◙ «الأهرام» تشهد مراسم التدشين فى احتفال رسمى وسط حضور كبير من قيادات رفيعة المستوى ◙ قائد البحرية يرفع العلم المصرى على الغواصة الألمانية الثانية «تايب 209 /1400» فى اطار حرص مصر على امنها القومى والعربى وردع اى قوة تسعى الى المساس بامن واستقرار الوطن واستمرارا لجهود القوات المسلحة فى دعم القدرات القتالية والفنية للقوات البحرية المصرية، وتطويرها وفقاً لأحدث النظم القتالية العالمية، تسلمت القوات المسلحة ثانى غواصة حديثة من طراز ((209/1400)) والتى تم بناؤها بترسانة شركة «تيسين كروب» بمدينة كييل الألمانية، حيث قام الفريق أحمد خالد حسن، قائد القوات البحرية، برفع العلم المصرى على الغواصة، إيذاناً بدخولها الخدمة بالقوات البحرية. وشهدت «الأهرام» مراسم الاحتفال بالغواصة وسط حضور كبير من قيادات رفيعة المستوى، من الجانبين المصرى والألماني. وقام قائد القوات البحرية بتدشين الغواصة الثانية من نفس الطراز، وذلك ضمن عدة غواصات مخطط انضمامها للخدمة بالقوات البحرية، طبقا لبرنامج زمنى محدد، يعكس عمق علاقات التعاون التى تربط البحريتين المصرية والألمانية، وجهود القيادة السياسية، ودعمها الجاد والقوى لدفع العلاقات بين البلدين الصديقين فى العديد من المجالات. ونقل قائد القوات البحرية خلال الكلمة التى القاها تحية وتقدير السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، والفريق أول صدقى صبحى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، إلى كل من تقدم بالدعم والمساهمة فى إتمام تلك الصفقة، وعلى دعمهم المستمر لبرنامج الغواصات المصرى والذى توج بتسلم مصر أول غواصة من طراز «209 /1400 « فى الفترة الماضية وتسلم الغواصة الثانية من نفس الطراز فى الوقت الراهن. وأكد قائد القوات البحرية على عمق علاقات التعاون التى تربط البلدين فى العديد من المجالات، معربا عن فخره بوجوده فى معقل الصناعة الألمانية وأيقونة صناعة الغواصات فى العالم الحديث لاستكمال سطر جديد فى تاريخ التعاون الثنائى بين جمهورية مصر العربية ودولة ألمانيا الصديقة مشيرا الى إن إضافة هذا النوع من الغواصات تأتى تنفيذاً لاستراتيجية عسكرية مصرية عامة تهدف لتطوير القدرة على مواجهة التحديات والمخاطر المحيطة بمنطقتنا حفاظاً على مقدراتنا وإعلاء لكلمة الوطن ولتحقيق السيطرة الكاملة على سواحلنا الممتدة بالبحرين الأحمر والمتوسط. وقال الفريق أحمد خالد: ونحن نحتفل اليوم بخطوتنا الثانية فى المشروع برفع العلم المصرى الشريف على الغواصة الثانية S42 إيذاناً بإنضمامها إلى أسطولنا البحرى إضافة لقدراتنا وقوة لأمتنا, ويأتى ذلك نتيجة التعاون المثمر بين الجانبين المصرى والألمانى، متطلعاً إلى أن تشهد المرحلة القادمة المزيد من التعاون والتكامل بين البلدين الشقيقين مؤكدا عمق الروابط التاريخية التى تجمع بين البلدين والتى امتدت لمئات السنين وعلى سبيل المثال وجود أول مدرسة ألمانية خارج حدود ألمانيا كانت بالقاهرة عام 1873م ثم توالى من بعدها العديد من المدارس والمعاهد الألمانية وصولاً للجامعة الألمانية بالقاهرة عام 2003م. وأشار الى أنه نتيجة لذلك التعاون انفتحت الثقافات على بعضها البعض وكأنما قد إمتزجت مياه نهر الإلبا بمياه نهر النيل، وحجارة قلعة نويشفان شتاين بحجارة قلعة صلاح الدين. ولفت قائد القوات البحرية إلى الجهد المضنى الذى تقوم به البحرية المصرية خلال الفترة الماضية لإعادة تطوير وتأسيس الأسطول البحرى والبنية التحتية التى تليق به من أرصفة وقواعد ومنشآَت وخدمات متنوعة ضمت واحدا من أكبر أرصفة استقبال الغواصات المغطاة بالإضافة إلى احدث أنظمة التدريب والمحاكاة لتدريب أجيال من الأطقم العاملة مستقبلاً, وقال إننا عايشنا خلال السنوات الماضية ومنذ بدء التعاقد على بناء الغواصات طراز 209 مراحل عديدة، بذل فيها كلا الجانبين جهداً شاقاً وعملاً دءوباً من أجل نجاح المشروع , كللت أولى نتائجه بالنجاح بوصول الغواصة الأولى S41 بطاقمها المصرى إلى أرض الوطن وانضمامها للعمل ضمن وحدات الأسطول البحرى المصرى العريق، مشيرا الى ان هذه الخطوة اكدت ان مصر لديها من الكوادر القادرة على استيعاب التكنولوجيا الحديثة فى التشغيل والصيانة والعمل بكفاءة تامة على الانظمة الحديثة ،موضحا ان مصر كان لها السبق فى دخول سلاح الغواصات كأول دولة فى الشرق الأوسط وافريقيا, وانه على مدى تاريخ هذا السلاح وجدنا رجالاً سطروا بأحرف من نور بطولات عدة خلال حروبه المتعاقبة. واكد قائد القوات البحرية ان مصر مازالت قادرة على أن تحافظ على وحدتها وتماسكها وتبنى وتحدث من جيشها وذلك فى ظل جيوش تنهار بمنطقتنا، ودول تدمر من حولنا، مشيرا الى ان هذا ليس بغريب على دولة كمصر عانت على مدار تاريخها العريق الممتد لآلاف السنين من ويلات الحروب ومحاولات الاستعمار التى باءت جميعها بالفشل بفضل حروب عديدة خاضها الجيش المصرى على طول تاريخه الممتد حفاظاً على أرضه وشعبه وهويته. وأعرب قائد القوات البحرية عن شكره وتقديره لشركة TKMS بإداراتها ومهندسيها وعامليها على ما قدموه من دعم بالغ بروح يملؤها الإنضباط والالتزام والإخاء والتعاون فى العمل مع الأطقم المصرية خلال فترة التدريب على الغواصة . كما أوصى طاقم الغواصة S42 باستمرار بذل أقصى طاقاتهم من أجل الحفاظ على اعلى معدلات الكفاءة للغواصة، والتطوير الدائم علمياً وعملياً لتحقيق أقصى استفادة فى تنفيذ كل المهام الموكلة إليهم . حضر مراسم التسلم، الفريق راينار برينكمان نائب قائد القوات البحرية الألمانية، والدكتور ثيلو رولفز وزير الدولة فى وزارة الاقتصاد والنقل والعمل والتكنولوجيا والسياحة فى ولاية هولتشاين ، وقائد الاسطول الاول الالمانى ، ورئيس مجلس مدينة كييل ، والسفير المصرى بألمانيا الدكتور بدر عبد العاطى وعدد من اعضاء الجالية المصرية بألمانيا . والغواصة الجديدة قادرة على الإبحار لمسافة 11 ألف ميل بحري، وتصل سرعتها إلى 21 عقدة، ويتراوح طولها بين 73 و60 متراً، وبإزاحة تصل إلى 1400 طن، وتعمل بالديزل والكهرباء, وتعد من أنواع الغواصات الهجومية تضم 8 أنابيب طوربيد عيار 533 مم وبها مخزن يسع 14 طوربيدا، لها القدرة على إطلاق الصواريخ والطوربيدات ، وتم تزويدها بأحدث أنظمة الملاحة والاتصالات، وأقصى عمق للغواصة يصل إلى 500 متر وتبلغ السرعة القصوى لها 40 كم فى الساعة تحت الماء، كما تمتلك الغواصة حزمة كبيرة من الإجراءات الدفاعية المضادة للطوربيدات ولديها قدرة إطلاق صواريخ «الهاربون» البحرية المضادة للسفن وزرع الألغام البحرية, وتعد بمنزلة إضافة تكنولوجية هائلة لإمكانات القوات البحرية، وتدعم قدرتها على حماية الأمن القومى المصري. وتم إعداد وتأهيل الأطقم التخصصية والفنية العاملة على الغواصة فى توقيت قياسى ، وفقاً لبرنامج متزامن بكل من مصر وألمانيا للإلمام بأحدث ما وصل إليه العالم من تكنولوجيا الغواصات، بذل خلالها رجال القوات البحرية الجهد والعرق فى العمل والتدريب، ليكونوا جديرين بالثقة التى أولاها الشعب المصرى لهم، وتنفيذ كافة المهام التى تسندها القيادة العامة للقوات المسلحة لهم بكل كفاءة واقتدار. وتمثل الغواصات الألمانية الجديد دعما وإضافة كبيرة للقوات المسلحة بشكل عام والقوات البحرية بوجه خاص نظرا لقدراتها القتالية العالية سواء فى أوضاع الدفاع أو الهجوم، بالإضافة إلى أهميتها فى المناورة وحماية السواحل والمياه الاقليمية والاقتصادية المصرية، إلى جانب أهميتها للأسطول البحرى المصرى، فى حماية الأهداف الحيوية القومية، مثل اكتشافات الغاز الجديدة فى البحر المتوسط، التى تمثل قيمة اقتصادية كبيرة لمصر، سوف تسهم بشكل كبير فى دفع عجلة التنمية المستقبلية وتوفر للدولة العملة الصعبة التى كانت تدفعها إلى استيراد الغاز من الخارج. والغواصة (S42) الجديدة هى الثانية من اصل اربع غواصات حديثة تم التعاقد على تسلمها مع الجانب الالمانى لتشكل تناغما وتكاملا مع تنامى قدرات القوات البحرية السطحية مما يجعل القوات البحرية قادرة على تنفيذ الدور الفاعل للدولة المصرية بالمنطقة وتنفيذ كل المهام الصادرة لها من القيادة العامة للقوات المسلحة فى كل الابعاد وبكل كفاءة واقتدار. وقد تم التعاقد على الغواصة الألمانية الأولى طراز (209/1400) بتاريخ 12/12/2011، وبدأت أعمال البناء بترسانة شركة (TKMS) الألمانية بمدينة كييل بولاية «شلزفيج هولشتاين» بألمانيا الإتحادية بتاريخ 7/3/2012وإستغرق البناء (57) شهر، وتم تدشين الغواصة بتاريخ 10/12/2015، وتسلم الغواصة ورفع العلم المصرى عليها بتاريخ 12/12/2016 . وكانت القوات البحرية شهدت خلال العامين الماضيين عددا من صفقات التسليح، منها حاملتا الطائرات المصرية، «أنور السادات» و»جمال عبد الناصر»، وتعد الدولة العربية الوحيدة التى تمتلك تلك الحاملات، ومن بين 12 دولة على مستوى العالم، كما ضمت مصر لقواتها البحرية، لنشى صواريخ من طراز سليمان عزت، والفرقاطة فريم من الجانب الفرنسى، و4 قرويطات من طراز «جويند»، بالإضافة إلى لنش صواريخ من طراز مولينيا، حصلت عليه مصر كإهداء من الجانب الروسى، وتواصل القوات البحرية عمليات تطوير و تحديث القطع الموجودة بالإضافة إلى التعاقد على قطع متطورة حديثة لمواجهة التهديدات الكبيرة التى تعانى منها المنطقة فى الوقت الراهن، التى تستوجب حشد كل القدرات لحماية الحدود والمياه الاقليمية المصرية، بالإضافة إلى مواكبة التحديث والتطوير فى منظومة القتال البحرى على مستوى العالم.