عبر عدد من الأحزاب السياسية عن ترحيبها بتكليف الرئيس الدكتور محمد مرسي للدكتور هشام قنديل بتشكيل الحكومة الجديدة, وقالوا إنها ستواجه مشكلات كبيرة, وتحديات هائلة, وإنه من المبكر الحكم عليها, وعلي رئيس الوزراء المكلف, داعين الي وضع خطة مستقبلية وأجندة واضحة تحدد أولويات هذه الحكومة, وإلي اختيار شباب لتولي وزاراتها, والاهتمام بالجانب الزراعي والاقتصادي. في البداية رحب حزب الكرامة باختيار رئيس الوزراء الجديد, موضحا أنه ليس هناك اختلاف عليه كشخص خاصة لمواقفه الثابتة في أزمة نقابة المهندسين الشهيرة ودوره في ملف مياه النيل. وقال محمد سليمان فايد عضو المكتب السياسي وأمين الإعلام بالحزب انه مادام هناك اختيار لرئيس وزراء في هذه السن فيجب أن تكون كل الوزارة المشكلة من الشباب لاتاحة الفرصة لخدمة وطنهم. رحب المكتب السياسي لحزب الجبهة الديمقراطية بتكليف الدكتور هشام قنديل بتشكيل حكومة جديدة رغم أن اسمه لم يكن مطروحا علي الساحة السياسية في الآونة الأخيرة, مؤكدا أنه سيقيم أداء الحكومة الجديدة ولن يحكم علي الأشخاص. وقال الدكتور ثروت نافع عضو المكتب السياسي للحزب إنه للمرة الأولي يتم تكليف رئيس وزراء لم يكتمل الخمسين من عمره, مؤكدا أن هذا الاختيار يعطي انطباعا بأن الوزراء سيكونون في نفس السن أو أقل مما ينعكس علي أداء الحكومة وقدرتها علي مخاطبة الشباب وتفعيل دورهم. وتلقي حزب الوسط برئاسة المهندس أبوالعلا ماضي, خبر تكليف الدكتور هشام قنديل بتشكيل الحكومة بشيء من التحفظ معللا بأن الفترة الحالية تتطلب حكومة سياسية تستطيع أن تواجه التحديات والأزمات التي يتصدرها المشهد السياسي الحالي. وقال المهندس عمرو فاروق المتحدث الرسمي باسم الحزب إن الدكتور مرسي في حاجة الي رئيس حكومة علي دراية واسعة بالواقع السياسي المركب ولديه من الخبرة والقبول اللازمين للتعامل مع هذا الواقع, مؤكدا أنه برغم التحفظ علي تكليف د. هشام بتشكيل الحكومة فإن الحزب سيقوم بواجبه ومسئوليته الوطنية وسيتعاون مع هذه الحكومة قدر استطاعته لكي تنهض مصر وتستعيد دورها الرائد علي المستويين الاقليمي والدولي, مشيرا الي ان حزب الوسط يتمني للدكتور هشام قنديل التوفيق في مهمته الصعبة. وأضاف أن مصر لم تصل بعد الي مرحلة الاستقرار السياسي لأنها مازالت تواجه فراغا تشريعيا يعيق خطط التنمية وغيابا للدستور الذي يضبط العلاقة بين السلطات وينظمها. ومن ناحية أخري, أكد الدكتور عصام دربالة رئيس مجلس شوري الجماعة الإسلامية أن الرئيس محمد مرسي مارس حقه في اختيار الدكتور هشام قنديل رئيسا لوزراء مصر, وأن المعيار الذي نعول عليه في تقييم الاختيار هو ضرورة توافر معيار الأمانة والكفاءة بغض النظر عن الانتماء الديني أو السياسي وأنه ينبغي إعطاء الفرصة كاملة لهذا الاختيار قبل الحكم عليه ثم بعد فترة معقولة من العمل يتم تقييم الأداء سواء سلبا أو ايجابا. من جانبه أكد أحمد بهاء الدين شعبان الأمين العام للحزب الاشتراكي المصري ان اختيار الدكتور هشام قنديل جاء صادما للسياسيين والمنشغلين بالعمل العام, لأنه لم يكن يملك خلفية سياسية ولم يشترك من قبل في أي حزب سياسي وهذا مخالف لما تردد عن اختيار رئيس وزراء من القوي السياسية علي الساحة الحالية. وأكد شعبان انه من الأفضل أن تكون الحكومة القادمة من جماعة الاخوان حتي يمكن محاسبتها وهل ستنجح في المهمة أم لا. وبدوره أعرب حلمي سالم رئيس حزب الأحرار عن أمله في أن يكون قنديل اسما علي مسمي, وأن يضيء الطريق الي المستقبل بقنديله, وأن يستثمر خبرته في مياه النيل في إحياء الثورة الزراعية وعودة مصر الي النهضة الزراعية لتحقيق الاكتفاء الذاتي باستخدام وتوظيف الامكانات المتاحة, ومنها سيناء التي تقوم علي بركة من المياه لم تستثمر حتي الآن. وطالب سالم رئيس الوزراء الجديد بأن يبتعد بتفكيره عن تشكيل الحكومة عن طريق التوفيق الحزبي والابتعاد أيضا عن عمليات الترضية للكيانات والقوي السياسية, وأن يكون الاختيار قائما علي الخبرة والكفاءة وبعيدا عن العلاقات الشخصية وأهل الثقة. وأعرب عن أمله في أن يتبني رئيس الوزراء الجديد أجندة وطنية واضحة وخطة مستقبلية يوضح من خلالها الأولويات والأساسيات وماهو عاجل وما هو مؤجل, وما هو غير مطروح الآن. من جهته, اعتبر عبدالغفار شكر وكيل مؤسسي حزب التحالف الشعبي الاشتراكي ان ترشيح الدكتور هشام قنديل لتشكيل الحكومة الجديدة جاء مفاجئا بشكل تام للجميع خاصة أن الحديث كان يدور حول شخصية اقتصادية. وأشار الي انه سيواجه مسئوليات كبيرة في هذه المرحلة التي تتراكم فيها المشكلات الكبري والتحديات الهائلة. وقال إنه يظل من المبكر إصدار الحكم علي رئيس الوزراء الجديد إلا بعد التعرف علي التشكيل الحكومي الجديد بالكامل. وأضاف إذا كان رئيس الوزراء المرشح قد أعلن أن وزارته ستكون من عناصر التكنوقراط فإن ذلك ينذر بعدم النجاح في مواجهة مشكلات مصر الكبري لأن البلد في حاجة الي وزراء لهم ممارسة سياسية سابقة, ويتسمون بالمصداقية, وعلي قدر عال من الكفاءة.