برحيل الأستاذ إبراهيم نافع أمس، عن عمر ناهز 84 عاما، يكون فصل جديد قد أضيف إلى كتاب الخالدين الراحلين فى تاريخ الأهرام العريق، وكم ذا فى هذا الكتاب من صفحات كتبت بحروف من ذهب. وإذا كان سليم وبشارة تقلا هما صاحبا التأسيس الأول لهذه الصحيفة العريقة قبل 143 عاما، والأستاذ الكبير محمد حسنين هيكل هو صاحب التأسيس الثانى لها فى منتصف خمسينيات القرن الماضي، فإن إبراهيم نافع بلا منازع هو صاحب التأسيس الثالث لها فى منتصف الثمانينيات. ولم يكن الراحل الكبير مجرد صحفى متميز وحسب، ضمن كتيبة استثنائية من المتميزين الذين عاصروه، بل كان عنوانا لحقبة أهرامية كاملة، ستظل ذكراها محفورة فى ذاكرة الصحافة المصرية والعربية ولسنوات طويلة، لما حققه نافع من إنجازات وقفزات شهد بها الجميع.. حتى خصومه، وهى إنجازات لم تقتصر فحسب على الإنشاءات والمبانى وإنما امتدت إلى المحتوى الصحفى بالأساس. والذين يعرفون تاريخ الصحافة المصرية جيدا لا شك لن ينسوا للأستاذ إبراهيم وقفته الشجاعة الحازمة والذكية أيضا ضد قانون 93 لسنة 1995، والمعروف بقانون اغتيال الصحافة، إلى أن تم إلغاؤه واستبداله بقانون جديد، وكان قانون 93 يتضمن ضمن ما يتضمن حبس الصحفى لمجرد أنه كتب رأيا مخالفا، وهو الحبس الذى رفضه نافع (الصحفي) قبل أن يكون نقيبا بكل صلابة. كما لن ينسى صحفيو الأهرام، ولا صحفيو مصر، ذلك الصرح الشامح الذى شيده إبراهيم نافع، حيث أضاف إلى المبنى القديم الذى بناه هيكل مبنيين آخرين، حتى أن من ينظر إلى المبانى الثلاثة الآن يستشعر أنه بالفعل أمام أهرامات ثلاثة تسهم فى إعلاء شأن الصحافة المصرية، بل العربية، لسنوات عديدة قادمة. ولمن تناسوا، أو يتعمدون النسيان، فإنه فى حقبة نافع الأهرامية كان ما يزيد على 90% من الصحف المصرية تطبعها مطابع الأهرام، تلك التى أسهم الراحل الكبير فى زيادة عددها، فأصبحت، ومازالت من مفاخر صناعة الصحافة، وكانت عبارة «تمت الطباعة بمطابع الأهرام» نيشان امتياز يشى بالنهضة التى أحدثها إبراهيم نافع فى هذه المؤسسة العريقة. رحم الله الأستاذ الكبير وأسكنه فسيح جناته. لمزيد من مقالات راى الاهرام