تعرف الدولة المصرية أن تبنيها مشروع قرار أممى فى مجلس الأمن بشأن القدس العربية وحصولها على 14 صوتا مؤيدا مقابل معارضة ممثلة الولاياتالمتحدةالأمريكية باستخدام «الفيتو» الذى كان سببا فى عدم خروج القرار وأفشلته أمريكا رغم الدعم الكبير من أعضاء مجلس الأمن مطلب مصر, هو ما دفع نيكى هيلى إلى تهديد مصر وغيرها من الدول بأن بلدها لن تتسامح فيما تعرضت له من إهانة فى مجلس الأمن. وبعد ساعات لجأت المجموعة العربية والإسلامية الى الجمعية العامة للأمم المتحدة لعرض قرار جديد بشأن القدس، وهو ما دفع الرئيس الأمريكى ترامب لتهديد الدول التى ستصوت ضد القرار الأمريكى بقطع المعونات التى تقدم إليها من أمريكا. إلى ذلك الحد وصل الابتزاز الأمريكى فى فرض السطوة وحتى البلطجة على العالم لفرض أمر مدان، ويخالف القوانين الدولية وقرارات الأممالمتحدة ومجلس الأمن، لأن القدس لها مكانة دينية خاصة لدى جميع الأديان السماوية، ولا يمكن لدولة أن تتخذ قرارا أحاديا دون مفاوضات السلام وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية. ووجه العالم صفعة أخرى لأمريكا فى تصويت الجمعية العامة بتصويت 128 دولة لمصلحة القرار العربى ورفض قرار ترامب. هكذا انتصرت إرادة الشعوب المؤيدة للحق الفلسطينى والرافضة الابتزاز والهيمنة والعنجهية الأمريكية واتجهت إرادة العالم نحو الأخلاق والمبادئ. وبأعلى الصوت قال ممثلو الدول الحرة: لن يشترينا أحد ولن نساوم على الثوابت والمبادئ.التحرك المصرى السياسى والدبلوماسى يتوجب الثناء عليه، لأنه أكد الحقيقة أن قضية فلسطين هى قضية مصر الأولى منذ 1948، وحتى اليوم لم تتخل فيها الدولة المصرية عن الدفاع عن الأشقاء والمقدسات، وعندما طرحت مصر مشروع القرار على مجلس الأمن واصلت اتصالاتها مع كل الدول لتحظى بهذا التأييد الكبير من جميع الدول عدا أمريكا، ولم تخش مصر من الدخول فى المواجهة الدبلوماسية مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، لأن التاريخ سيذكر ماذا فعلت الدولة المصرية لحماية الأقصى وقبة الصخرة والمقدسات أمام الجنون الأمريكي. تحرك مصر يعكس استقلال قرارها، وعدم الخنوع لأحد هنا وهناك، بل المصلحة الوطنية والقومية هى التى تحكم قرار الدولة المصرية. إنها مصر كنانة الله فى أرضه, لا تركع إلا لله سبحانه وتعالى. لمزيد من مقالات أحمد موسى