نجم صنعته موهبته، وشكلت ملامحه السينمائية أدوار متعددة، وضعته سريعا بين النجوم، فمع ظهوره مع المخرج خيرى بشارة فى مسلسل «قلب حبيبة» عام 2006 ، كانت البطولة السينمائية المطلقة له مع المخرج سعيد حامد وأمام النجم الكبير محمود ياسين عام 2008 فى فيلم «الوعد»، أما الآن وبعد نحو 14 عامًا فى الوسط الفني، أصبح النجم الشاب يمتلك 20 فيلمًا سينمائيًا وعشرة مسلسلات مع بعض التجارب الإخراجية. وعن السينما والإخراج والإنتاج يتحدث النجم الشاب آسر ياسين. فى هذا الحوار، كاشفا مفاجأة تتمثل فى أنه سيخوض تجربته الأولى فى كتابة الحوار والسيناريو لأحد الأفلام هذا العام. فيلم «تراب الماس» أحدث أفلامك السينمائية الذى ينتظر الرتوش الأخيرة قبل أن يظهر على شاشات السينما، ما الجديد الذى تقدمه خلاله ولماذا كل هذا التأخير فى إنهاء تصويره؟ أقدم فى فيلم «تراب الماس» شخصية جديدة لم أؤدها من قبل على الرغم من تنوع أدوارى السابقة، فشخصية «طه الزهار» شخصية متناقضة، ففى بداية الأحداث يكون شخصية مسالمة يتجنب المشاكل ويتحمل ظروف والده القعيد، مع اكتساب محبة الجميع، التى تجعله الفتى الأول فى مجال عمله كمندوب لإحدى شركات الأدوية الكبرى والمحبوب فى منطقته، ولكن عندما يغيب الحق وتتحول الأوضاع من حوله إلى غابة ينتصر فيها الأقوي، يأتى التغيير إلى النقيض، وذلك فى ظل اكتشاف جريمة قتل غامضة فى بدايتها، وتتكشف من ورائها جميع الأسرار. ويضيف: درست الشخصية على مدى عامين متواصلين لأصل إلى مفاتيحها وطريقة الكلام والملابس و«اللازمة» المميزة لها، وقد ساعدنى على ذلك تأجيل بدء التصوير لأكثر من مرة، وأعتقد أنها أصعب ما قدمت حتى الآن. أما لماذا كل هذا التأخير فيقول: الأمر يعود لظروف إنتاجية واستعدادات وتحضيرات كثيرة قام بها المخرج مروان حامد، ويكفى أن تعرف أن هناك 14 مسودة كتبت للفيلم قبل أن نستقر على الحالية، والآن ليس أمامنا إلا بعض المشاهد الخارجية البسيطة بعد إنهاء جميع المشاهد الداخلية لجميع الأبطال وهم القدير عزت العلايلي، والمتألقة منة شلبي، والمبدع ماجد الكدوانى وصاحب الكاريزما الخاصة إياد نصار، والمجتهد محمد ممدوح. وماذا عن المشاكل التى تحدث عنها البعض قبل تصوير «تراب الماس»؟ لا وجود لأى مشاكل بينى وبين الصديق الفنان أحمد حلمى الذى كان مرشحًا للقيام ببطولة الفيلم، والذى كان ينتجه أيضًا، ولكن بعد خلاف بين كاتب القصة وحلمى الذى قام بشراء القصة وتقديمها للسينما ثم تراجع عنها، جاء ترشيحى لأداء الدور. من خلال أعمالك السابقة نكتشف أن بدايتك كانت تليفزيونية، ولكن أعمالك الآن أصبح معظمها سينمائيًا، كما قمت بتأجيل تصوير مسلسل من أجل الانتهاء من تصوير «تراب الماس»، فهل تقبل الأعمال السينمائية وتبتعد عن الأعمال التليفزيونية مع أنها الأكثر متابعة وصاحبة الشهرة الجماهيرية الأوسع؟ أعتقد أن الأدوار السينمائية هى الأكثر تأثيرا فى الجماهير وليست التليفزيونية، فالسينما قد تقوم على البطل المطلق، وتستطيع من خلالها إظهار إمكاناتك كممثل بشكل أكبر بكثير من الأعمال التليفزيونية، وعلى الرغم من ذلك لم أبتعد عن الأعمال التليفزيونية، وكان تأجيل تصوير مسلسل «الصعود للهاوية» اسم مؤقت المأخوذ من نفس القصة التى قدمت فى فيلم يحمل نفس الاسم، بسبب انشغال معظم الأبطال بأدوار أخري، ومن بينهم أنا بالطبع، وقد اتخذت قرارى بعدم خوض تجربة الانشغال بعملين فى وقت واحد، وذلك بعد تجربتى فى تصوير فيلم من «ظهر راجل» فى نفس وقت تصوير مسلسل «العهد». ومع ذلك نجد أنك قمت بإخراج أغنية فيديو كليب فى نفس وقت تصويرك لفيلم «تراب الماس»، ما هى حكاية الإخراج وخصوصا أنها ليست التجربة الأولى؟ نعم أخرجت وأنتجت أخيرا أغنية تحمل اسم «الاختلاف المؤتلف» لفريق وسط البلد، وذلك بعد أن طلبوا منى قراءتها وإخراجها، وعندما أعجبت بها وعرفت أنهم مازالوا يبحثون عن منتج لها، قمت بإنتاجها وشاركت فى تمثيلها مع الفريق، وأعترف بأنى عاشق للفن السينمائى وأبحث عن تعلم كل فنونه، وأرى أن الإخراج هو محور الإبداع فى الفن السينمائي، أما تجاربى الإخراجية قبل ذلك فتتمثل فى إخراج وتمثيل فيلم قصير حمل اسم «غابتنا»، وكان عبارة عن مشروع تخرج لأحد الطلاب بمعهد السينما، كما أخرجت أغنية أهواك للمطرب «أبو»، وبكل صراحة استمتع باكتشاف الفن بجميع أنواعه. وهل ننتظر آسر ياسين مخرجًا سينمائيًا قريبًا؟ لا أخطط لذلك ولا أستعجل على تحقيقه، وقد يأتى الوقت الذى أقوم فيه بالإخراج السينمائي، ولكن ذلك يحتاج إلى وقت طويل للتعلم واكتساب الخبرة، ولا أعرف هل سيكون ذلك بالوقت القريب أم البعيد أم لا يتحقق. اشتركت فى تقديم مهرجانات سينمائية مصرية خلال الأعوام الماضية، كما اشتركت بفيلم «من ظهر راجل» فى المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة، فهل تفكر فى صناعة فيلم يصلح لنيل جوائز دولية من لجنة تحكيم عالمية؟ نحن فى احتياج لمثل تلك الأفلام التى تصلح للمنافسة داخل المهرجانات الدولية، لأنها تكون عنوانا للفن المصرى بشكل عام، كما نحتاج إلى منتج وطنى يبحث عن تقديم الفن السينمائى الهادف بعيدًا عن البحث عن إيرادات شباك التذاكر، ومخرج يملك الفكر والتجديد والإبداع حتى نصنع مثل تلك الأفلام، وأنظر لجميع أعمالى على انها تصلح للمنافسة داخل المهرجانات، لأنى لا أقبل القيام بأى دور، فيجب أن يكون له شكل ومضمون وهدف ويناقش قضية اجتماعية. وهل تؤمن برسالة الفن؟ بالطبع، فالفن له دور قوى فى جميع المجتمعات البشرية، ويستطيع التأثير فى الأحداث المحيطة، من خلال القصة الهادفة والسيناريو الصادق بعيدًا عن الافتعال. ولماذا تختار الأدوار المركبة فى معظم أعمالك السينمائية؟ الأدوار التى تحمل رسالة وقيمة مؤثرة، تجذبنى بشكل كبير، وأوافق عليها دون تردد. وأين المسرح فى تفكيرك؟ أفكر فيه دائمًا، ولكن لا أريد الخوض فى تلك التجربة قبل أن أتفرغ تماما له، فالمسرح أصل الفنون التمثيلية. قمت بالتمثيل والتصوير أثناء الإخراج، فهل تفكر فى الكتابة؟ العام الحالى سيشهد أولى تجاربى فى كتابة السيناريو والحوار لفيلم سينمائي، وأخطط جديًّا لذلك. فِى ظل الانشغال بالرسالة الفنية تمثيليًا وإخراجيًا، أين موقع الأسرة فى يومك؟ ابناى «طاهر»، وأمين، وزوجتى «كنزى» هم كل حياتي، ولهم مساحة غير محدودة فى يومى بكل تأكيد، وأتمنى أن يحمل ابناى صفات اسميهما.