من الصعب أن يشير أي صحفي إلي أن حواره مع أي مسئول كان صدفة، ولكنها حقا الصدفة وراء الحديث مع الدكتور أحمد شنة الأمين العام لأكاديمية المجتمع المدني الجزائري، الذي عرفني عليه الدكتور خالد عبد الجليل مستشار وزير الثقافة للسينما ورئيس الرقابة علي المصنفات الفنية، أثناء فاعليات مهرجان الإسكندرية السينمائي..واتفقنا علي التحاور بالقاهرة أثناء زيارته لمؤسسة الأهرام لتوقيع بروتوكول تعاون مع مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية..كان هذا الحوار: ..................................... ماذا تعني برئيس أكاديمية المجتمع المدني الجزائري؟ أكاديمية المجتمع المدني الجزائري هي المؤسسة المظلة للمجتمع المدني بالجزائر، و تأسست قبل 15 عاما، وتمثل تجربة فريدة من نوعها حيث الشراكة الفعالة بين المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، لتعود بالنفع للمجتمع ككل. والأكاديمية هي البوتقة الشاملة أو الأم من حيث دورها الاجتماعي، والثقافي، والاقتصادي، والفني، وتفرعت منها مجموعة من المؤسسات من أهمها، المرصد الجزائري للفنانين الذي يعد بمثابة النقابة التي جمعت تحت مظلتها كل أنماط الفنون التشكيلية والدرامية والموسيقية، وأيضا الشبكة الدولية لسيدات الأعمال وتهتم بتمكين المرأة في مجل الاقتصاد والاستثمار، وكذلك المرصد الجزائري للمرأة ويهتم بقضايا المرأة عموما. كما تضم الأكاديمية المرصد الجزائري للشباب و يهتم بتفعيل دور الشباب بالمجتمع والمشاركة في تطوير البلاد بالتعاون مع وزارة الشباب. بالإضافة الي مؤسسة رجال الأعمال والاستثمار الاجتماعي، وهدفها تفعيل مبدأ الاستثمار الاجتماعي وتوفير الإطار القانوني والتشريعي للمستثمر وكذلك مناخ آمن للاستثمار، ومن بين مؤسسات الأكاديمية اللجنة الوطنية للأعيان والعقلاء، ومن أهم أدوارها حل المشكلات العائلية قبل الوصول الى مرحلة التقاضي. وتضم هذه اللجن الكثير من الأئمة والأعيان. ماذا تقول عن العلاقات بين مصر والجزائر الشقيقين ؟ التاريخ يقول إن قدر مصر والجزائر هو الوحدة، وما حدث من دعم مصري قوي للثورة الجزائرية وكذلك الدعم الجزائري القوي لمصر خلال حرب اكتوبر لهو أكبر دليل علي أن الوحدة وليس الفرقة هي مصير هذين الشعبين، فالجزائر عمق إستراتيجي لمصر وهكذا موقف مصر الداعم القوي للجزائر، و هذا ما يجب ان تكون عليه العلاقات دائما. وعلينا العودة الي أحداث ثورة التحرير الجزائرية، ونحن نعود الي التاريخ دائما لكي نقف علي الحاضر باقدام ثابتة ونتطلع الي المستقبل، وهنا أقول إن وقوف الشعب المصري مع الجزائر في ثورة التحرير كان وقوفا استثنائيا قيادة وشعبا، ولك أن تتخيلى أن المرأة المصرية والفلاحة بشكل خاص كانت تنزع حليها وترسلها لصندوق الثورة الجزائرية من أجل هزيمة فرنسا واستقلال الجزائر، ولهذا عانت مصر ويلات العدوان الثلاثي بسبب دعمها الشعب الجزائري في ثورته، فكانت مشاركة فرنسا في هذا العدوان ردا علي مواقف مصر من الجزائر. ويتعين تفعيل هذه الراوبط العظيمة في الوقت الراهن بين الأجيال الجديدة من شباب البلدين، ونحن قصرنا في تقديم الصورة الجميلة والعمل علي استمراريتها وربط مصر بالجزائر. فى تصوركم.. ما هو وجه التعاون والشراكة بين المؤسسات المصرية والأكاديمية ؟ مد جذور التواصل وتفعيل التعاون بين كافة مؤسسات البلدين مثلما الحال في بقية القطاعات، وعلي سبيل المثال قطاعي المرأة والشباب باعتبارهما الركيزة الأساسية للمجتمع من خلال تبادل الخبرات وتقديم التجربة الجزائرية، والاستفادة أيضا من التجربة المصرية في العمل المدني والنقابي..ونحن علي أتم استعداد لتوقيع بروتوكولات تعاون مع النظراء المصريين. ووقعنا بالفعل بروتوكول تعاون وشراكة مع نقابة المهن السينمائية برئاسة مسعد فودة.. ويتضمن تفعيل اقامة أسابيع سينمائية مصرية – جزائرية تُعرض في مصر والجزائر، وإقامة ورش تدريب دورية في جميع مجالات العمل السينمائي بالجزائر، للاستفادة من الكوادر والخبرات المصرية، كما تضمن البروتوكول الاتفاق على تنظيم مهرجان سينمائي للأفلام المستقلة وأفلام الشباب في مصر والجزائر والدول العربية، والاستفادة بالخبرات المصرية فى إصدار مجلة سينمائية باسم «المرصد الجزائري للفنان».. كما نعتزم قريبا وفي إطار الشراكة المثمرة إقامة أسبوع سينمائي مصري بالجزائر، ثم أسبوع سينمائي جزائري بمصر. ونحن بصدد أيضا التعاون مع مؤسسة الأهرام ومركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بها..كما نستعد حاليا لتنظيم مؤتمر كبير عن دور المرأة في المجتمع المدني بمشاركة مصرية وعربية. وماذا عن الحركه الثقافية الجزائرية بوجه عام.. وما مدي ارتباطها بمصر؟ في الواقع لمن ينقطع أبدا التواصل بين الحركة الثقافية الجزائرية ومصر، والتعاون مستمر ودائم دائم بين الكتاب والمثقفين من كلا البلدين، وعلي الإعلام إظهار هذا التعاون والتواصل. ما هو دور المرأة الجزائرية في المجتمع المدني والثقافة؟ استطيع أن أقول إنه دور محوري في ظل القيادة الرشيدة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، فالمرأة حققت إنجازات كبيرة مقارنة ببقية بنظيراتها في البلدان العربية، وأصبحت المرأة خلال عهد الرئيس بوتفليقة تشكل نسبة كبيرة في جهاز القضاء والعدالة تصل الي الثلث تقريبا، وهي موجودة بقوة في الشرطة ومراكز صناعة القرار كمحافظة ووزيرة ومجلس الدولة، والمرأة حصلت علي رتبة اللواء في الجيش، كما حصلت علي حقها في البرلمان، ناهيك عن تحقيق انتصارات تشريعية لصالح المرأة مثل قانون «العنف ضد المرأة والتحرش ضدها» . ما هو توجه السينما الجزائرية واهتماماتها وقضاياها التي تطرحها؟ لا ينبغي أن نتحدث عن توجه السينما الجزائرية بما هى عليه اليوم، فالسينما عندنا بدأت منذ خمسين عاما، وحصدت خلالها جوائز عالمية وصلت الى السعفة الذهبية في مهرجان كان، وكانت السينما موجهه لكل الوطن العربى، ربما يوجد بعض الإشكاليات في التوزيع والتسويق المطروحة على مستوى بلدان المغرب العربى بشكل عام والجزائر بشكل خاص، ولكن الأزمة الحقيقية بدأت في فترة التسعينيات عندما شهدت الجزائر مأساة وطنية طاحنة جعلت السينما تتأخر عن الركب في الوقت الراهن، ولكن الوضع يتحسن حاليا من خلال مجموعة الشباب الواعدين الذين ينهضون بالسينما الجزائرية ويحاولون طرح أفكارهم وقضاياهم الى كل العالم والوطن العربى، وإن كان يواجههم مشكلة توزيع انتاجهم السينمائي. هل استعان السينمائيون الجزائريون بممثلين مصريين من قبل..وهل لديهم النية للاستعانة بهم مستقبلا؟ شهدت السينما الجزائرية في فترة الثمانينيات تعاونا كبيرا من الجانب المصري في مختلف تخصصات قطاع السينما، وعلي سبيل المثال أشرك المخرج الجزائرى الكبير محمد رشدى في فيلم «الطاحون « النجمين عزت العلايلي وحسن مصطفى وتحدثا باللهجة الجزائرية بكل براعة، وكانت تجربة رائعة جدا مما يؤكد التعاون الفنى بين البلدين. هل تتفق السينما المغاربية ( الجزائرية والتونسية والمغربية ) في اللغة والتوجه ومصادر التمويل؟ في الحقيقة لم تمثل اللغة إشكالية وإنما أملنا أن يكون هناك تعاونا مصريا – جزائريا- تونسيا، التعاون علي مستوي الأفراد، أي يذهب مخرج جزائري للعمل بالمغرب أو العكس. ولكن املنا ان يكونوالتعاون مؤسسيا. وما هو التوجه السائد للسينما الجزائرية؟ تتميز السينما الجزائرية في الوقت الراهن بطابعين، يركز الأول علي الافلام التاريخية وتقديم أبطال ثورة التصحيح وتم إنتاج العديد من الافلام الرائعة في هذا الصدد، والطابع الثاني هو سينما الشباب التي تستعرض مشاكل الشباب اليومية علي الساحة. ما هو المصدر الرئيسي لتمويل صناعة السينما الجرائرية ؟ الحكومة أم القطاع الخاص أم مصادر أوروبية؟ الحكومة تقدم تمويلا ضخما ومهما للسينما الجزائرية، وثمة رعاة أيضا من رجال الأعمال والمؤسسات الخاصة ولكن بنسب متفاوتة.