صفعة قوية من المجتمع الدولى للرئيس الأمريكى ترامب وقراره الخطير بأعتبار القدس عاصمة لأسرائيل ، فى تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ أيام برفضه بأغلبية 128دولة ، وأمتناع 35 دولة عن التصويت، وموافقة 9 دولة منها إسرائيل وأمريكا، وعجزت أمريكا عن أقناع دول العالم بمبررات قرارها. ورغم ماحملته عملية التصويت من مفاجأت من إمتناع كندا والبوسنة والهرسك وتوجو عن التصويت من دول كنا نحسبها قريبة من القضايا العربية ،لكن جاء عدد الدول الرافضة للقرار الأمريكى هى الأكثر ،والتى تصدت لتهديدات ترامب غير المسبوقة بمعاقبة الدول التى تصوت ضده ،وقطع المعونات عنها ،ليعبر القرار الدولى النهائى للجمعية العامة عن تأييد غالبية دول العالم للموقف الفلسطينى والعربى بأن القدس عربية. ويهمنا كعرب ومسلمين ومسيحيين القيمة الرمزىة لقرار الجمعية العامة بأن قضية القدس جزء من الضمير الأنسانى العالمى ،بعد العكرفة الأمريكية داخل مجلس الأمن وأستخدامها للفيتو ضد 15دولة أخرى لتكون أمريكا وحدها فى مقابل بقية الدول الأعضاء بمجلس الأمن وهو مشهد يتكرر دوما لحماية ممارسات الأحتلال الأسرائيلى لكن فى هذة المرة جاء لحماية أمريكا نفسها وقرارها الظالم للعرب والمسلمين لصالح اليهود وإسرائيل. فقرار الجمعية العامة غير ملزم، على عكس قرارات مجلس الأمن التى هي واجبة التنفيذ لكنه كشف عن رفض غالبية دول العالم لقرار ترامب ،والألفاظ الغريبة لمندوبته الدائمة بالأمم المتحدة التى استخدمتها فى كلمتها أمام الجمعية العامة من قلب حقائق التاريخ عن القدس . وأثبتت نتائج التصويت عن خروج الأتحاد الأوروبى من العباءة الأمريكية، وانتقاده لموقف أمريكا بقوة ووضوح،بينما قامت دول لا وزن لها على الساحة الدولية بمساندة وتأييد القرار الأمريكى، ضمت هندوراس ،وجواتيمالا، وتوجو ،وبالاو، و ناورو ،وميكرونيسيا. بينما أفصحت عملية تصويت 128دولة رفضت قرار الرئيس الأمريكى بأنها تعتبره عقبة فى تحقيق السلام ،ولم تسمح لأمريكا أن تجبرها على تحقيق رغبة أسرائيل فى سرقة القدس أمام مسمع ومرأى من الجميع ، بعيدا عن إطار المفاوضات ،وقطعت الطريق أمام المناورات الأمريكية لإجهاض حل الدولتين. ليكون الموقف الدولى صلبا فى وجه أمريكا لأنها لأسباب لا منطقية خالفت الثوابت التاريخية تجاه القدس ،والمبادىء الأساسية للتعامل مع القضية الفلسطينية وعملية السلام ،وأصبحت تسخرها كليا لصالح أسرائيل وليس لصالح عملية السلام ذاتها ، ولم تضع المشاعر الدينية العربية والإسلامية فى الحسبان ،وباتت تدعم جواز ضم الأراضى بالغزو والقوة العسكرية وهو ماتفعلة إسرائيلية والسلطات المحتلة والمغتصبة للأراضى العربية. لذلك فشلت أمريكا وسقط ترامب أمام الجمعية العامة فى فرض الحل الإسرائيلى على الجميع . لمزيد من مقالات عماد حجاب;