قد تتهم المرأة بأنها هى التى طمثت وغيرت الحضارة وتمسكت بكل ما هو حديث، ولكنها تحاول أن تعيد التراث والحضارة القديمة بلمسات فنية وذوقية بكل ألوانها ولكل محافظات مصر فى سوق حديقة الفسطاط وسط مجمع الأديان لتظل المرأة ناقلة للتراث والحضارة.. يقول حسام الدين هلال أمين سوق الفسطاط ان السوق تتبع وزارة السياحة ومحافظة القاهرة معا، ويرجع تاريخها إلى عام 2000 وكانت قبل ذلك مقلب قمامة يستخدم كوقود لأفران الفخار بارتفاع 9 أمتار، مما كان له أثر سيىء على البيئة، وأخيرا تم تحويلها كمزار سياحى لموقهعا المتميز سط مجمع الأديان (جامع عمرو بن العاص والكنيسة المعلقة والمعبد اليهودى). وتعد سوق الفسطاط مقرا لعرض منتجات الحرف والصناعات اليديوية لمن ليس لهم مكان لعرض منتجاتهم مجانا، ومعظم هذه المنتجات يتم تصنيعها داخل المنازل، كما توجد مجموعة من الورش التى يتم فيها تعليم الصغار والمبتدئين هذه الحرف والصناعات، ومن بين هذه الحرف ما هو استثمارى ويتم فيه تعليم الصغار ذوى المواهب بمقابل مادي، وأخرى تعليم أطفال الشوارع من منطقة «اسطبل عنتر» وتدريبهم ليصبحوا من ذوى المهن، بالإضافة إلى عرض منتجات المرأة الأسوانية، وجمعية حماية البيئة من التلوث وتضم السوق مجموعة من الفنانين من أصحاب الحرف اليدوية المتميزة والتى شارفت على الاندثار. يقول د.كرم مسعد الأستاذ المساعد بكلية الفنون الجميلة قسم تصنيع المجوهرات نقوم بإعادة إحياء التراث والصاغة بتدريب البنات بدءا من سن 16 سنة، وليس شرطا أن تكون طالبة بكلية الفنون، حيث نشجعها على أن تكون بداية لمشروع صغير تقوم به، بالإضافة إلى تعليمها دراسة جدوى بطريقة علمية بسيطة وممكن أن يبدأ المشروع ب200 جنيه فقط. أما الفنانة مونيكا عزرا فتقوم بتدريب أطفال اسطبل عنتر خاصة المتسربين من التعليم على حرفة تصنيع الجلود خاصة الحقائب التى تزايد الإقبال عليها لجودتها, وخاصة بعد ارتفاع سعر الدولار، وبالتالى زاد معه سعر المنتج الصينى الذى دائما ما كان منافسا قويا لانخفاض سعره رغم عدم جودته ولكن الآن عاد المنتج المصرى للصدارة.. وتشكو مونيكا من قلة الدعاية رغم أن السوق تعيد الحرف اليدوية القديمة من الاندثار وتفتح أبواب رزق خاصة للمرأة. وتقول عزة على حسن أقوم بعرض كل مستلزمات البيت من الكروشيه، مضيفة أنها فى البداية كانت تعرض أعمالها فى بعض المعارض وتوضح أن المسلسلات التركة والسورية نشرت هذه المشغولات رغم أن المصرى لا يزال يعشق الكروشيه. أما رانيا سليمان فلم تفكر فى صنع منتجاتها من الكروشية بشكل تقليدى بل أخذت على عاتقها تطويره ليس من المفروشات فقط بل ليناسب جميع المناسبات ويقدم كهدايا لأعياد الميلاد والكريسماس وعيد الحب ورمضان بالإضافة إلى الورش التى تقوم فيها بتعليم من يهوى هذه الحرفة. وتعرض مؤسسة تنمية المجتمع بحلوان «بشاير» إنتاجها من عضوات الجمعية التى تقوم المؤسسة بتدريبهن ليتحولن إلى منتجات، كما تقول زينب عبد اللطيف مديرة المؤسسة خاصة الأرامل والمطلقات والغارمات منهن وتساعدهن الجمعية فى تسويق منتجاتهن فى هذه المعارض. أما ميرا جورج فتقول : ما أعرضه من صنع يدى فقط وهى فكرة جاءتنى عندما وجدت أن جميع شنط الهدايا تقليدية, أما فكرتى فلها طبع وشكل مختلف وهو عبارة عن شنط الهدايا غير التقليدية لنحتفظ بالشنطة وليس بالهدايا. وتعرض مؤسسة النور والأمل للكفيفات منتجات ل 58 من بناتها الكفيفات من الحرف اليدوية من القش والسجاد والتريكو والخياطة ذلك بعد تأهيلهم وحصولهم على شهادة محو الأمية لمن لا تجيد الكتابة والقراءة ثم بعد ذلك يتم تدريبهن على المكينات المناسبة لإمكاناتهن وتساعهن الجمعية فى التسويق. أما إسماعيل مصطفى على رئيس مجلس أمناء مؤسسة البلدوز للتدريب وتنمية المجتمع بأسوان فيقول: نقوم هنا بمساعدة المرأة الأسوانية على تسويق منتجاتها اليدوية التى تمتاز بها خاصة المصنوعة من النول وشنط الجلد ونواة البلح، بالإضافة إلى أطباق الخوص والطواقى الصوف وشغل النوبة المميز من الإيشارب, ويتم تدريبهن فى أسوان من خلال الورش القائمة على نواة البلح (العرجون) وتعد هذه السوق مركز توزيع وتسويق هذه المنتجات لمساعدة المرأة المعيلة والأيتام. ويشارك فى المعرض كل الأعمار حتى طالبات الجامعة، وتقول شيماء نقوم بتفصيل الشنط التى يقبل عليها السياح ثم نرسم عليها بألوان القماش الأشكال الفرعونية مثل عين حورس، ونصنع البرواز بأشكال تراثية.ويتحدث حسام عبد الظاهر عن معرض زوجته الفنانة وفاء عجمى قائلا: نعرض فيه إحياء الخط العربى وهو الخط الفاطمى «طما» وهذا الخط لا يستخدم بصورة منتشرة ولكن له نسب جمالية بالإضافة إلى أنه مرن ففيه نسبة فراغ 50% مما يعطى منظرا جماليا للوحات الشعر العربي، بالإضافة إلى إكسسوارات منزلية من أطباق وفازات وشموع من النحاس.