الملائكة جم غفير, موطنهم السماء ولا يعلم عددهم إلا الله ، قال الله تعالى "ما يعلم جنود ربك إلا هو" وقد طُبع في أذهان الناس وفطرهم أن هؤلاء الملائكة حسان الخلق، وأنهم ذوو قدرة عظيمة وهيئة حسنة. وقد ميَّز الله جلَّ جلاله جبريلَ عليه السلام عن الملائكة، وجعله قائدًا لهم، وخصَّه بما لم يخصَّ به لا الملائكة ولا أحدًا من المخلوقاتِ خَلقًا وتكليفًا؛ فهو حاملُ الوحي وهو من يَنزل بالشرائعِ والأحكام مِن السماء إلى الأرض، وهو من يدمِّر الأممَ الظالمة، وقد خلقَه اللهُ جل جلاله خلقًا عظيمًا مميَّزًا. فمِن مواصفات جبريل عليه السلام التي وردَت في القرآن الكريم: العلم, فهو ناقِل بعض علم الله تعالى جل جلاله للأنبياء، ومنهم للبشر، قال تعالى: ﴿ وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ﴾ والروح الأمين هو جبريل علية السلام. ولقد نزل جبريل علية السلام بالقرأن علي محمد صلي الله علية وسلم، كما نزل بالتوراة" على موسى عليه السلام، ونزل بالزَّبورعلى داود عليه السلام، ونزل بالإنجيل" على عيسى عليه السلام. وقد وصف القرآن العظيم جبريلَ عليه السلام بقول الله جل جلاله: ﴿ذِي قُوَّةٍ), لأنة يحتاج الي قلب راسخ وقوة عظيمة وثبات لا يشبهة ثبات وقال تعالي في حق جبريل علية السلام (ذو مرة فاستوي) اي شديد البطش ليناسب حجم المهام الموكلة الية. ومِن عظَمة جبريل عليه السلام وقوَّته وعلوِّ مكانتِه عند الله جلَّ جلالُه - فإن الله جلَّ جلاله يذكُره عليه السلام في القرآن الكريم. كما ان خلق جبريل علية السلام كان عظيمًا؛ فإن له ستَّمائةِ جَناحٍ، وكان قد سَدَّ الأفقَ يوم رآه النبيُّ محمد صلى الله عليه وسلم على صورتِه التي خلقه اللهُ جل جلاله عليها، حتى إنه قد غُشي على النبيِّ صلى الله عليه وسلم يوم رآه على صورته أولَ مرَّة؛ فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، قال: " لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى" (النجم 18) , وقال: "رأى جبريلَ في صورتِه له ستُّمائة جناحٍ", بينما بقيَّة الملائكة لها أجنحة وصَفَها القرآنُ الكريم في قوله تعالى:" الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ " (سورة فاطر). وقال ابن قيم الجوزية عن بعض السلف, ان منزلتة من ربة منزلة الحاجب من الملك, ومن قوتة انة رفع مدائن قوم لوط علي جناحه ثم قلبها عليهم. ومِن أمانة جبريل عليه السلام أنَّ الله جل جلاله يأتمنه على الوحي، قال تعالى: ﴿ رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ ﴾ غافر. كما يأتمنه على أشياء مِن غير الوحي، ومنها: حب الله جل جلاله للإنسان؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أحبَّ الله العبدَ نادى جبريل: إنَّ الله يحبُّ فلانًا فأحبِبه؛ فيحبُّه جبريل، فينادي جبريلُ في أهل السماء: إنَّ اللهَ يحبُّ فلانًا فأحبُّوه، فيحبُّه أهلُ السماء، ثمَّ يُوضع له القَبول في الأرض) . [email protected] لمزيد من مقالات رانيا حفنى;