استعادت القوات العراقية، أمس، السيطرة على بلدة التون كوبري، آخر البلدات التى كانت تحت سيطرة القوات الكردية فى محافظة كركوك والتى تبعد 50 كيلومترا عن مدينة أربيل، كبرى مدن إقليم كردستان. وقال المسئول إن "وحدات الجيش والشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب دخلت إلى وسط ناحية التون كوبرى وسط اشتباكات لكنها تمكنت من اقتحامها ورفع العلم العراقى على مبنى الناحية". وقال مدير المكتب الإعلامى لرئيس الوزراء حيدر حمادة "على بركة الله بدأت عملية فرض الأمن وإعادة انتشار قواتنا البطلة فى ناحية التون كوبرى التابعة لمحافظة كركوك"، مضيفا: "مستمرون بإعادة الانتشار وفرض السلطة الاتحادية". واقتحمت القوات العراقية الناحية من محورين وبثت صوراً للقوات العراقية المشتركة وهى تجوب شوارع البلدة الواقعة شمال مدينة كركوك وعلى الطرق الرئيسية باتجاه أربيل، وأكد المسئول الأمنى أن "السكان استقبلوا القوات العراقية بالفرح والزغاريد"، فيما انسحبت القوات الكردية "البشمركة" باتجاه مدينة أربيل. وبعد 3 سنوات من طردهم على أيدى الأكراد، عاد عمال النفط العراقيون إلى مراكزهم التى استعادتها القوات العراقية حيث يقومون بتفقد المنشآت فى انتظار الضوء الأخضر لاستئناف ضخ وتكرير ونقل النفط والغاز. ويعود الموظفون اليوم للمرة الأولى منذ ذلك الحين إلى مصافيهم، حيث يتمركز مجددا أفراد قوات حماية المنشآت النفطية، وعلى مسافة منهم أيضا رجال الإطفاء الذين اضطروا للمغادرة فى تلك الفترة. على الطرق المعبدة المحيطة بالمصفاة ومرافقها، تقوم مجموعة من موظفى شركة نفط الشمال "بعملية جرد إدارية لتقييم حالة المعدات"، وفق ما يقول أحد هؤلاء للوكالة. وعلى الصعيد السياسي، أعرب أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية عن ارتياحه لعدم انزلاق الأمور إلى العنف، فيما يتعلق بأزمة كردستان معربا عن أمله فى أن تمارس الأطراف كلها ضبط النفس فى المرحلة القادمة. وأوضح الوزير مفوض محمود عفيفى المتحدث الرسمى باسم الأمين العام للجامعة بأن ذلك جاء فى اتصال هاتفى أجراه أبو الغيط مع رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى مساء أمس الأول تناول فى إطاره الطرفان آخر التطورات فيما يتعلق بأزمة الإقليم والتى يتابعها عن كثب. ولفت إلى أن أبو الغيط أكد أن الدستور العراقى يظل هو السقف لأى حوار سياسى بين الحكومة المركزية والإقليم، وأن الأكراد – فى نهاية الأمر- هم مواطنون عراقيون، ولا ينبغى أن تترسب فى نفوسهم مشاعر الغصة إزاء إخوانهم العراقيين، كما لا يتعين أن تصلهم رسالة بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية أو مهمشون، مضيفاً أن هذه هى مسئولية الحكومة المركزية التى تمثل الإطار الجامع للدولة العراقية، والكيان الحافظ لسيادتها. وأوضح عفيفى أن أبو الغيط أكد لرئيس الوزراء العراقى أن إيجاد حل قابل للاستدامة لأزمة إقليم كردستان لن يتأتى إلا بالحوار، مثنياً على إدارته للموقف بصورة جنبت البلاد شبح الحرب الأهلية التى لن يستفيد منها سوى الأعداء والمتربصين، مضيفاً أن جامعة الدول العربية على أتم استعداد لتوفير مظلة لحوار معمق وجدى بين الحكومة المركزية وإقليم كردستان يتناول جميع القضايا العالقة، ويسهم فى تدعيم الإخوة العربية الكردية فى إطار الدستور العراقى الذى يشكل الضمانة الأساسية لحقوق جميع المكونات تحت علم الدولة الوطنية الفيدرالية.