فى حملتى ضد إحجام رجال الأعمال عن المشاركة فى بناء مصر الجديدة والإسهام فى إقالة البلد من عثرتها الاقتصادية، ركزت على الأكثر ثراء وهم «بالمصادفة» الأكثر إحجاما عن المساهمات العامة، والأكثر انعزالا عن كتلة الشعب واحتياجاته. وضمن عشرات الرسائل التى وصلتنى عن الموضوع منددة بسلوك رجال الأعمال، تلقيت عددا من الرسائل تشير إلى حالات متناثرة لرجال الأعمال فى الإسهام الوطنى وتعزيز المسئولية الاجتماعية، وكانت إحدى تلك الرسائل التى تشير إلى حالات نادرة عجيبة كبيضة الديك، رسالة وصلتنى من خبير استثمار اسمه منير ليلة (66عاما) وهو مؤسس لكيان للعمل الخيرى والتطوعى بمدينة برج العرب الجديدة يقول فيها: حين أشرت فى أعمدة متصلة إلى إحجام رجال الأعمال عن المشاركة فى بناء مصر الجديدة، وتقصيرهم فى حق بلدهم فى وقت عصيب، بدوت وكأنك تصيح فى واد، وصحيح أن صيحاتكم تذهب اليوم مع الريح.. ولكنها ربما تأتى غدا بالأوتاد (الأوتاد) كما قال عبدالرحمن الكواكبى ولكننى أقدم لك اليوم نموذجا مختلفا عن صاحب مجموعة شركات أدوية (ذكر اسمها) وأولاده، وتبلغ نحو عشر شركات بخلاف مصنع فى رومانيا.. هذا الرجل وأولاده تبرعوا بمبلغ (250مليون جنيه) لمشروع جامعة زويل»، كما قال «إن مشفى هذا المستثمر الخاص بالدخيلة والمخصص لعلاج الفقراء والمساكين أنفق عام 2016 مبلغ 40مليون جنيه لهذا الغرض، كما تشارك هذه المجموعة الاستثمارية الدولة فى الكشف الفورى المجانى الخاص بفيروس (C) وكذلك, يقول القارئ, هناك أيضا مساهمة كبيرة فى الإنفاق على مجموعة مدارس تجريبية تأسيسا وصرفا، وكذلك تجهيز قصر ثقافة المنطقة وتأسيس فريق رياضى واستضافة عشرات الأسر السورية فى مساكن شركات المجموعة». وأنا إذ أنشر هذه الرسالة على مسئولية صاحبها، أغبط مثل تلك الإسهامات إلا أننى أتحدث دائما عن اقتسام الثروة وهو أمر استثنائى لأننا نواجه ظروفا استثنائية، وأنا لا أتكلم عن تأميم أو مصادرة ولكننى أشير إلى التطوع وذكرت فى أعمدة سابقة عشرات الحالات التى تعكس ثقافة العطاء دوليا وحتى إن لم تكن مصر فى ضنك فلديها مشروع وطنى تنموى كبير أو ينبغى عليها اقتسام الثروة مع رجال الأعمال المتطوعين.. فاكتناز المال لن ينفع أحدا ولكُم فيما جرى بالسعودية بعض العظات والعبر. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع