وسط أجواء من الترقب والحذر ، يعتزم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب خلال الساعات القليلة المقبلة إعلان قراره المنتظر حول الاتفاق التاريخى الخاص بالبرنامج النووى الإيرانى الذى وقعت عليه بلاده عام 2015 ضمن مجموعة القوى الست الكبرى أو ما يعرف بمجموعة «5+1»مع طهران، والذى من المتوقع أن» يسحب البيت الأبيض إقراره»الخاص بالتزام الجمهورية الإسلامية بنصه، وذلك فى خطوة ستكون عواقبها مجهولة. وصرحت سارة سانديرس المتحدثة باسم البيت الأبيض بأن الرئيس ترامب سيلقى كلمة فى وقت لاحق اليوم يوضح فيها إستراتيجية الولاياتالمتحدة تجاه إيران، وأضافت قائلة :» الرئيس سيعلن فى كلمته عن القرارات التى اتخذها بشأن البرنامج النووى الإيرانى وبشأن الخاص به والذى أبرمته القوى العالمية مع طهران، كما سيتم إعلان جميع التفاصيل لاحقا». وفى هذا السياق، أكد بول رايان رئيس مجلس النواب الأمريكى أن واشنطن تحتاج إلى إستراتيجية شاملة بشأن الاتفاق النووى مع إيران. و أضاف: «إجراءات إيران ازدادت سوءا بعد توقيع الاتفاق النووي»، لكنه اعتبر أنه من السابق لأوانه الحديث عما إذا كان الرئيس ترامب ينوى إلغاء الاتفاق مع إيران وبشكل آحادى الجانب من قبل الولاياتالمتحدة أو أنه يعتزم الإبقاء عليه. وترجح مصادر أمريكية أن ترامب يبدو على وشك سحب إقراره بالتزام إيران بنص الاتفاق النووى الموقع فى يوليو 2015 بين طهران والقوى الكبرى لكن عبر آلية معقدة ولا تعنى بالضرورة وقف العمل به بشكل فوري. وأضافت تلك المصادر أن ترامب، الذى يتهم طهران بانتهاك»روح» الاتفاق بسبب دورها «المزعزع للاستقرار»فى الشرق الأوسط، سيلجأ إلى أن نص النقطة الرابعة الخاصة بضرورة احترام الاتفاق حتى يتسنى له أن يفسر رفضه «إقرار»التزام إيران بنص هذه الخطة. وحول ردود الأفعال الأمريكية، حذر كريس كونس العضو الديمقراطى فى مجلس الشيوخ من أن»سحب الإقرار»بالاتفاق النووى قد «يُساء فهمه» من جانب حلفاء الولاياتالمتحدة، معتبرا أن «هذه المرحلة فى منتهى الخطورة». وفى المقابل، يرى بعض أنصار «سحب الإقرار» بأنه سيمثل طريقة للضغط على طهران، لكن أيضا على الأوروبيين المتمسكين جدا بالاتفاق الإيراني. ومن جانبها، استبعدت باريس ولندن وبرلين التى بدأت شركاتها إعادة الاستثمار فى السوق الإيرانية إمكانية إعادة فتح نقاشات حول نص الاتفاق. وفى بكين، دعت الخارجية الصينية واشنطن إلى الحفاظ على هذا الاتفاق، حيث صرحت هيوا تشونينج المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية للصحفيين قائلة: ”نعتقد أن هذا الاتفاق مهم لضمان نظام عدم انتشار الأسلحة النووية فى العالم ،ونأمل أن تواصل كل الجهات الحفاظ عليه وتطبيقه”، وهدد الرئيس الإيرانى حسن روحانى فى وقت سابق بالرد بالمثل على الولاياتالمتحدة فى حال ألغت الاتفاق أو فرضت عقوبات جديدة ضد بلاده.