سيناء أرض الحضارة الضاربة فى قلب التاريخ، الأرض التى باركها الله ودارت فوق رمالها الطاهرة حوارات السماء مع الأنبياء (التنمية فى مواجهة الإرهاب على أرض سيناء)... كان هذا عنوان المؤتمر، الذى نظمه الاتحاد المصرى لجمعيات المستثمرين، لبحث سبل ضخ المزيد من الاستثمارات إلى سيناء، بما يسهم فى إحداث تنمية حقيقية على هذه الأرض المباركة، التى تعيش فى قلب ووجدان كل المصريين. شهد فعاليات المؤتمر جمع من قيادات مصر، الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والمتابعة والاصلاح الإداري، ومحافظا شمال سيناء والوادى الجديد، والمدير التنفيذى لصندوق تحيا مصر، ورئيس هيئة التنمية الصناعية، ورؤساء تحرير بعض الصحف، واعلاميون، ووفد رفيع المستوى من أبناء سيناء، نواب البرلمان، وشيوخ القبائل، والعواقل، والقضاة العرفيين، وكذلك كبار المسئولين بالإدارات المختلفة، المعنية بالاستثمار فى شمال سيناء. لقد كنت أسعد الناس بهذه المشاركة الفعالة، وهذه الإيجابية المعتادة من أبناء سيناء، الذين أحمل لهم كل ود واحترام، وأقدر تماما دورهم الوطنى المشهود، وتضحياتهم العظيمة، وحبهم لهذه الأرض، وعشقهم لكل ذرة من ترابها الطاهر. كنت شديد الحرص على حث الحاضرين جميعا، زملائى أعضاء الاتحاد، والحكومة، على ضخ المزيد من الاستثمارات إلى سيناء، فى أسرع وقت ممكن، وبأنسب طريقة ممكنة، وكنت حريصا كذلك على إزاحة أية أجواء سلبية، قد تعطل المسير، فلا حديث عن ماض ولي، ولا بكاء على لبن مسكوب. نحن الآن جميعا نصنع الأمل، وندق سويا ساعة العمل، ونتطلع لمستقبل أكثر اشراقا يجود بالخير الوفير. وأعلنتها، ووافق عليها الحضور جميعا، انشاء شركة قابضة لتنمية سيناء، برأسمال (مليار) جنيه، يكون المدفوع منه (200) مليون جنيه، يتم طرحها للاكتتاب العام، وستكون مساهمتى فى رأسمال هذه الشركة الجديدة، 20 مليون جنيه، ومثلها من الجامعة البريطانية فى مصر، وسيسهم زملائى رؤساء جمعيات المستثمرين، وعدد من مستثمرى مصر الكبار فى هذا المشروع الناجح. وقدمت هديتى لبنى وطني، انطلاقا من مسئوليتى المجتمعية، وردا لجزء من خير مصر علي، فتكفلت بإنشاء مجمع للصناعات الصغيرة بمنطقة بئر العبد، بشمال سيناء، باستثمارات قدرها 35 مليون جنيه، للمرحلة الأولى لاستيعاب 128 مصنعا، وتعهدت بفرش مائة مسجد بشمال سيناء. كما أعلن زملائى من رؤساء جمعيات المستثمرين المساهمة فى تطوير التعليم الفنى بشمال سيناء، لتخريج طلاب قادرين على اقتحام سوق العمل، بما يتناسب مع البيئة السيناوية البدوية المحيطة، وذلك عن طريق المركز الوطنى لتنمية الموارد البشرية، التابع للاتحاد، بنظام التعليم المزدوج. وقد شارك بفاعلية فى هذا المؤتمر عاشق سيناء د. حسن راتب، وهو أول من استثمر فيها، وأقام صناعات ناجحة بها، أشاد بها معظم الحاضرين من شيوخ وقيادات سيناء، وسيسهم فى الشركة الجديدة، وسيكون فى مهمة قيادية فى هذا الصدد. إنها سيناء يا سادة، مسرى الأنبياء، ووطن الشهداء إنها سيناء، عبقرية الزمان والمكان والسكان إنها سيناء بوابة مصر الشرقية، خط الدفاع الأول، والأمل فى تصحيح اختلال العلاقة بين المكان والسكان. إنها سيناء، المفتاح السحرى لموقع مصر العبقري، فى قلب العالم، بقاراته وحضارته، محور الاتصال بين آسيا وافريقيا، بين مصر والشام، بين المشرق العربى والمغرب العربي. إنها سيناء، أرض الكنوز والثروات، البترول والغاز والرخام والجرانيت والمنجنيز والرمال البيضاء والنحاس والفوسفات، حتى الذهب والفيروز. إنها سيناء ، الأرض التى تحوى كل مقومات الاستثمار الناجح، فى مختلف المجالات، الزراعية والصناعية والخدمية والسياحية. إننا ورغم ما يعتصر الوطن من ألم وأسى على فقد بعض أبنائه، من المقاتلين الشرفاء، والمدنيين الأبرياء، فإن الحقيقة الأكيدة أن الإرهاب لن يقدر على هزيمة الأوطان، مهما بلغت جرائمه، فالأوطان لاتهتز أبدا تحت وقع ضربات الغدر والخيانة، بل تزداد تماسكا وصلابة. وفى هذا المقام، يشكر الاتحاد المصرى لجمعيات المستثمرين، جهد الرئيس فى حماية أرض سيناء من مخططات الشر التى تحاك بها، ويثمن تكليفه، عقب حادث مسجد الروضة ببئر العبد، رئيس أركان الجيش ووزارة الداخلية باستعادة الأمن خلال ثلاثة أشهر فى سيناء، وتأكيده أن دماء الشهداء لن تذهب سدي،وأن الدولة تتحرك بكل قوة، لمواجهة المخططات الإرهابية، وحماية حدودها، وأن الأمن والاستقرار مسئولية مجتمعية، وليس الجيش والشرطة فقط. إننى على قناعة تامة بأن سيناء قادمة، وأن سيناء قادرة، بجهد المخلصين وتضافر الهمم، بشراكة حقيقية بين الحكومة والقطاع الخاص، وبمشورة أهل سيناء، فهم أعلم الناس بها. سيناء الغالية، رمز عزتنا، وعنوان كرامتنا. نتوجه إليها مخلصين، سلاحنا التنمية والاستثمار، لخلق المزيد من فرص العمل. بهذا ندحر الإرهاب الغاشم، بهذا نثأر لروح الشهيد الطاهرة. لمزيد من مقالات محمد فريد خميس