النسيان مشكلة حقيقية خاصة فى الآونة الأخيرة، والمرأة هى أكثر من يشكو من النسيان، والشكوى ليست فقط نسيان المواعيد والأكل على النار أو عندما تتصل تليفونيا تنسى بمن تتصل.. ولكن تمتد مشكلة النسيان احيانا الى حد أن تنسى أم طفلها فى سوبر ماركت وتركب سيارتها وبعد وقت تتذكر وهى تصرخ وتعود لتأخذه.. وأخرى تشكو قائلة نسيت وأعطيت دواء مضاد حيويا لطفلتى الصغيرة بدلا من أخيها الأكبر بعد أن وصفه الطبيب له.. عن أسباب النسيان وكيفية مواجهته يقول د.محمد رجائى، استشارى الصحة النفسية إن النسيان مشكلة حقيقية تؤرق الجميع وهى تعود الى كثرة المسئوليات والمشاكل والضغوط الحياتية والنفسية التى تواجه الكل على السواء رجلا او أمرأة لا فرق بينهما، وإذا نظرنا للأسباب هناك عدد من العوامل التى تؤثر على التركيز والذاكرة والانتباه، أولها العامل الوراثى حيث كان أحد الوالدين او الأجداد يعانى ضعفا فى قدرات الذاكرة والتركيز والانتباه، وهناك أسباب عضوية كالإصابة بالأنيميا، أو أسباب فسيولوجية قد تكون ناتجة عن خلل فى المخ فى بعض الموصلات الناقلات العصبية المسئولة عن مراكز الذاكرة والانتباه، أو قد يرجع الى تناول بعض الأدوية التى لها تأثير سلبى على مراكز التركيز والانتباه، وبالطبع كثرة الضغوط النفسية سواء فى العمل او البيت او فى البيئة الحياتية المحيطة.. وهناك أيضا الأشخاص الذين يبدعون وينشغلون دائما نتيجة طبيعة عملهم التى تتطلب قدرات ذهنية وتفكيرا مستمرا فهم أكثر من يصابون بالنسيان لأن مراكز المخ تعمل طوال الوقت بكفاءة ولا يأخذ العقل فترة من الراحة، وكذلك كثرة التعرض للموجات الكهرومغناطيسية المنبعثة من الأجهزة والمعدات الإلكترونية الحديثة ويعتمد عليها الإنسان فى الأمور الحياتية والتى أسهمت فى تعطيل الحركة والتفكير والقدرات الذهنية.. فكل هذه الأمور تسبب النسيان. أما عن العلاج فينصح د محمد رجائى بالآتي: أولا، أهمية تنظيم الوقت ويفضل استخدام مفكرة يومية يكتب فيها المهام المراد إنجازها وتحفظ فيها المواعيد والالتزامات اليومية والمناسبات الخاصة وضرورة ضبط مواعيد النوم ومواعيد تناول الوجبات الغذائية وشرب الماء بكثرة (لا يقل عن 8 أكواب يوميا) وشرب الشاى الأخضر وأوراق النعناع، والابتعاد تماما عن الوجبات الجاهزة والدسمة واللحوم المصنعة، وتناول الأغذية الصحية التى تحفز وتنشط الذاكرة كالمكسرات خاصة اللوز والفول السوداني، وتناول الخضراوات مثل البروكلى والسبانخ والجرجير والكرنب والجزر والطماطم والفاكهة الطازجة كالعنب والمشمش والتين والبطيخ والبقوليات والبروتينات وتناول المأكولات البحرية كالأسماك والتونة بأنواعها من مرتين الى ثلاث مرات أسبوعيا. وكذلك لابد من التهيئة النفسية للتعامل مع المشكلات والضغوط الحياتية بهدوء، وقراءة القرآن والاهتمام بالقراءة عموما، والابتعاد عن العزلة بالتواصل الإيجابى مع الأهل والأصدقاء، والابتعاد عن الشخصيات المحبطة ذات الطاقة السلبية، مع مراعاة عدم تناول الأدوية إلا بإشراف واستشارة الطبيب المختص، وأخيرا الاهتمام بممارسة الرياضة كالمشى نصف ساعة يوميا وضرورة الاستمتاع بعطلة نهاية الاسبوع فهى فرصة جيدة للراحة وللتأمل بعيدا عن ضغوط العمل والحياة والتنزه فى الأماكن المفتوحة ذات الاتساع الممتد والانعكاسات الإيجابية على البصر كالصحراء والحدائق وضفاف النيل وشاطئ البحر بما يسمح لزيادة استنشاق الأكسجين.. كل ذلك يزيد من نشاط خلايا المخ ومراكز التفكير والتركيز والانتباه وبالتالى يقاوم النسيان.