ليس الخطير فقط فى تحول مواقع التواصل الاجتماعى إلى منصات لإبداء الرأى فى الشأن العام، ومن بينها بالطبع الأمور الرياضية، إنما الخطورة الحقيقية فى تصور الكثيرين أن الرأى هو عبارة عن كل ما يعن للمرء من دون أن تكون لديه المعلومات الكافية لبناء رأى صحيح ثم إعلانه بعد ذلك على الملأ. وربما كانت الصفحات الشخصية على تلك المواقع بما تضمه من معجبين وأصدقاء بالآلاف (وهو رقم لم يعد متوافرا لعديد من الصحف والمجلات المصرية) دافعا لأصحاب هذه الصفحات لجعلها قاعدة إطلاق شائعات أو معلومات منقوصة، حتى لو كان ذلك بحسن نية. وإذا أضفنا إلى ذلك أن الكثيرين منا لا يعرف ثقافة الاختلاف فى الرأي، فقد أصبحنا فى معترك كلامى طوال 24 ساعة فى اليوم، تناقص معه حجم الاهتمام بالنواحى الاجتماعية بين الأصدقاء الحقيقيين، وهى الرسالة الحقيقية المفترض أن تؤديها تلك المواقع بصفحاتها. ومع الاعتراف بكم هذا التراجع فى العديد من الإصدارات الصحفية الرياضية على نحو تؤكده مستندات رسمية، وهو نتيجة طبيعية بعد أن تعددت مطبوعاتها بشكل مبالغ فيه، ولم تتوقف عند منابرها الرئيسية والتاريخية، مع الاعتراف بذلك، فقد تحول الكثير من الزملاء الصحفيين الرياضيين لممارسة مهنتهم عبر صفحاتهم الشخصية، ليتفاجأوا أنهم مثل غيرهم، لا تمييز بينهم إلا بقدر ما يستحوذ عليه المرء من لايكات ليكون ذلك هو المعيار الوحيد للحكم عليه فى العالم الجديد. إن اهتمام الإعلاميين الرياضيين ومن قبلهم مسئولون رياضيون كبار بالانطلاق عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعى أصاب بالفعل الصحافة الرياضية فى صميمها على نحو ما طرحناه من عوامل مصاحبة، ولم يعد الأمر، ولن يعود، كما كان عليه سابقا. [email protected] لمزيد من مقالات أسامة إسماعيل