في صباح أحد أيام الشتاء في يناير 2013 يسمع عم فرجاني صراخ طفل من داخل كرتونة في حديقة بمنطقة حلوان يقترب فيجد رضيعة لم يتجاوز عمرها ثلاثة أيام، يذهب بها الي دار رعاية الاحداث بزهراء المعادي حيث يعمل "جنايني" فيرفض المسؤلين استقبالها لعدم وجود شهادة ميلاد ، ويتوجهوا بها الي قسم الشرطة التابع للدار والذي يرفض بدوره استلامها ، ويقول الضابط متهكما لايوجد عندنا مرضعات في القسم. هنا تطلب أم ايمن عاملة النظافة في الدار التي فقدت وحيدها شابا أن تأوي هذه الطفلة التي جاءت الي الدنيا تسدد فاتورة أبوين مجرمين وهذا هو ذنبها الوحيد ! أطلقت علي الطفلة أسم "مي" وكانت ترعاها حسن رعاية وتسهر من أجلها الليالي ، وقد تكلفلت بكافة مصروفاتها من مأكل ومشرب وملبس وأطباء ودواء برغم رقة حالها حتي بلغت الرابعة من عمرها ،وكانت مي هي "قدم" السعد علي أم أيمن فقد أكرمها الله بعمرة من أهل الخير فتركتها عند أم مصطفي وهي "دادة " أيضا في الدار وسافرت. ولكن حدث ما لا يحمد عقباه فقد جرحت مي قدمها وقامت أم أحمد بوقف الدم باستخدام البن، وبعد أن ساء حال قدمها ذهبت بها الي اخصائية اجتماعية بالدار التي اخذتها علي الفور الي المستشفي وبالفحص تبين أنها كانت مصابة بالسكر وبالتالي حدثت "غرغرينا" وكان لابد من بتر القدم . وتعود أم أيمن من العمرة قبل العملية بساعات وأخذت تبكي وتصرخ... ولكن كان لابد من التحرك السريع لجمع المال فتكلفة العملية في دار الشفاء التخصصي حوالي 7 آلاف جنيه بعد أن تنازل د.ناشد ميلاد الذي أجري لها العملية عن أتعابه وباعت أم أيمن قرطها ب 2000 ج وكانت قد وجدت داخل ملابس الرضيعة أحرف ذهبية N &B الي جانب آية الكرسي عندما وجدوها فباعتهم أيضا ،كما قامت الأخصائية بتدبير مبلغ 500 ج من الكنيسة وتم اجراء العملية لمي في يناير 2017 . ولكن لم تنتهي المأساه عند هذا الحد فقد أكتشفت أم أيمن منذ أيام بقع داكنة في أعلي فخد الطفلة فذهبوا بها الي الانسان الطبيب ناشد الذي أقر بضرورة اجراء عملية سريعة لتسليك الشرايين . وبعد أن تنازل عن أجره كالمعتاد أصبحت التكلفة 3000 وهم حاليا يجمعون المبلغ من أهل الخير ومرة أخري تتبرع الأخصائية ب 350 جنيه. والان تستعد هذه الطفلة المعذبة التي ستكمل عامها الخامس في يناير القادم لانقاذ "الساق" علها تجد من يرعاها ويملك الامكانيات ليتكفل بعلاجها علي المدي الطويل من مرض السكر من ناحية،و تركييب قدم صناعي من ناحية أخري . فأم ايمن حاليا قد تخطت الستين من عمرها ومن المؤكد انها لن تقوي علي حملها وقضاء حاجاتها ،فمن ينقذ هذه الصغيرة من مستقبل مجهول ينتظرها أين أصحاب القلوب الرحيمة ؟ لمزيد من مقالات جيلان الجمل;