أثار ظهور بعض الحالات من المصابين بحمى «الضنك» أو «الدنج» فى مدينة القصير موجة من الفزع.. ويعد هذا المرض من الأمراض المتوطنة ويسببه فيروس تنقله إناث البعوض خاصة البعوضة «الزاعجة» المصرية ويتفشى المرض على نطاق واسع فى الأقاليم المدارية مع تغيرات محلية فى مستوى الخطر تتأثر بمعدل هبوط الأمطار ودرجة الحرارة والعمران السريع العشوائي، وقبل عام 1970 عانت تسع دول من المرض، أما الآن فأصبح مستوطنا فى أكثر من مائة دولة فى إفريقيا والأمريكتين وشرق المتوسط وجنوب شرق آسيا وغرب المحيط الهادي، وحدث أول وباء لهذا المرض فى مصر عام 1928. وحمى «الضنك» أو «الدنج» كلمة إسبانية معناها فى العربية (الضنك)، وهناك اعتقاد بأنها مشتقة من اللغة السواحلية التى تصف المرض بأنه عمل الأرواح الشريرة، كما أن للمرض مسميات أخرى أطلقها عليه العالم الأمريكى «بنيامين رش» عام 1770 مثل حمى العظام المكسور أو «حمى السبعة أيام». وتعتبر البعوضة «الزاعجة» المصرية هى الناقل الرئيسى لحمى «الضنك»، وتنقل الفيروس إلى الإنسان عبر لسعات إناث البعوض المصابة عندما تتغذى فى أثناء النهار خاصة ساعات الصباح الأولي، حيث يمكنها لسع عدة أشخاص خلال فترة تغذية واحدة، وبعد فترة حضانة للفيروس تتراوح بين (4 و10) أيام، تصبح البعوضة المصابة بالفيروس قادرة على نقل المرض، وهو يشبه الإنفلونزا ويصيب الرضع والأطفال والبالغين ولكنه قلما يسبب الوفاة. ويشتبه فى الإصابة بالمرض عندما يترافق ارتفاع حاد ومفاجئ فى درجة الحرارة يصل إلى (40 درجة) مع الصداع الحاد، خاصة فى جبهة الرأس، وألم خلف العين يزداد بحركتها، وآلام بالمفاصل والعضلات، والميل للقيء مع تضخم الغدد الليمفاوية، ثم ظهور طفح جلدى يتميز باختفائه عند الضغط عليه ثم ظهور طفح ثانوى فى اليوم الثالث يبدأ من منتصف الجسم متجها إلى الأطراف، وتستمر أعراض المرض لمدة أسبوع بعد فترة حضانة تتراوح بين (4 و10) أيام من لسعة البعوضة المصابة بالفيروس، والإنسان المصاب هو الحامل الرئيسى والمكثر للفيروس، حيث يشكل مصدرا للفيروس بالنسبة للبعوض غير المصاب. ويظل الإنسان المصاب بالمرض ناقلا للفيروس إلى البعوض لمدة بين خمسة وعشرة أيام بعد ظهور الأعراض، ويؤدى تعافى المريض إلى اكتسابه مناعة تدوم طوال العمر إزاء النمط الذى أصيب به إذ يتميز الفيروس بأن له أربعة أنماط ذات صلة ببعضها ولا ينتقل المرض من إنسان إلى إنسان ولا يوجد علاج خاص بالمرض سوى الراحة التامة وشرب السوائل الدافئة وخافضات للحرارة، وتعتمد الوقاية من المرض على الإجراءات الفعالة لمكافحة البعوض، ومنها ما يلي: { منع البعوض من الوصول إلى أماكن النفايات والتخلص منها أولا بأول وتغطية خزانات المياه المنزلية وتفريغها وتنظيفها أسبوعيا. { استعمال التدابير المنزلية مثل وضع ستائر على النافذة وارتداء الملابس الطويلة الأكمام والجوارب. { على غرار مركز الرصد الوبائى العالمى CDC تم البدء فى إنشاء مستشفى ثابت تابع لجامعة القاهرة، ومن الضرورى تضافر جهود المجتمع لاستكماله لرصد وعلاج الأمراض المتوطنة التى نتعرض لها. د. عصام حسنى عزوز