحرك، نحن فى نهاية مرحلة تثبيت الدولة، وعندما ننهى الارهاب فى سيناء، أو القضاء على معظم عناصره، والنجاح الحقيقى فى سيناء هو تنميتها، وأتمنى أن يكون معى ترليونين دولار لأبنى بهم البلد. وأضاف: «انا بحب أن أكون مع الناس وأكتر حاجة بعانى منها إنى مبقدرش أكون مع كل الناس بسبب بعض الاجراءات التى تهدف لتسهيل حركتى وعدم تعطيل عملي. وتجربتى ثرية جدا مع المرأة فى محيط أسرتي، وأتمنى لأبنائى وأحفادى الخير، ولست أبالغ عندما أقول إنهم عندما يكبرون سيكون الواقع مختلفا عن الوقت الحالى وسيحدث هذا التغير قريبا. وحول ارتدائه خاتما فى أصبعه قال إنه هدية غالية من والده وأنه يحب ارتداءه لإنها «هدية من إنسان غالي». وطلبت ساندرا أن تعرض على الرئيس نبض الناس الذى صورته فقال لها إنه سيجيب على كل التساؤلات وسيتجاوب مع نبض الشارع، واستمع لآراء المواطنين ومنهم عدد كبير من الشباب، وردا على سؤال من أحد المواطنين قال الرئيس «انا بشكرك جدا على الفيلم ده، وهناك نقطة واحدة أريد أن أتوقف عندها.. لفت نظرى أن عددا من المواطنين تخيل أنه سيكون غير آمن إذا تكلم بصراحة، وطالب المصريين بالتعبير عن أنفسهم بكل حرية، وقال إنه لا توجد أى توجيهات بمنع أحد من التعبير عن رأيه، والناس حرة تماما فى كل قراراتها وتصرفاتها. وأضاف: «انتوا قلتوا كلام صعب وانا استحملته، هل هتستحملونى لما أقولكم الحقيقة»، وقال لأحد المواطنين انه قبل أن ينجب 5 أبناء كان يجب عليه أن يفكر جيدا كيف سيطعمهم ويصرف عليهم، فى الوقت الذى تقوم الدولة بدورها فى دعم معظم السلع الأساسية التى يحتاجها المواطن مثل أنبوبة البوتاجاز والسلع التموينية التى تصرف على بطاقة التموين، وأضاف: «عندما أبنى مليون وحدة سكنية وواحد تستوعب 5 ملايين مواطن، وأضم نصف مليون مواطن فى برنامج تكافل وكرامة، وأيضا المعاشات تمت زيادتها فإن تلك الاجراءات من شأنها التخفيف على المواطنين ومساعدتهم على عبور تلك المرحلة، وأسعى بقدر الامكان إلى أن تكون الاجراءات الاقتصادية لا تكسر ظهر المواطن.. ممكن تتعبه، ولكن لا تكسر ظهره، وأيضا هناك تقدم على مستوى الصحة وتم الانتهاء من قوائم الانتظار الخاصة بمرضى فيروس سي. ونفى الرئيس ما يعتقده البعض من أن اقتصاد القوات المسلحة يمثل 50% من اجمالى اقتصاد مصر، مؤكدا أنه لا يتجاوز 3 % وأشار إلى ان دخول القوات المسلحة فى قطاع من القطاعات يكون الهدف منه السيطرة على الأسعار، وشبكة الطرق التى نقوم بها أيضا هدفها تسهيل حياة المواطنين، وأقول للشاب البالغ من العمر 18 عاما إن كل ما يتم عمله الآن من مشروعات وإصلاحات هو من أجلك. وانا تسلمت البلد بدون بنية أساسية، والتعليم فى مصر منهار منذ أكثر من 30 سنة حتى أكون منصفا، وطالبت بأن تكون الجامعات الجديدة بشرط وجود توأمة مع واحدة من أول 50 جامعة على مستوى العالم، وتطوير الجامعات القديمة، وسنطلق برنامجا للاصلاح التعليمى وسيستمر لمدة 14 سنة،. وبالنسبة لتعدد المرشحين قال: «انتم بتكلمونى فى موضوع ماليش ذنب فيه وأنا برجع السبب إلى عدم جاهزية الأحزاب الحالية، ورغم ان المناخ مناسب، وبالنسبة للأعلام مش معقول انى كإنسان هطلع كل يوم 5 ساعات علشان اتكلم، بالتأكيد الكلام هيخلص، والبعض بيقدم سوءات مصر، حتى لو انا طلعت اتكلم كل يوم الناس هتزهق. كل المشاكل اللى الناس اتكلمت فيها بتمثل مصر، ومنذ 62 مصر دخلت اليمن وكل الغطاء الذهبى لمصر راح فى الحرب دي، و67 دخلنا فى أزمة كبيرة جدا وكان مطلوبا أرقام ضخمة جدا لإعادة بناء الجيش والدولة، وكانت مصر قد استزفت بالكامل وتجمدت بالكامل من 67 الى 77 وكان لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، وبالتالى الناس صبرت وتحملوا كل شيء، وتأخر مصر وتعثرها خلال تلك السنوات العشرة تعثرت الدولة، ولم يتوقف المجتمع عن النمو، ويجب أن نعلم تحديات الدولة حتى يمكن أن نتغلب عليها، وهناك ملفات كثيرة تغلبنا عليها وأخذنا خطوات وعبرنا أزمات بنجاح، مثل الغاز والكهرباء. إذا أراد الشعب عدم استمرارى فلن أستمر، وانا إنسان عادى وبسيط، وأريد أن أرى الخير لبلدي، أنا لا أعرف سوى العمل فقط.