حصلت د. هالة أحمد زكى الزميلة بالأهرام على الجائزة الأولى لبيت المعمار المصرى عن فرع القصة مشاركة مع المعمارى محمد حمدى. تحمل القصة التى حصلت على الجائزة عنوان «الزينى.. طواف فى دروب المحروسة» وهى قراءة حضارية معمارية لرحلة حياة الراحل المعلم د. يحيى الزينى الذى يمثل الجيل الثانى من معماريى مصر الكبار بعد العبقرى حسن فتحى. وينتمى «الزينى»، بحكم العمر، إلى الجيل الثالث من حركة التنوير التى بلغت قمتها ثورة 1919، والتى تعد أكمل ثورة مصرية، ويوصف بأنه «ثمرة ناضجة للتمدن والترقى المصرى»، إلا أنه للأسف لم يحصل على فرصته فى الشهرة والاعتراف بأعماله كما تقول د. هالة إلا من خلال تلامذته المقربين. ولا يعد «الزينى» هو القصة المصرية الفريدة، فكما تقول د. هالة أحمد زكى إن ببر مصر حكايات مدهشة يصعب حصرها، ومصر بهذا الكيان الكبير لا يمكن أن تتعرض للتهديد أو حتى التراجع، فكل بلد فى الدنيا يعرف موجات من الانتصار والتراجع، وقد اختارت مصر لنفسها مبدأ القوة والاستمرار. وقد يتعجب البعض من فكرة القوة ولكن لأن الدولة صنعت لنفسها جغرافيا وتاريخا منذ زمن ما قبل الأسرات، ودولة صنعت لنفسها أول كيان فى صورة دولة لجديرة بحكم خبراتها وما لاقته أن تنهض من جديد.. فقط نحتاج إلى أن نكتب التاريخ كتابة صحيحة وأن يُقرأ من جديد. يعد كتاب «دقات على باب مصر» هو آخر ما صدر للدكتورة هالة، وهو مجموع من اللقطات لكثيرين جاءوا إلى بر المحروسة يسألونها العلم ويبحثون عن الاستقرار والأمان، ومنهم الإمام الشافعى وعقبة بن عامر والعز بن عبد السلام وابن الهيثم وابن خلدون وآخرون. وتستعد هالة، الحاصلة على درجة الدكتوراه فى الثقافات المقارنة عن مشروع التحضر المصرى منذ نهاية القرن الثامن عشر حتى ثورة 1919، للانتهاء من مشروع حضارى جديد يرصد بدايات مصر المحروسة، حيث ترى أن هناك حاجة إلى قراءة جديدة غير مبتسرة لهذا المشروع.