أكد المهندس طارق قابيل، وزير التجارة والصناعة، أن النظام التجارى متعدد الأطراف يواجه تحديات وصعوبات كبيرة، نتيجة تشكيك بعض الدول المتقدمة فى مصداقية هذا النظام، وتصاعد النزعة الحمائية فى الاقتصاد العالمي، وكذلك اتساع الهوة بين مواقف الدول المتقدمة من ناحية والدول النامية والأقل نموا من ناحية أخري، فى ظل عدم استكمال تنفيذ جولة الدوحة للتنمية، ونتيجة لتعارض مصالح وأولويات الطرفين. وأشار إلى اهمية أن يتوصل المؤتمر الوزارى لمنظمة التجارة العالمية والمنعقد بدولة الأرجنتين لاتفاق تجارى يخدم مصالح جميع الدول وبصفة خاصة الدول النامية والأقل نموا، ولا يكون لمصلحة طرف على حساب آخر. جاء ذلك خلال رئاسة الوزير الاجتماع التشاورى لوزراء تجارة الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، والذى تناول القضايا المطروحة على طاولة مفاوضات منظمة التجارة العالمية، بهدف تنسيق مواقف الدول أعضاء مجموعة البنك الاسلامى تجاه هذه القضايا المهمة وبصفة خاصة قضايا التنمية. وقال الوزير ان البنك الاسلامى للتنمية يلعب دورا محوريا لتعزيز التجارة بين الدول الأعضاء بالبنك، وخلق فرص تكامل اقتصادى بينها. وقد ألقى السفير علاء يوسف مندوب مصر الدائم لدى المقر الأوروبى للأمم المتحدة والمنظمات الدولية بجنيف، كلمة مصر أمام الاجتماع، حيث أكد أهمية الدور التنموى الذى يضطلع به بنك التنمية الإسلامي، وما ينفذه من مبادرات فى هذا الإطار تهدف إلى تدعيم جهود الدول أعضاء منظمة التعاون الإسلامى الرامية إلى تحقيق التنمية الوطنية، مشيدا بجهود البنك فى اطلاق مبادرة المساعدة لأجل التجارة ومبادرة الجسور العربية الإفريقية. ومن جانبه، أكد المهندس هانى سنبل المدير التنفيذى للمؤسسة الدولية الإسلامية لتمويل التجارة بمجموعة البنك الإسلامى للتنمية، ان عقد هذا الاجتماع التشاورى يأتى فى اطار حرص المجموعة على استعراض الأفكار والمقترحات الخاصة بمسار المواقف التفاوضية تجاه القضايا المطروحة على طاولة مفاوضات المؤتمر الوزارى لمنظمة التجارة العالمية للتوصل الى رأى موحد لدول الأعضاء. وفى هذا الاطار أوضح وزير التجارة والصناعة أن واردات الدول النامية من الحبوب قد بلغت ما يفوق ال 20 مليار دولار فى عام 2015 فى مقابل 4.6 مليار دولار عام 2001، حيث تستورد ما يوازى 18% من الواردات العالمية، وفى المقابل انخفض حجم الانتاج الغذائى الى 3.6% فقط فى عام 2015 فى مقابل 8.8% عام 2001، فى حين يبلغ اجمالى عدد سكان الدول المستوردة الصافية للغذاء نحو 20% من اجمالى عدد سكان العالم. ولفت قابيل إلى ان مصر والدول المستوردة صافى للغذاء تواجه تحديات كبيرة فى مفاوضات الزراعة، والتى ستنطلق اليوم. واختتم البيان بتأكيد أن أى مفاوضات مستقبلية حول الزراعة ينبغى أن تمنح الدول المستوردة الصافية للغذاء مرونة خاصة بهدف الحفاظ على الاهداف المشتركة لهذه الدول والمتمثلة فى الامن الغذائى ومستوى المعيشة المناسب والتنمية الحضرية.