القلق وارد، والإفراط فيه مشكلة، ونحن نقلق بسبب، وبدون سبب، وأحيانا لأتفه سبب، ولهذا تتأثر قراراتنا، وتتعقد مشكلاتنا، ولا حل، حتى نفصل أفكارنا عن مشاعرنا، ونتحكم فى ردود أفعالنا، تتحكم فى القلق، أو يتحكم فيك، هذا هو التحدي. القلق ليس إلا تحليل استباقي، لمخاطر محتملة، أو تهديدات واردة، منها ما هو حقيقي، ومنها ما هو وهمي، ونحن نقلق على الغد، وبسبب المال والحب، وعلى الصحة، وعند التغيير، وقد نبالغ فى مخاوفنا، حتى تصبح أشباحا تطاردنا. مخاوفنا مصدر قلقنا، وحتما رغباتنا،والشخصية القلقة عاطفية، وليست عقلانية، تفكر بشكل سلبي، تندم على الماضي، وتنزعج من الحاضر، وتخشى المستقبل، وحتى نتوازن، يجب ألا نهتم بما لا يمكن تغييره، الأعباء لا تحطم الإنسان، بل طريقة حمله لها. أحيانا يخيب الأمل، فالحياة تمضى فى الاتجاه المعاكس، والفجوة واسعة بين التوقعات والواقع، وهكذا يبدأ الإحباط وفقدان الثقة، ولابد من تعب وأرق، التركيز غائب، والانفعال وارد، المشكلة ليست فى مصدرالقلق، بل فى رد الفعل تجاهه. وحتى ينتهى كل ذلك، توقف عن الانفعال، تحكم فى أفكارك، اخفض سقف توقعاتك، ركز على الممكن، وتجاهل المستحيل، القلق لا يحل مشكلة، حين تكره شيئا حاول تغييره، فإن لم تستطع، غير موقفك منه، الحياة قصيرة، لا تهدرها فى الأوهام، عش أيامك. لمزيد من مقالات عبد العزيز محمود;