دعت حركتا «حماس» و«الجهاد» إلى إطلاق انتفاضة فلسطينية شاملة ضد إسرائيل إثر الاعتراف الأمريكى بالقدس عاصمة لإسرائيل، فى الوقت الذى أكد رئيس الوزراء الفلسطينى رامى الحمد الله أمس أن الوحدة الوطنية وحدها صمام الأمان فى هذه المرحلة. واعتبر الحمد الله، فى كلمة ألقاها فى غزة أمس، أن إعادة غزة إلى الشرعية بمثابة حماية للقدس. وقال رئيس المكتب السياسى لحماس إسماعيل هنية، فى خطاب له فى غزة، «إن عملية السلام ماتت للأبد، وأننا نطالب وندعو بل ونعمل وسنعمل على إطلاق انتفاضة فلسطينية شاملة فى وجه الاحتلال». واعتبر هنية القرار الأمريكى بشأن القدس مؤامرة تهدد وجود الشعب الفلسطينى وتعلن أنه لم يعد هناك أنصاف حلول ويجب إطلاق العنان لكل أبناء الشعب ليعبروا عن الغضب. وأعلن النفير العام داخل حماس وإصدار تعليمات لكل عناصر الحركة وجميع الأذرع بأن تكون على استعداد تام لأى تعليمات وأى أوامر تصدر لمواجهة هذا الخطر الاستراتيجى الذى يهدد القدس. ودعا هنية إلى اعتبار يوم غد يوم غضب فلسطينى وعربى وإسلامى وبداية تحرك جديد نصرة للقدس ورفضا للقرار الأمريكي. كما طالب السلطة الفلسطينية بالتحلل من اتفاق والتزامات عملية السلام وإعادة ترتيب المشهد الفلسطينى بتحقيق المصالحة وعقد اجتماع فلسطينى جامع بشكل عاجل. وأشار إلى أنّ قرار «الرئيس الأمريكى بإعلان القدس عاصمة للكيان الصهيونى يعنى نهاية مرحلة سياسية وبداية مرحلة جديدة»، مؤكدا أن الشعب الفلسطينى سيشعل انتفاضة ردا على هذا القرار. وأضاف: «القدس موحدة لا شرقية ولا غربية هى فلسطينية عربية إسلامية وهى عاصمة دولة فلسطين كلها». وتابع «أقول اليوم إن فلسطين أيضاً واحدة وموحدة من البحر إلى النهر لا تقبل القسمة لا على دولتين ولا على كيانين، وفلسطينوالقدس لنا، لا نعترف بشرعية الاحتلال ولا وجود لإسرائيل على أرض فلسطين ليكون لها عاصمة». وقال هنية: «اليوم أمام هذا السفور والتحدى لمشاعرنا وتاريخنا وعقيدتنا وحاضرنا ومستقبلنا، نحن لا نعترف بأن هناك قدسا غربية أو شرقية هى موحدة ملك لنا نحن الشعب الفلسطيني». وطالب بضرورة «إعادة ترتيب المشهد الفلسطينى أمام هذه المؤامرة الخطيرة وترتيب الأولويات الفلسطينية أمام هذا القرار الأخرق الجائر الظالم»، مؤكدا أن هذا القرار يعنى «أن عملية ما يسمى بالسلام قُبرت مرة واحدة وللأبد، ولا يوجد شيء اسمه شريك فى عملية السلام مع الشعب الفلسطيني«. وفى السياق نفسه، طالبت حركة الجهاد الإسلامى منظمة التحرير الفلسطينية بسحب اعترافها بإسرائيل وإنهاء مرحلة اتفاق أوسلو ردا على الخطوة الأمريكية. وأكد نائب رئيس حركة التحرير الوطنى الفلسطينى «فتح» محمود العالول أن الأيام المقبلة ستشهد حراكا سياسيا، من ضمنها عقد المجلس المركزى لمنظمة التحرير لرسم سياسات جديدة للرد على القرار الأمريكى.