فى كل مرة يغلق اتحاد الكرة باب اجتماع مجلس الإدارة للإعلان عن قرار جديد، تجد كارثة جديدة تنتظر الساحرة المستديرة فى المحروسة، فلم يكد جرح الخروج من تصفيات كأس إفريقيا للمحليين يندمل بعد القرار الخاطئ والمتخبط بالاشتراك فيها، حتى فاجأنا مسئولو الجبلاية بالموافقة على زيادة عدد اللاعبين الاجانب الى اربعة، بخلاف معاملة اللاعب السورى والفلسطينى كلاعبين مصريين، وبحسبة بسيطة فإن المعادلة تقول 4 أجانب + 2 سوريين + فلسطينى = ضياع اللاعب المصرى وانهيار المنتخب. الحديث فى هذا الجانب المهم والخطير فى الوسط الكروى أخذ أبعادا مختلفة، البعض رأى انه يمثل نقطة محورية فى إتباع سياسة السوق المفتوحة، ومسايرة العالم المتقدم .. والبعض الآخر أبدى تحفظه على قصة الاشقاء من سوريا وفلسطين باعتبار ان جميع الدول عربية، وذهب الى انه كان من الطبيعى ان ينطبق ذلك على لاعبى ليبيا لانهم يمرون بنفس الظروف، اما الطرف الثالث فإنه كشف عورة الجبلاية صراحة وقال ان المصلحة ووضغط بعض الاندية الكبرى وراء الإقدام على هذه الخطوة العرجاء التى تدمر الكرة المصرية. يقول عصام عبد المنعم رئيس اتحاد الكرة الاسبق إنه مع الانفتاح ومسايرة السوق المفتوح، لان قصة حماية المنتج المحلى اثبتت فشلها، مشيرا الى انه لابد من الاخذ فى الاعتبار ان 50% من قوام المنتخب المصرى محترفون فى الخارج وبالتالى فليس هناك خوف فى هذا الجانب على الفراعنة. وأضاف عبد المنعم ان مصر بلد المائة مليون نسمة قادرة على اخراج نجوم كثيرين قادرين على اثبات وجودهم وسط وجود اللاعبين الاجانب، والافضل سيحصل على فرصته دون شك، وسيكون مجال المنافسة على مصراعيه امام الجميع، مشيرا الى ان قصة اعتبار لاعبى سوريا وفلسطين كلاعب محلى غير منطقية ووصفها بكلام «فارغ» وعلى الكيف طبقا للمصلحة، والا جرى اعتبار الليبيين أيضا الشيء نفسه على اساس انهم يمرون بنفس الظروف الصعبة والقاسية. بينما يرى د.طه إسماعيل ان زيادة عدد اللاعبين الاجانب الى اربعة لا تستحق النقد على الاقل فى الوقت الحالى لانها خطوة تحت التجربة، خاصة ان ثلاثة فقط سيشاركون فى المباراة، بالاضافة الى ان عدد البطولات التى يشارك فيها الاندية بات كبيرا سواء على المستوى الافريقى او العربى وتحتاج الى ذخيرة من النجوم المميزين، ولكنه لا يعرف شيئا عن اعتبار اللاعب السورى والفلسطينى مصريين. وأضاف إسماعيل ان روح المنافسة بين اللاعب الاجنبى والمحلى ستؤدى بالتأكيد الى تطوير مستوى الاخير، من سيثبت كفاءته وقدرته سيحجز مكانه فى التشكيل الاساسي، واستشهد بتجربة دول الاتحاد الاوروبى فى اعتبار لاعبى المجموعة مواطنين عند انتقالهم بين الاندية وهو ما ظهر واضحا فى اسبانيا وايطاليا، ولم يتأثر منتخب اى منهما، وان كان ذلك لا ينفى ان المنتخب الانجليزى تاثر سلبيا بهذه الخطوة فى فترة من الفترات، وأدى الى اخفاه على المستوى القارى والعالمي. وأكد إسماعيل أنه يجب عدم الخوف على المنتخب من هذه الخطوة لأن لاعبيه اغلبهم من المحترفين فى الخارج، وان الفريق لديه مشكلات اخرى تتعلق بالاداء والشكل الذى يظهر به فى المباريات، وعدم رغبة الجهاز الفنى بقيادة هيكتور كوبر فى التغيير التزاما بمبدأ النتيجة اهم من الاداء، وهذه الحقيقة ولكن النتائج عادة لا تتحقق سوى بالشكل الجيد، وقال إن أزمة الدولار لا دخل لها بزيادة الاجانب لان الاندية فى الاساس تبيع اللاعبين بالدولار مثلما كان الحال فى صفقة ايفونا مهاجم الاهلى السابق، بل حقق النادى مكاسب وصلت الى خمسين مليون جنيه من صفقات بيع اللاعبين. أما طارق العشرى المدير الفنى لإنبى ففجر مفاجأة بالاعلان صراحة عن لغة المصالح وضغط الاندية الكبيرة وراء هذا القرار، بدليل ان الزمالك مثلا اعلن انه ضم منتخبا إفريقيَّا وعربيا الى صفوفه، فكيف سيستفيد منهم دون زيادة العدد، وقال إن ذلك من شأنه التأثير على فرص مشاركة اللاعب المصرى لانه من الطبيعى ان يلعب الاجنبى المدفوع فيه هذه المبالغ الضخمة. وأضاف العشرى وعلامات الدهشة والاستفهام بادية فى صوته كيف نتحدث عن دعم الناشئين ومنحهم فرصة المشاركة مع الاندية ونزيد عدد الاجانب؟، والنقطة الثانية كيف يتم ذلك وسط حديث الصوت العالى عن أزمة الدولار وخلافه، ويضيف ان ذلك بالتأكيد سينعكس سلبيا على المنتخب بدليل أنه تم من قبل إلغاء فكرة الاستعانة بالحارس الاجنبى عندما وجد المسئولون انها ستؤثر سلبا على الكرة المصرية.