السيد الدكتور محمد مرسي أول رئيس أعانه الله علي المشكلات المتراكمة وآمال الناس ومأزق الصلاحيات ومعضلة البرلمان وبعد. اعرف الشواغل الجسام العديدة الملقاة علي عاتقكم في تلك المرحلة الانتقالية الحساسة. وادرك وغيري سؤال الوقت الذي تسابقونه ومعكم البلاد كلها لكن اسمحوا لي ان اطرح عليكم الآن مسألة رمزية تتعلق بحلول الذكري الستين لثورة يوليو فقد سألني زميل من محبي قائد ثورة1952 الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بنبرة شك عن كيف سيكون الاحتفال بالذكري في ظل رئيس جاء من بين الإخوان المسلمين؟ وبعد ان اشرتم علي نحو سلبي لعهد عبدالناصر بعبارة وما أدراك ما الستينيات. لكنني فكرت في الأمر من زاوية أخري تماما وهي انكم تعهدتم ان تكون رئيسا لمصر كلها وللمصريين جميعا وانكم أعلنتم استقالتكم من الجماعة وحزبها فور نجاجكم في الانتخابات الرئاسية, وقبل ذلك انكم خضتم الجولة الثانية من هذه الانتخابات بشعارات تفيد بأنكم مرشح لثورة25 يناير وبالضرورة لطيف واسع من المواطنين يتجاوز حدود الإخوان ولكن ما سبق اتوقع ان تتوجهون إحياء لثورة23 يوليو إلي ضريح الرئيس عبدالناصر وتضعوا أكليلا من الزهور وتقرأوا الفاتحة وتفعلوا نفس ما حرص عليه من سبق من رؤساء مصر( السادات ومبارك) وهما للمفارقة وان كان من رجال القوات المسلحة إلا انهما عملا في في نظر الكثيرين عكس ما نادي وعمل له عبدالناصر. إلا ان كل هذه الأمور المعتادة اشبه ب سلام بارد لايليق بأول رئيس مدني منتخب بعد ثورة25 يناير نطمح له ان يجسد المصالحة الوطنية بين التيارات التاريخية في هذا البلد وخصوصا ان جهودا جرت منذ عقد الثمانينات لمصالحة القوميين والإسلاميين وتضميد جراح الماضي, وكان من بين ثمارها تأسيس المؤتمر القومي العربي الإسلامي في بيروت واطلاق مؤتمره الأول في عام1993 بمشاركة رموز من التيارين وما اقترحه عليكم تحديدا وفي هذه اللحظة أمرين: الأول ان تمنحوا بحكم صلاحيات رئيس الجمهورية قلادة النيل ارفع وسام في الجمهورية الي اعضاء مجلس قيادة ثورة يوليو الذين حرموا منها, بينما حصل زملاؤهم وأقصد تحديدا السيد خالد محيي الدين آخر من تبقي من أعضاء المجلس علي قيد الحياة متعه الله بالصحة والعافية واسماء الراحلين محمد نجيب ويوسف صديق وعبدالمنعم أمين ولعلكم تلاحظون معي ان كلا من خالد ونجيب وصديق كانوا من أنصار الديمقراطية داخل مجلس قيادة الثورة ونال كل منهم ما ناله من أذي وعنت وانكار, كما ان أيا منهم لم يتورط في المحاكمات الاستثنائية لرجال السياسة والتي اتخذت مسميات شتي من ثورة وغدر وغيرها واسمحوا لي ان اضيف هنا شأنا آخر يتعلق بقلادة النيل يدخل في اختصاصكم انتم دون منازع فأظنه قد آن الأوان لتجريد رئيس الجمهورية ووفق الآلية المحددة في القانون( لجنة من أربعة من الحاصلين علي الأوسمة والقلادات, بالإضافة إلي مستشار بمجلس الدولة. أما الأمر الثاني فيتصل بما لمنصبكم من مكانة رفيعة تؤهل للدعوة الي مؤتمر فكري سياسي عن الثورتين معا(32 يوليو1952 و25 يناير2011) وعلي ان يكون شاغل هذا المؤتمر تبين دروس التاريخ وعبره والإيجابيات والسلبيات وبناء المصالحة المصيرية بين التيارات الأساسية في هذه الأمة. وأظن أن تبني الاقتراح الأول يفيد بأن ثورة يوليو لايمكن اختصارها في شخص واحد مهما قدر التاريخ له دوره وقيادته وبأن مسار التاريخ المصري بعد ثورة25 يناير يعود بنا إلي خيار الديمقراطية وعودة الجيش الي ثكناته والذي كان مطروحا في مارس1954 كما ان في الأخذ بالاقتراح الثاني ما يؤكد ان ثورات الشعوب أكبر من السلبيات التي عرفتها في منعطفاتها الحادة المؤلمة واننا كمصريين قادرون علي تجاوز خلافات الماضي وتضميد جراحه والتعلم من اخطائنا جميعا, والتمييز بين ما هو ايجابي وسلبي في كل مرحلة فيعترف أنصار يوليو بأخطائها ويقر نقادها بإيجابياتها, وان نتطلع جميعا لبناء المسقبل معا. وهذا طلب عاجل من مواطن مصري بمناسبة ذكري ثورة يوليو. وفقكم الله المزيد من مقالات كارم يحيى