نادر أبو الفتوح: هي أم المؤمنين هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة المخزومية, ولدت رضي الله عنها قبل بعثة الرسول صلي الله عليه وسلم بسبعة عشر سنة, وكانت من أجمل نساء قريش وأشرفهن نسبا وتزوجها الرسول صلي الله عليه وسلم في العام الرابع الهجري.. يقول الدكتور محمد فتحي العتربي باحث في الشريعة الإسلامية إنها هاجرت إلي الحبشة مع زوجها عبد الله بن عبد الأسد المخزومي, وكان زوجها قد أعلن إسلامه قبل إسلامها ودعا زوجته للدخول في دين الله وتعلن الشهادة بين يدي الرسول صلي الله عليه وسلم وقد دخلت الإسلام وآمنت بالرسول الكريم وتعرضت مع زوجها للكثير من المصاعب والإضطهاد وقد أنجبت من زوجها طفلا سمته سلمة فأطلق عليها أم سلمة وكان هذا لقبها بين قومها. وقد هاجرت مع زوجها إلي الحبشة مع المسلمين الذين كانوا يتعرضون لأذي قريش وإضطهادهم فهاجرت رضي الله عنها مع زوجها وإبنها إلي الحبشة وبعد فترة عادت مع زوجها إلي مكة, وبعد ذلك هاجرت للمدينة المنورة وكان زوجها أبو سلمة مقاتلا شديد البأس, ولكنه أصيب في غزوة أحد, وظل مصابا تعالجه هند من جرحه حتي توفي رضي الله عنه بعد غزوة أحد, وقد حزنت عليه حزنا شديدا وقال لها الرسول صلي الله عليه وسلم إصبري وإحتسبي وإسالي الله أن يخلفك في مصيبتك خيرا منها, فقالت إنا لله وإنا إليه راجعون, اللهم عندك إحتسب مصيبتي فأجرني فيها وعاشت صابرة وتحتسب ذلك عند الله عز وجل, وبعد إنقضاء فترة عدتها, تقدم لها أبو بكر الصديق ليتزوجها فرفضت فتقدم لها عمر بن الخطاب فرفضت أيضا, فأرسل لها الرسول صلي الله عليه ليتزوجها وجدت أن هذا شرفا كبيرا تتمناه أي إمراة, كما رأت أن زواجها من الرسول صلي الله عليه وسلم فيه حماية وتكريم لأبنائها الأيتام الذين سيعيشون في بيت النبوة بالقرب من الرسول صلي الله عليه وسلم, ودخلت هند بنت أبي أمية بيت النبوة في العام الرابع الهجري وكان الرسول صلي الله عليه وسلم يهتم بأبنائها ويكرمهم وأصبحت إبنتها زينب بنت أبي سلمة من أفقه نساء عصرها لوجودها في بيت النبوة, كما أن الرسول صلي الله عليه وسلم بلغ من إهتمامه ورعايته لأبنائها أن زوج إبنها سلمة من إبنه حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه وقد شاركت أم المؤمنين هند بنت أبي أمية في غزوات الرسول صلي الله عليه وسلم فكانت تحمل الماء للجيش وتداوي الجرحي, ومن الغزوات التي شاركت فيها غزوة خيبر وفتح مكة وبعد وفاة الرسول صلي الله عليه وسلم عاشت هند بنت أبي أمية تروي أحاديث الرسول صلي الله عليه وسلم حتي توفيت في العام التاسع والخمسين من الهجرة وكانت تبلغ من العمر أربعة وثمانين عاما, وقام الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه بالصلاة عليها ودفنت رضي الله عنها في البقيع.