أعلنا خلال مؤتمر صحفى عقب المحادثات: ◙ المنطقة الصناعية الروسية فى مصر ستكون أكبر مركز صناعى بالشرق الأوسط باستثمارات 7 مليارات دولار ◙ محطة الضبعة النووية الأولى من نوعها فى مصر وستحصل على أحدث التكنولوجيا الأكثر أمانا بحث الخطوات المشتركة لاستئناف الطيران المباشر بعد رفع مستوى الأمن فى المطارات المصرية دعم المفاوضات للتوصل إلى حل سياسى شامل فى سوريا ..واستمرار الجهود المصرية لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية دفع التعاون فى التصنيع والأمن الغذائى والتبادل التجارى مصر الشريك الموثوق به فى منطقة الشرق الأوسط الاتفاق على أهمية تبادل المعلومات بين الأجهزة المختصة اتصالاً بجهود مكافحة الإرهاب 4 مليارات دولار حجم التبادل التجارى بين البلدين خلال الأشهر التسعة الأولى التأكيد على أهمية الحفاظ على الوضعية القانونية للقدس فى إطار القرارات الأممية والمرجعيات الدولية كل الخطوات التى تستبق نتائج المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية عديمة الجدوى وتزعزع الاستقرار أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى قوة العلاقات التاريخية الوثيقة التى تربط مصر وروسيا، مشيرا إلى أن العلاقات التى تجمع البلدين ذات تاريخ طويل وتتسم بالقوة والاستمرارية، سواء فى إطارها السياسى من خلال التنسيق المُستمر إزاء مختلف القضايا الإقليمية، أو فى إطارها الاقتصادى الثنائي. وأضاف الرئيس ، فى كلمته التى ألقاها خلال مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره الروسى فلاديمير بوتين عقب جلسة مباحثات بينهما فى قصر الاتحادية، إن مصر تشهد من أدناها إلى أقصاها علامات راسخة على علاقات التحالف الاستراتيجى بين مصر وروسيا، من السد العالى فى أسوان بجنوب مصر مروراً بمجمع الحديد والصلب فى حلوان وصولاً لتوقيع عقد إنشاء أول محطة نووية فى مصر على ساحل البحر المتوسط. وقال الرئيس إن البلدين وضعا على مدى العقود الماضية أساس العلاقات المتميزة بينهما، مشيرا إلى أن المباحثات تطرقت إلى كيفية دفع العلاقات الثنائية وتطويرها، سواء تلك التى تتصل بالتصنيع المشترك، أو الأمن الغذائي، أو تعزيز التبادل التجارى بين البلدين، أو جذب الاستثمارات الروسية إلى مصر من خلال إقامة منطقة صناعية روسية فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس. وأشار إلى أنه تم الاتفاق على تكليف الوزراء المعنيين بمتابعة تلك الملفات، وتسوية أى عقبات تواجه الانتهاء من المشروعات التى من المقرر تنفيذها مع روسيا فى المستقبل القريب، أسوةً بروح التنسيق التى سادت المفاوضات على عقود إنشاء محطة الضبعة النووية كأول محطة من نوعها فى مصر. وأضاف أنه كما تتعاون مصر وروسيا لتأمين مستقبل أفضل للشعبين الصديقين، فإن التنسيق بين البلدين يمتد ليشمل تناول القضايا الإقليمية التى تمس الأمن القومى للبلدين، إيماناً منهما بالأهمية القصوى لاستعادة الأمن والاستقرار فى منطقة المتوسط بشكلٍ يحقق مصالح شعوبها، ويضمن مستقبلاً أفضل لشبابها بعد المعاناة الطويلة من قسوة الحرب وما تسببت فيه من دمار. وقال الرئيس إن المباحثات تطرقت إلى الأوضاع التى شهدتها القضية الفلسطينية فى الأيام القليلة الماضية على خلفية قرار الولاياتالمتحدة بنقل سفارتها فى إسرائيل إلى القدس، وما لتلك التطورات من آثار خطيرة على مستقبل الأمن والسلم فى المنطقة، حيث أكد للرئيس بوتين أهمية الحفاظ على الوضعية القانونية للقدس فى إطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة، وضرورة العمل على عدم تعقيد الوضع بالمنطقة من خلال اتخاذ إجراءات من شأنها تقويض فرص السلام فى منطقة الشرق الأوسط. وأشاد الرئيس السيسى بالدور الروسى فى إطار جهود تسوية القضية الفلسطينية طوال العقود الماضية، سواء بشكلٍ منفرد أو فى إطار آلية الرباعية الدولية، التى تم تشكيلها فى توقيت كنا نأمل فيه أن تسهم فى التقريب بين مواقف الطرفين، والتوصل لتسوية نهائية عادلة لقضية محورية، تظل هى الأقدم ضمن القضايا السياسية المُعلَّقة التى يناقشها المجتمع الدولى بأسره، ولا يزال يعانى عدم تسويتها حتى الآن. وأوضح السيسى أن المباحثات أولت اهتماما كبيرا أيضا بالأوضاع فى سوريا وليبيا وسُبل ضمان التوصُّل لتسوية سياسية لهذين الملفين فى أقرب توقيت. فعلى صعيد الملف السورى ، قال الرئيس إن الرؤى توافقت على عدد من المواقف الأساسية، على رأسها استمرار العمل المشترك للحفاظ على مناطق خفض التوتر وتوسيعها، لتهيئة الظروف المناسبة للمفاوضات السياسية. وأضاف أن المباحثات تناولت الجهود الناجحة التى أفضت لإنشاء وفد تفاوضى موحد من منصات المعارضة السورية المختلفة، واتفقت الرؤى على دعم مسار المفاوضات التى يقودها المبعوث الأممى إلى سوريا للتوصل إلى حل سياسى شامل، يُحقق الطموحات المشروعة للشعب السورى الشقيق، ويحافظ على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية وتماسك مؤسسات دولتها. وفى شأن ليبيا، أكد الرئيس موقف مصر بأهمية تكاتف المجتمع الدولى لتجنب أى فراغ أمنى أو سياسي، مشيرا إلى أن مصر ستواصل دعم جهود المسار السياسى الذى يرعاه المبعوث الأممى بغرض تهيئة الأجواء لإنهاء المرحلة الانتقالية وإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية فى ليبيا. وأضاف أن القاهرة ستواصل كذلك جهودها من أجل توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، وهو الجهد الذى كان محل تقدير كافة الأطراف الليبية وآخرها خلال لقائه أمس الأول مع «فايز السراج» رئيس المجلس الرئاسى الليبي. وأشار الرئيس إلى أنه تم الاتفاق مع الرئيس الروسى أيضا على أهمية تعزيز تبادل المعلومات بين الأجهزة المختصة اتصالاً بجهود التصدى للإرهاب، خاصةً فيما يتعلق بانتقال الإرهابيين من مناطق عدم الاستقرار إلى دول أخري، وارتكابهم أعمالا إرهابية فى تلك الدول، مشيرا إلى أنه والرئيس بوتين أكدا كذلك ضرورة منع الدول مرور هؤلاء الإرهابيين عبر أراضيها، وتبادل المعلومات بشأنهم مع كافة الدول الأخرى والمنظمات الدولية المعنية. واختتم الرئيس كلمته بتجديد الترحيب بالرئيس بوتين فى زيارته لمصر، مؤكدا متانة العلاقات الاستراتيجية التاريخية بين البلدين، وتطلعه لمواصلة تطويرها خلال الفترة المقبلة، بما يلبى تطلعات الشعبين نحو الاستقرار والتنمية. ومن جانبه، أعرب الرئيس الروسى فلاديمير بوتين عن شكره للرئيس المصرى على الحفاوة وكرم الضيافة، مشيرا إلى أن المحادثات كانت بناءة للغاية، وذلك فى إطار المباحثات الثنائية ثم الموسعة. وأضاف أنه تم تحديد خطط للعمل المشترك فى المستقبل، مشيرا إلى أنه تم بحث القضايا الاكثر الحاحا دوليا واقليميا. وأكد بوتين أن روسيا كانت دائما تولى اهتماما كبيرا للصداقة والتعاون مع مصر الشريك الموثوق به فى المنطقة. وأضاف أن التعاون الثنائى يكتسب ديناميكية جديدة نظرا لتعزيز التعاون الاقتصادى والتجارى بين البلدين، مشيرا إلى أنه والرئيس السيسى شددا على أنه خلال الاشهر التسعة الماضية من العام الحالى تمت زيادة حجم التبادل التجارى ليتجاوز 4 مليارات دولار، كما شددا على أهمية مواصلة المفاوضات لانشاء منطقة تجارة حرة بين البلدين وبحثا التعاون فى مجال الطاقة ومشروع انشاء محطة الضبعة النووية التى تعد الاولى من نوعها فى مصر وستحصل مصر على المحطة وعلى أحدث التكنولوجيا الآكثر أمانا. وأضاف أنه بحث مع الرئيس السيسى أيضا إنشاء منطقة صناعية روسية فى مصر التى ستكون أكبر مركز صناعى فى المنطقة وتصدير المنتجات الروسية إلى الشرق الاوسط وافريقيا، مشيرا إلى أن الشركات الروسية أبدت اهتماما بالاسهام فى المشروع باجمالى استثمارات متوقعة تصل الى 7 مليارات دولار. وأشار إلى أن المباحثات تطرقت كذلك إلى التعاون فى مجال الزراعة ، مضيفا أن مصر من أبرز عملاء روسيا فى شراء القمح وخلال الشهور التسعة الاولى من العام الحالى تم توريد 5 ملايين طن من القمح إلى مصر، مؤكدا أن روسيا ستواصل تلبية احتياجات السوق المصرية. وقال الرئيس الروسى إنه تم الاتفاق أيضا على توسيع التعاون العسكرى بين البلدين لتعزيز قدرات القوات المسلحة المصرية فى مجال مكافحة الإرهاب، كما ناقشا عودة الطيران المباشر بين البلدين. وأكد بوتين أن الجانب المصرى بذل جهودا جبارة لرفع مستوى الأمن فى مطاراته، موضحا أنه تم مناقشة الخطوات المشتركة لاستئناف الطيران المباشر بين البلدين. وأضاف أن الأمن الفيدرالى الروسى قدم ما يفيد بأن الجانب الروسى مستعد لفتح خط الطيران بين موسكووالقاهرة وهنا سيتم التوقيع قريبا على بروتوكول حكومى فى هذا الشأن. وقال بوتين إنه جرى أيضا تبادل الآراء بشأن القضايا الاقليمية والدولية، مؤكدا أن المواقف بين البلدين متقاربة ومتطابقة بشكل كبير. كما كشف للرئيس السيسى عن نتائج زيارته التى قام بها لسوريا، مشيرا إلى أنه بفضل سلاح الجو الروسى تم تحرير كل الاراضى السورية من الارهابيين، معربا عن اعتقاده أن الاهداف التى تدخل من أجلها الجيش الروسى تم تحقيقها. واضاف بوتين أنه اتفق مع الرئيس السيسى على تقديم الدعم للوصول إلى حل طويل الامد فى سوريا، معربا عن امتنانه للجانب المصرى لدعمه للمبادرة الروسية بشأن الحوار الوطنى السورى ، مؤكدا أنه يتم التخطيط لتحقيق المشاركة من كافة اطياف المعارضة خاصة منصتى موسكووالقاهرة. وأشار إلى أن مصر وروسيا معنيتان بتحقيق الامن فى سوريا واستعادة وحدتها وسلامة اراضيها، مثمنا الموقف المصرى البناء تجاه القضية الفلسطينية ومرحبا بما تم التوقيع عليه فى القاهرة من اتفاق بين فتح وحماس. وأكد بوتين ضرورة الاستئناف الفورى للحوار الفلسطينى الاسرائيلى المباشر حول كل القضايا بما فيها القدس وضرورة تحقيق الاتفاقيات العادلة وطويلة الامد التى تتماشى مع مصالح الطرفين وتنسجم مع مبادئ وقرارات المجتمع الدولي، مشيرا إلى أن روسيا تدعم كل القرارات التى اتخذها مجلس الأمن. وقال إن كل الخطوات التى تستبق نتائج المفاوضات هى عديمة الجدوى وتعتبرها روسيا تزعزع الاستقرار ولا تساعد على تحقيق السلام. واعرب بوتين عن شكره للاصدقاء المصريين على العمل المشترك، وقال: «متأكد أن تنفيذ القرارات التى اتخذناها اليوم سيصب فى صالح تعزيز العلاقات المشتركة بين البلدين على كافة الاصعدة».