بأنامله الضعيفة هذه طوّع الخشب، منحه ثقل حمله كتفا قوية، أمكنه من تجاوز العمر ، سنين وحلم ورغبات، فمر على رغبات الطفولة متخففا، فإذا كان قرناؤه من الأطفال يستندون في رغباتهم إلى آبائهم، فهو يستند إلى يده، لا يملك الرغبة فيما يتجاوز قدرة يده ، لم تجُد عليه مِنح الحياة بالتعليم، لكنه تلقى علوما أخرى في مدرسة الحياة، فعرف الصبر والجلد صغيرا، ولطالما باع للناس صبره مع ابداعه. يجلس بين أدواته «أُسطى»، دون أن ينقص من طفولة ملامحه براءة أو ضحكة تلقائية ، لم يستطع الشقاء أن يمحي بعض عفويته، حتى يختلط على ناظره أيهما يرى، أهو الرجل بقدرة يده وثقل حمله وتجاوز فهمه، أم هو الطفل ببِشرِه للحياة وسعة ضحكته بغير تذكُر لجرائم الحياة فيه. كنِسيان الأطفال ما يبكون، ينسى أن ألهته الحياة ببعض فرحها في ساعة رضا.