فى الوقت الذى عقد مجلس الأمن الدولى جلسة لبحث تفاقم الأزمة الإنسانية فى سوريا، شهدت المواجهات فى منطقة عفرين أقصى شمال غرب سوريا تصعيداً بين الجيش التركى والجيش السورى الحر من جهة ، وقوات حماية الشعب الكردى المدعومة من واشنطن، التى تشكل قوات سوريا الديمقراطية"قسد"العمود الفقرى لها من جهة أخرى. وفى وقت قالت فيه مصادر تركية ، أن الجيش قصف أهدافاً فى عفرين وتوغلت القوات البرية بعمق 5 كيلومترات فى اليوم الثالث للعملية العسكرية ، واستولت على 11 قرية، قالت مصادر كردية وأخرى تابعة للمعارضة ، أن "قسد" أجبرت القوات التركية على التراجع واستعادت قريتين فى عفرين . وقال الرئيس التركى رجب طيب أردوغان فى تصريحات أمس: سنسيطر على عفرين مثلما سيطرنا على جرابلس والراعى والباب وسيتمكن السوريون من العودة إلى ديارهم، مؤكداً أن بلاده لن تتراجع عن عملية عفرين، مشيراً لوجود إتفاق مع موسكو، متوعداً عناصر حماية الشعب الكردى بدفع ثمن باهظ بعد سقوط صواريخ فى إقليم هاطاى. وقد أشارت وسائل الإعلام التركية، إلى أن قوات الكوماندوز الخاصة ومعها الجيش السورى الحر ، بمشاركة عدد كبير من الدبابات من مدينة كليس ، دخلت الى عفرين فضلا عن اقلاع 32 مقاتلة طراز أف 16 من قاعدة دياربكر ، ويخطط الجيش التركى الدخول الى عفرين من 5 جهات بعد نزع الالغام، ولم تواجه القوات التركية أى مقاومة فى ضواحى اتجاه منطقة عفرين . وعلى الجانب الآخر، قالت مصادر تابعة ل"قسد" أن الأخيرة تدرس إمكانية إرسال تعزيزات إلى عفرين لصد الهجوم التركى، كما ناشدت كل الدول لبذل ما بوسعها لوقف الهجوم التركى على عفرين ، بينما قالت وكالة دوجان الكردية :أن صاروخاً أصاب معسكرا تركيا لمقاتلى الجيش الحر قرب الحدود السورية، أسفر عن مقتل 2 وإصابة 12، كما ذكرت وكالة "هاوار" الكردية السورية بأن "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) نفذت فجر امس عمليتين ضد عناصر تابعة للجيش التركى والمسلحين الموالين له فى شمال سورية، وأوضحت الوكالة أن (قسد)، التى يشكل الأكراد عمودها الفقري، شنوا هجومين على القوات التركية فى محور أعزاز، المتاخم لعفرين، فى محافظة حلب شمال غربى سوريا، وأضافت أن العملية الأولى أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن ستة عناصر من الجيش التركى، وإصابة العشرات، بينما أسفرت العملية الثانية عن سقوط قتلى وجرحى لم يتحدد عددهم. ومن جانبه، أعلن رئيس ممثلية أكراد سوريا فى موسكو، رودى عثمان، لوكالة "سبوتنيك" الروسية ، أن القوات الكردية أجبرت القوات التركية والجماعات المرتبطة بها على التراجع. وبحسب عثمان، حاول جنود من الجيش التركى وعناصر من المعارضة السورية المسلحة الوصول إلى عفرين ، بمساعدة غطاء جوى تركى استهدف بالصواريخ مواقع للقوات الكردية المنتشرة فى المدينة، لكن محاولة الخرق باءت بالفشل واستطاعت "قوات سوريا الديمقراطية" صد الهجوم من 5 محاور مختلفة، وأضاف: "قتل من الأتراك حوالى 10 جنود وأكثر من 20 عنصرا تابعين للمعارضة المسلحة السورية". وفى موسكو، اتهم وزير الخارجية الروسية سيرجى لافروف، واشنطن بتشجيع النزعة الانفصالية لدى الاكراد ، عبر خطتها تشكيل "قوة" تضم فى غالبيتها مقاتلين اكرادا فى شمال سوريا، مضيفا "هذا الامر هو إما عدم فهم للوضع ،أو استفزاز عن وعى تام". وأضاف أن روسيا تعتزم دعوة ممثلين عن الأكراد لمحادثات السلام المقررة فى سوتشى الأسبوع القادم. وفى برلين ذكرت تقارير صحفية المانية امس ان تركيا تستخدم اسلحة المانية فى حملتها العسكرية.