بدأت مكتبة الاسكندرية خطوات ورؤية جديدة فى عملها بعد تولى الدكتور مصطفى الفقى رئاستها وتنفذ برنامجا طموحا لجعل هذا العام 2018 ،هو عام الجدية فى مواجهة التطرف، والعمل الحقيقى على تجديد الخطاب الدينى من خلال التفاعل مع الشباب، والفئات العمرية الأصغر، والتواصل مع المؤسسات الدينية ، وتنظيم زيارات مكثفة، وبرامج خاصة لهم فى المكتبة، وتقديم برنامج ثقافى مدروس فكريًا تنويريًا، يواجه التطرف، وينشر ثقافة التسامح والمواطنة وقبول الآخر فى المجتمع. وتستهل المكتبة أنشطتها بمؤتمر بدأ منذ يومين ويختتم أعماله اليوم عن مواجهة ظاهرة التطرف تحت عنوان الأدب والفن فى مواجهة التطرف ،ويحضره عدد كبير من المفكرين والمثقفين والساسة والإعلاميين والأدباء والفنانين والنقاد من مصر والدول العربية، لصياغة تصور ورؤية جديدة لتفعيل دور الفن والأدب فى مواجهة التطرف، لأن كليهما ركيزة أساسية لصناعة الحياة، أما التطرف فهو مقدمة للإرهاب الذى يصنع الموت من خلال طرح الدور المنوط بالأدب والفن فى مواجهة التطرف، ودور النقد الأدبى والفنى، والمسرح، والمتاحف، والإعلام، فضلا عن طرح الرؤى الثقافية والسياسية المتنوعة لظاهرة التطرف، وطرق مواجهتها، بمشاركة عدد من وزراء الثقافة السابقين والكتاب وتفاعلهم مع عدد من الفنانيين والقيادات الدينية، وكبار الإعلاميين من مصر والعالم العربى، وخبراء استراتيجيين، وأساتذة العلوم السياسية . ولا تغفل مكتبة الإسكندرية القواسم المشتركة بين العرب وأوروبا وبناء جسور من التواصل بينهما، عبر الفنون المشتركة بين الجانبين التى عززتها حركة التجارة والحج إلى القدس، من خلال اعمال مشتركة منها معرض للفنون افتتح بالمكتبة حيث ولدا فنونا كانت التجارة تنقلها لأوروبا كإنتاج الخزف الموجه إلى استخدامات الأوربيين، والذى ازدهر فى البصرة والموصل والفسطاط، وتأثير الفنون الأوروبية فى الفن الإسلامى كما تشارك مكتبة الاسكندرية فى معرض الكتاب هذا العام ب600 عنوان باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية والروسية ،وتشهد المكتبةً حركة نشر كبيرة وأصدرت عدد من العناوين الجديدة منها كتاب مساجد اليونان باللغة الإنجليزية وسلسلة شرفات وهى أحدث سلاسل المكتبة التى خصصت للجديد فى الدراسات الإنسانية وصدر منها إلى الآن 4 أعداد بالعربية والإنجليزية، فضلا عن الدعم الذى تقدمه المكتبة لمجلة ذاكرة . وتصدر مكتبة الإسكندرية بمناسبة المعوض الطبعة الثالثة من كتالوج ذاكرة القاهرة الفوتوغرافية باللغتين الإنجليزية والعربية، كما تقدم كتالوج معرض العرب أوروبا المشترك والأعمال الكاملة للمؤرخ العراقى جواد على وفهارس مخطوطات مكتبة الإسكندرية وكتاب شيخ الجامع الأزهر منذ العصر العثمانى ،و سلسلة كراسات متحفية التى تصدرها اللجنة الوطنية المصرية للمتاحف بدعم من مكتبة الإسكندرية، وستصدر المكتبة قريبا موسوعة المزارات الإسلامية فى ثمانية مجلدات كما ستصدر الترجمة العربية لكتاب الفن الإسلامى فى الصين والترجمة العربية لكتاب تجارة البن فى حوض البحر المتوسط . كل هذة الأنشطة خلال فترة وحيزة تدل على وجود عمل دؤوب ومخلص يقوم به العاملون بمكتبة الاسكندرية منارة الثقافة فى مصر والمنطقة العربية والعالم وتعبر عن رؤية جديدة تشق طريقها فى العمل بها. لمزيد من مقالات عماد حجاب;