انتشرت مراكز علاج الادمان ليس باعتبارها خدمة للمجتمع، ولكن كمصدر للرزق السريع بعيدا عن أعين الرقباء من أى جهة، ودون أى رخصة أو تفتيش من مسئول، فلقد قرأت عن مصرع شخص وإصابة أربعة فى حريق بمركز علاج الادمان بأكتوبر وتبين عدم وجود رخصة للمركز، وقد تعرفت على شاب حاصل على ليسانس آداب فلسفة وذكر لى أنه فشل فى العمل بإحدى الدول الأوروبية فعاد لمصر واستخرج «كارنيه» من إحدى النقابات لمزاولة عمل معالج نفسي، وأخذ لقب دكتور، واستأجر فيلا فى منطقة حدائق الأهرام لعلاج مرضى الإدمان، وفاجأنى بانه يحضر لهم المادة سبب الادمان وانه يتركهم يخرجون فى النهار ويعودون ليلا للمبيت فى المركز مقابل آلاف الجنيهات لكل مريض شهريا.. وقد خطر لى أن أزور هذا المركز فذهبت الى المنطقة وسألت الجيران فأكدوا أنه هو المبنى الموجود أمامي، وهو محاط بالأسوار والأبواب الحديدية ضمن عمارة سكنية وضربت الجرس فخرج أحد الشباب وأخبرته أن أخى مدمن وأريد علاجه فقال: هذه فيلا سكنية ولا يوجد مركز للعلاج، فأخبرته أنى من طرف الدكتور فلان (المعالج النفسى المشار إليه) فرحب بى وأطلعنى على الأسعار وهى بالآلاف وانصرفت وأنا لا أكاد أصدق ما يحدث، ففى مصر تستطيع أن تفعل أى شيء.. رجاء الى المسئولين ومن يهمهم الامر رفقا بأبناء مصر الذين ساقهم طيشهم الى طريق الادمان، وساعدوهم على ان يعودوا أبناء صالحين، ولا تتركوا الحبل على الغارب لهواة الثراء السريع الذين يهمهم استمرار المدمن، وبالتالى استمرار جمع الأموال.. نريد ضوابط وشروطا متكاملة لهذه المراكز ومن يعملون بها ورقابة جادة لا صورية وعقابا صارما للمخالفين. ممدوح حسين