فيما يعد ثانى أسوأ هجوم بسلاح نارى من حيث عدد القتلى فى مدرسة حكومية بأمريكا على الإطلاق، لقى ما لا يقل عن 17 شخصا مصرعهم وأصيب نحو 12 آخرون، فى هجوم دموى على مدرسة مارجورى ستونمان دوجلاس الثانوية فى باركلاند بميامي، فى ولاية فلوريدا، نفذه تلميذ سابق فى المدرسة عمره 19 عاما، عاد بشكل مفاجئ إلى المدرسة أمس الأول وفتح النار عشوائيا قبل دقائق من موعد انصراف الطلبة. وأوضح ماركو روبيو وبيل نيلسون عضوا مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا أن المهاجم وضع قناعا للوقاية من الغاز، وتسلل إلى المدرسة حاملا بندقية وذخيرة وقنابل دخان، ثم أخرج سلاحا ناريا، مما دفع التلاميذ والمعلمين إلى الركوض من فصولهم إلى الأروقة، قبل «أن تبدأ المذبحة»، على حد تعبيره. وأظهر مقطع فيديو مسجل بكاميرا هاتف محمول بثته شبكة «سي.بي.إس» الإخبارية ما وصفته الشبكة بأنه مشهد خلال عملية إطلاق النار داخل أحد الفصول، حيث كان عدة تلاميذ رابضين أو يرقدون على الأرض تحيطهم مكاتب معظمها خاوية. وسمع دوى إطلاق أعيرة نارية فى تتابع سريع وسط صراخ هستيري. وألقى القبض على المهاجم فيما بعد على مسافة قريبة من المدرسة فى منطقة مجاورة، بعد فشله فى الاختباء وسط التلاميذ الذين كانوا يفرون من المدرسة. وأشارت التقارير إلى أن منفذ الهجوم يدعى نيكولاس كروز، وكان تلميذا بالمدرسة الثانوية وتم فصله لأسباب تتعلق بالانضباط. وفى الوقت نفسه، علق الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على الحادث فى تغريدة على تويتر قائلا: «يجب أن لا يشعر أيّ طفل أو مدرس أو أى شخص بأنه فى خطر داخل مدرسة أمريكية». وحذرت جماعة «إيفريتاون فور جن سيفتي» لمراقبة الأسلحة من أن هذا الحادث هو ال18 من نوعه فى مدرسة أمريكية منذ بداية العام. ويشمل هذا الإحصاء حالات الانتحار والحوادث التى لم يصب فيها أحد بسوء. ويمثل هجوم الأربعاء ثانى أكبر حادث إطلاق رصاص فى مدرسة حكومية أمريكية، من حيث عدد القتلى، بعد مذبحة 2012 التى قتل فيها 20 تلميذا و6 معلمين فى مدرسة ساندى هوك. كما حذرت الجماعات الحقوقية المعارضة لانتشار الأسلحة الصغيرة من أن أكثر من 260 شخصا راحوا ضحية عمليات إطلاق نار فى أمريكا، على مدى العقدين الماضيين. وفى إطار التضامن الدولي، أعربت مصر فى بيان صادر عن وزارة الخارجية أمس عن خالص تعازيها للإدارة الامريكية وأسر الضحايا، مؤكدة تضامن حكومة وشعب مصر مع الشعب الأمريكى فى هذا المصاب الكبير. وأشار البيان إلى أن مثل تلك الأعمال العدائية المشينة تهدف إلى ترويع الآمنين الأبرياء، وتعكس فكراً عدائياً يحض على الكراهية ويمتهن الكرامة الإنسانية، ويتعين محاسبة المسئولين عن إقترافها. كما عبر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين عن تعازيه لأسر ضحايا هجوم مدرسة فلوريدا.