ستظل السيرة النبوية العطرة طريق هدي ونبراس حق لكل المسلمين في بقاع الأرض.. كلما تذكرناها إزددنا إيمانا بقيمة وقامة رسول الله صلي الله وسلم وصحبه الكرام. وفي رمضان يتطلب الأمر هذه التذكرة للخروج بالدروس المرجوة, فهي ليست سيرة تتلي والسلام, إنما هي دروس تبقي علي مدي الأجيال. والشكر هنا واجب لمؤلف كتاب الأطلس التاريخي لسيرة الرسول صلي الله عليه وسلم السيد سامي بن عبدالله بن أحمد المغلوث في طبعته الخامسة. إصطلح المؤرخون علي تسمية كل حملة قام بها رسول الله صلي الله عليه وسلم وقادها بنفسه غزوة وكل حملة عسكرية ضد أعداء المسلمين ولم يحضرها الرسول بنفسه وقادها أحد الصحابة سرية بلغ عدد الغزوات28 غزوة كانت أولها غزوة الأبواء في صفر من السنة الثانية للهجرة, وآخرها تبوك في السنة الثامنة من الهجرة. أما السرايا وكان دورها الرئيسي عمليات إستطلاعية أو جمع المعلومات عن قوة العدو وطبيعة الأرض فلم يكن الهدف القتال وإن كان قد حدث في بعضها قتال بين المسلمين وأعدائهم. ويقدر بعض المؤرخين عدد السرايا بنحو34 سرية بدأت بسرية حمزة بن عبد المطلب في السنة الأولي للهجرة وآخرها سرية زيد بن الحارثة في السنة الحادية عشرة من الهجرة. غزة بدر الكبري بدر الكبري قال رسول الله صلي الله عليه وسلم عند خروجه من مكة مهاجرا والله يا مكة إني لأعلم إنك أحب البلاد إلي الله ولولا قومك أخرجوني منك ما خرجت. وبعد مضي عام وبضعة أشهر وردت الأنباء الي المدينة عن قدوم قافلة كبيرة من قريش قادمة من الشام إلي مكة تضم الف بعير يقودها أبو سفيان وهي محملة بالأموال والتجارة برفقة مالا يزيد علي40 رجلا. وعندما علم رسول الله صلي الله عليه وسلم بذلك قال: هذه عير قريش فيها الأموال فاخرجوا اليهم لعل الله أن ينقلكموها. فخرج معه314 من المهاجرين والأنصار ومعهم فرسان وسبعون بعيرا واستخلف علي المدينة ابن أم كلثوم وأسند اللواء الي مصعب بن عمير وراية المهاجرين إلي علي بن أبي طالب وراية الانصار إلي سعد بن معاذ. حقق المسلمون نصرا عظيما علي المشركين في بدر فقتل منهم70 رجلا وتم أسر مثلهم وأستشهد من المسلمين14 شهيدا علي مدي19 يوما. وسمي هذا اليوم بيوم الفرقان لأن الله تعالي فرق فيها بين الحق والباطل.