يبدو أن المخرج الأمريكى العالمى أوليفر ستون الحائز على 3 جوائز أوسكار استسلم لغواية التاريخ الذى أبدع فى تقديمه سينمائيا من خلال الأفلام الروائية، ثم أعجبته لعبة الحوارات الوثائقية، فصار أشبه بمؤرخ يكتب التاريخ بوثائق سينمائية حوارية مع كبار اللاعبين فى المشهد العالمى المعاصر وقد فاز أحدث أفلامه فى هذا المجال »حوارات بوتين« بجائزة الجمهور من مهرجان سراييفو للسينما، كما حصل ستون أيضا على جائزة «قلب سراييفو» الخاصة عن إسهاماته فى فن السينما وقد عرض المهرجان مجموعة من أفلام ستون من بينها فيلم «بلاتون» عن حرب فيتنام، وسيرة «سنودون»، إلى جانب فيلمه الوثائقى «حوارات بوتين»، وهو من أربعة أجزاء، والذى تم تصويره بين عامى 2015 و 2017. السلسلة التى عرضت للمرة الأولى فى يونيو الماضى على شبكة شوتايم، كشفت آراء الرئيس الروسى فى الأحداث السياسية منذ توليه الرئاسة للمرة الأولى قى مارس من العام 2000. الفيلم الذى حمل إعلانه شعار «اعرف عدوك»، أثار الكثير من الجدل والانتقادات، وكان أبرز ما وجه إليه من نقد أن اوليفر ستون بدا فيه كحمل وديع أمام بوتين الذى لم يزد فى ما عبر عنه من آراء حول مختلف القضايا عما سبق وأعلنه من تصريحات . لكن المخرج الذى أجرى من قبل حوارا وثائقيا مهما مع الزعيم الكوبى الراحل »فيدل كاسترو«، قال إنه قصد عدم توجيه الأسئلة المحرجة بشكل حاد حتى لا يستفز بوتين ويدفعه الى الاجابة بكليشيهات دبلوماسية أو رفض استكمال الحوارات. وأكد ستون أنه أخرج افكار الرئيس الروسى بشكل عميق حول كل القضايا التى تحدثا فيها. هناك من قارن بين حوارات ستون مع بوتين، وحوارات سير دفيد فروست مع الرئيس الأمريكى الأسبق نيكسون، لكن كثيرين فى الوقت نفسه انتقدوا أسلوب ستون فى الحوار ووصفوه بأنه بدا «مهادنا» وربما «متزلف». تحدث ستون إلى بوتين حول عدد من القضايا المهمة، مثل سياسات روسيا فى سوريا وأوكرانيا والعلاقة المتدهورة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، وقبل إطلاق الفيلم، قال ستون فى تصريحات صحفية: من المهم أن يسمع الجمهور ما يريد الرئيس الروسى أن يقوله، مؤكدا أن ما يقدمه ليس فيلما وثائقيا بقدر ما هو حوار مباشر من أسئلة وأجوبة، فالرئيس بوتين واحد من أهم الزعماء فى العالم، وبما أن الولاياتالمتحدة صنفته عدوا، فلا بد أن نسمع رده فى هذا الصدد«. ويضيف ستون: «الكاميرا لا تكذب الكاميرا تتكلم من خلال تعبيرات الوجه ونظره العين ولغة الجسد. وستخرج من يشاهد الفيلم بمعلومات كثيرة تفوق ما يقوله الرئيس الروسى . الغريب أن أوليفر ستون يبدو من خلال حوارات بوتين على خط واحد مع رؤية الرئيس الأمريكى ترامب الذى قال من قبل إنه يعتقد أن روسيا ستكون الحليف الرئيس فى المستقبل للولايات المتحدة وإنه «من الجنون أن يكونا عدوين».