هددت تركيا أمس باجتياح منبج في شمال سوريا، إذا لم يخرج المسلحون الأكراد منها. ونقلت وكالة أنباء الأناضول الحكومية عن المتحدث باسم الحكومة التركية قوله: «في حال لم يخرج هؤلاء (وحدات حماية الشعب الكردية، وحزب العمال الكردستاني) من منبج، فإن القوات التركية والمتحالفين معها ستجتاحها». وتعد منبج الواقعة شمالي شرق محافظة حلب هدفا عسكريا معلنا لأنقرة في هجومها العسكري الذي بدأ بالقتال في عفرين ذات الأغلبية الكردية. وتوعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن تكون منطقة منبج هي الهدف الثاني له بعد الانتهاء من عملية عفرين العسكرية، التي أطلقها منذ أسبوع بحجة تخليصها من «الإرهابيين»، في إشارة للمقاتلين الأكراد . وتزامن ذلك مع إعلان الجيش التركي أمس ما أسماه «تحييد» 35 مسلحا في منطقة عفرين بشمال سورية مساء أمس الأول، وذلك بعد ساعات من اعترافه بمقتل 8 من جنوده في يوم واحد في إطار العمليات المستمرة ضد المسلحين الأكراد في المنطقة. ونقلت وكالة «الأناضول» التركية للأنباء عن رئاسة الأركان القول إن المقاتلات التركية دمرت خمسة مواقع عسكرية للتنظيمات المسلحة من بينها مستودعات أسلحة ومواقع وملاجئ. وحمل رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، ما وصفه بالمنظمات الكردية الإرهابية، مسئولية مقتل الجنود الأتراك، وتوعدهم بدفع الثمن غاليا، مؤكدا أن عملية غصن الزيتون سوف تتسع حتى شرق نهر الفرات. ويعد هذا العدد من القتلي هو الأعلى للجيش في يوم واحد خلال العملية العسكرية التي أطلقتها أنقرة في 20 يناير الماضي ضد الميليشيات الكردية المسلحة، كما يعتبر الأكثر دموية حتى الآن. وبذلك ترتفع الحصيلة الإجمالية لخسائر الجيش التركي إلى 14 قتيلا، إضافة إلى إصابة 77 آخرين. في سياق متصل، قال بكير بوزداغ، نائب رئيس الحكومة والمتحدث باسمها، إن أي شخص يرتدي زي وحدات حماية الشعب الكردية سيكون هدفا مشروعا للجيش التركي حتى ولو كان أمريكيا، وقال: في حال لم تخرج عناصر وحدات حماية الشعب ومعهم انفصاليو منظمة حزب العمال الكردستاني من منبج، فإننا سندخلها ونواصل طريقنا نحو شرق نهر الفرات. وقالت رئاسة الأركان التركية إن قواتها قتلت 932 مسلحا على مدى 16 يوما منذ بدء عملية غصن الزيتون، مع تدمير 587 هدفا للانفصاليين. وفى هذه الأثناء، شهدت بعض المدن الألمانية مظاهرات حاشدة للتنديد بالهجوم العسكري التركي على منطقة عفرين بشمال سوريا، مطالبين الحكومة الألمانية بالتدخل لوقف المذابح والقتل ضد الأكراد. وأصدرت الأجهزة الأمنية فى كل من مدن شتوتجارت وهامبورج وهانوفر، بيانات حول أعداد المتظاهرين الذين وصل عددهم إلى الآلاف من الألمان والأكراد الذين طالبوا الحكومة الألمانية بوقف تصدير الأسلحة إلى تركيا، أما فى بون فقد نظم حزب العمال الكردستانى المحظور مظاهرات رافعين أعلام الحزب مما أدى إلى تدخل الشرطة لتفريقهم. وفى واشنطن، نفى مسئول بوزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» أن تكون الولاياتالمتحدة قد زودت القوات الحليفة في سوريا بصواريخ أرض جو، وذلك تعليقا على إسقاط طائرة حربية روسية بمحافظة إدلب.