أكد عدد من الأحزاب والسياسيين أن مواجهة حروب الجيل الرابع بتدعيم الوعى والثقافة لدى المواطن وتزكية روح الانتماء والوطنية فى الأطفال منذ الصغر، والعمل على نشر الأخبار الصادقة ونفى الشائعات، وأن تقوم المؤسسة الإعلامية بدورها الحقيقى وأن يلعب الإعلام المصرى دور القائد. وقال صلاح فوزى عضو الإصلاح التشريعى إن حروب الجيل الرابع قائمة على بث الشائعات والأكاذيب والافتراء، وهى حروب بين دول ولا دول متمثلة فى تنظيمات إرهابية لديها امكانات ضخمة وقادرة على تضليل الرأى العام وبث الشائعات والأكاذيب من خلال استخدام أدوات إعلامية ضخمة وشراء البعض عن طريق الرشاوى المالية والوسائل غير الأخلاقية وتوظيف بعض منظمات المجتمع المدنى والمعارضة لتحقيق أهدافهم فى إسقاط الدول. وأكد ضرورة مواجهة حروب الجيل الرابع بنفس الأساليب التى تستخدم فى هدم الدول، ولابد أن تكون بداية المواجهة بنفى الشائعات وطرح المعلومة الصحيحة الصادقة، وتداول كامل للمعلومات، فأحيانا عدم تناول المعلومة يعطى لمن يشعل حرب الجيل الرابع الفرصة فى مهاجمة الدولة والافتراء عليها وبث الشائعات، كما أننا بحاجة إلى أمور لوجستية مثل إنشاء مواقع وفضائيات قوية قادرة على مواجهة هذه الجماعات. ودعا الى ضرورة أن تقوم المؤسسة الإعلامية بدورها الحقيقى وأن يلعب الإعلام المصرى دور القائد لا المنقاد والمؤثر لا المتأثر والفعل وليس رد الفعل، مشيرا إلى أن حروب الجيل الرابع تحتاج إلى تعاون المجتمع الدولى كله ضد المنظمات الإرهابية والدول الداعمة للإرهاب، والعمل على تجفيف منابع الإرهاب. وأضاف أننا بحاجة إلى تدعيم الوعى والثقافة لدى المواطن وتزكية روح الانتماء والوطنية فى الأطفال منذ الصغر حتى لا تكون هناك أرض خصبة للشائعات وحتى لا يتم العبث بعقل الشباب، مشيرا إلى أن ذلك مسئولية الجميع بداية من الأسرة وكل مؤسسات الدولة من المدرسة والنادى والمؤسسات الدينية ومراكز الشباب والصحافة والإعلام. وقال الدكتور محمود كبيش عميد حقوق القاهرة الأسبق إن مواجهة حروب الجيل الرابع تكون بالحديث عن الحقائق، وأدلتها وأسسها مشيرا إلى أننا لا يمكن أن نقنع أحداً بغير الحقائق، وأشار إلى مواجهة الأمور بشفافية كاملة فعقول الناس لا تستوعب غير الحقيقة. ودعا الأحزاب، والتنظيمات السياسية أن تكون لديها برامج واضحة تستطيع من خلالها استيعاب الشباب. وقال الدكتور محمد إبراهيم منصور الأمين العام لحزب النور إن حروب الجيل الرابع حروب دولة مع شبح يتم تصنيعه داخليًا لهدم الوطن من الداخل، وتكون حربا بالوكالة يستعمل فى ذلك الإعلام، والحروب الفكرية، والتغييب للانتماء والهوية وتحويل قطاعات كبيرة من الشباب إلى أن يكونوا أعداء للدولة ويكون هدمها على أيديهم، مشيرا إلى أن ذلك يتم بنفس طويل وخطى طويلة المدى للوصول فى النهاية إلى إحداث انهيارات من الداخل للدول. وأوضح أن بداية مواجهة حروب الجيل الرابع يكون بتحصين الشباب فكريا، وتنمية الانتماء لديهم والعمل على إذكاء روح الوطنية ومحبة أوطانهم والحرص عليها والعمل على استقرارها، مشيرا إلى أن ذلك يكون من خلال عدة محاور، الأول الشفافية، وإتاحة المعلومات حتى لا تكون الأكاذيب هى الأصل وهى المسيطرة على الساحة الذهنية للشباب وبذلك يمكن أن نحمى البنية التحتية الشبابية من الاهتزاز أو ضعف الانتماء الوطنى والتماسك لديها. وأشار إلى أن من طرق المواجهة الحفاظ على الهوية، فالأمن القومى لأى أمة أو وطن قائم أولا على وجود هوية مشتركة تكون متجذرة فى النفوس ويعمل أبناء هذا الوطن على الالتفاف حولها وإذكائها والعمل على الانطلاق منها لبناء أوطانهم وتميزهم عن غيرهم لشعورهم بالانتماء. واضاف منصور أننا نحتاج إلى تضافر كل الجهود الإعلامية والوزارات المختلفة والأزهر والجمعيات ومؤسسات المجتمع المدنى الوطنية التى تحافظ على الأوطان وكذلك تضافر الجهود المؤسسية والجهود الشعبية والمدنية للقيام كل بدوره للإبقاء على اللحمة الوطنية والالتفاف حول الهوية والاستمرار فى البناء معا بدلا من التناحر والتقاتل والفوضى التى يراد للمنطقة أن تدخلها. ومن جانبه قال حاتم بشات القيادى بحزب المصريين الأحرار، إن المنزل عليه دور كبير فى مواجهة حروب الجيل الرابع عن طريق زرع الانتماء والوطنية فى نفوس الأطفال، ومراقبتهم وألا يتركوهم فريسة لمواقع الانترنت التى تبث سمومها وتقوم بعمل غسيل لمخ الأطفال والشباب. وشدد على ضرورة قيام مؤسسات الإعلام بدورها، من خلال إنتاج برامج تليفزيونية لتوعية جميع طوائف المجتمع بأهمية الأمن القومي، مستعينين بكل الشخصيات العامة التى لها تأثير فى المجتمع ومستخدمين أفضل التكنولوجيا وأن تكون البرامج مقنعة ومؤثرة وجاذبة. وقال أحمد حنتيش المتحدث الإعلامى لحزب المحافظين إن مواجهة حروب الجيل الرابع بإطلاق الدولة عدة برامج وطنية، أولها البرنامج الوطنى للقضاء على الأمية على أن تكون له أهداف محددة وجداول زمنية معلنة يتم تنفيذها بالتعاون بين الدولة ومؤسسات المجتمع المدنى ذات الريادة، وثانيها برنامج وطنى لاستعادة الحضارة وترسيخ الهوية المصرية واستعادة منظومة القيم المصرية، على أن يشمل البرنامج إعادة دور المؤسسات الإعلامية فى تعزيز ثقافة المجتمع وبناء الثقة، أما العامل الثالث فهو الإسراع بوتيرة برنامج العدالة الاجتماعية والذى من شأنه أن يشيع الثقة داخل المجتمع ويجعل المواطنين أكثر إيمانا بمفهوم الوطنية وقادرين على مجابهة أى مخاطر.