فى بادرة إيجابية من «الهيئة المصرية العامة للكتاب» قامت بطبع مجموعة «أصل السبب» لتعريف الأجيال الجديدة بواحد من أهم كُتَّاب القصة القصيرة فى جيل الستينيات، الأديب الراحل «فهمى حسين» (1934 – 2004). ويضم الكتاب أعماله كاملة بعنوان إحدى المجموعات القصصية الثلاث التى صدرت خلال حياته التى قضى أغلبها بين الصحافة والسياسة، مع أنه كان من الموهوبين المتحققين، بشهادة نقاد وكُتَّاب كِبار من معاصريه منهم عبد العظيم أنيس، ومحمود أمين العالم، وعبد الرحمن الشرقاوي، وقال عنه «د.غالى شكري» فى دراسة نقدية مهمة، منشورة فى نهاية الكتاب: « فهمى حسين أحد كتاب القصة الواقعية الجديدة التى قلبت صورة القرية المصرية الشائعة فى ظلال الرومانسية الذهبية من محمد حسين هيكل إلى محمد عبد الحليم عبد الله» . وأضاف شكرى عن فهمى حسين: «..يمزق الغُلالة الرقيقة التى تحجب الرؤية العميقة، على الرغم من جمال الضباب وجاذبية السحب، فإذا بالتحول يربض هناك تحت السطح وأسفل الصمت». وقال عنه الأديب الراحل «خيرى شلبي»: « ..قصص فهمى حسين تعتبر من أجمل وأشرق وأبهج تجليات أدب القصة الواقعي، ولو اتسعت نظرة النقد التاريخى وشملت برعايتها خريطة القصة الواقعية لوضعت بين أقطابها الأصلاء القاص فهمى حسين». وقال عنه الشاعر «أمين حداد»: « قصصه جميلة وصادقة وتؤرخ للريف المصرى وفلاحيه فى فترات مختلفة من القرن العشرين بأسلوب فريد وقدرة عبقرية على القص». يضم الكتاب 37 قصة قصيرة، نشرت فى صحف ومجلات متفرقة، من جريدة المصرى فى 1953 إلى مجلة صباح الخير 1982، وصدرت فى ثلاث مجموعات قصصية، الأولى بعنوان «علاقة بسيطة»، والثانية «أصل السبب» 1967، واختاره الكاتب عنوانا للأعمال الكاملة، والثالثة «ما غريب إلاَّ الشيطان» 1989. وتضم الطبعة الجديدة قصة جديدة وُجدت بين أوراق الكاتب بعد رحيله، ومنها نسخة بخط يده. وزيّن الطبعة الجديدة من «أصل السبب»، الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب غلاف متميز من تصميم الفنان «محمد المصري».