أيهما أفدح: خطأ السادات فى السبعينيات بإفراجه عن جماعة الإخوان من السجون وسماحه لهم بالنشاط وتنسيقه معهم لمساعدته على مواجهة خصومه السياسيين؟ أم خطأ من دفعوا بالإخوان إلى الحكم بعد ثورة 25 يناير للتخلص من منافسة خصومهم على المنصب الرئاسي، برغم أنهم كانوا ينعتون موقف السادات بأنه جريمة تاريخية؟ واضح، وقبل الإجابة على السؤال، أن هناك شبه تطابق بين المنهجين، حيث يستهدف كل منهما التخلص من طرف ثالث، وغفلة كل منهما عن التبعات الخطيرة من اشتداد ساعد الإخوان، وعجزهما معاً عن علاج التبعات لولا تدخل الجيش. فأما السادات فدفع حياته نتيجة مباشرة لخطئه، وأما من ساعدوا على جعل ممثل الإخوان رئيساً للجمهورية فقد نكث الإخوان بكل وعودهم معهم وأزاحوهم كلية. وفى الحالتين دفعت مصر ثمناً باهظاً. وأما فى الإجابة على السؤال، فإن المؤكد أن خطأ السادات عظيم، لأنه لم يحسب أن ما يجمعه بالإخوان جزئى ووقتى وأن أطماعهم المعروفة ستصطدم به حتماً، لأن قراره الأكيد أنه لن يحققها لهم، أضِف أيضاً أنه لم يردعه عن المضى معهم ما كان يعلمه جيداً من تاريخهم وأدبياتهم من أنهم يعتمدون العنف ورفع السلاح وتكفير الآخر. وأما خطأ الآخرين فهو أعظم لأن من اقترفوه كانوا من أشد مهاجمى السادات على هذا الخطأ بالذات، كما أنهم أيضاً فاتهم كل ما فات السادات، ثم إنهم لم يتعظوا من النتائج الكارثية لتجربته التى صارت فى باب العلم العام. وأما أكبر أخطاء بعض من ينتمون لهذا الفريق الأخير، أنهم لا يزالون حتى هذه اللحظة يوغلون فى المزيد، بإصرارهم على المصالحة مع الإخوان!! وكأنهم خرجوا من مقتضيات السياسة إلى مجالات الكيد والإغاظة وما إلى ذلك!! وأما المسألة التى تحتاج إلى دراسة موضوعية محايدة، فهى فحص الملابسات والظروف التى أحاطت بتوجه السادات نحو الإخوان، حيث يبدو، من المعلومات الرائجة، ومن باب التفسير لا التبرير، أن السادات كان مدفوعاً دفعاً لإيجاد حليف بعد أن تجمعت ضده قوى المعارضة المدنية. أما أبناء هذه الأيام فيبدو، وللغرابة، أن اختياراتهم الكارثية حرة! لمزيد من مقالات أحمد عبد التواب