أكتب عن مشروع تطوير سور مجرى العيون، وتحويله إلى مزار سياحى رفيع الشأن، فأقول إنه كان حلما فخاطرا فاحتمالا، ثم أضحى سرابا وخيالا، فهذا السور معروف باسم «قناطر المياه» التى أنشأها السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبى مؤسس الدولة الأيوبية بمصر فى القرن الثانى عشر الميلادى إلى أن جددها السلطان الناصر محمد بن قلاوون تجديدا كاملا فى بداية القران الرابع عشر الميلادي، ثم أقام لها السلطان الغورى خلال فترة حكمه مأخذا للمياه به ست سواق بالقرب من مسجد السيدة عائشة.. وقد أصبحت القناطر العتيقة التى أنشأها صلاح الدين أثرا بعد عين، فلم يعد منها شيء غير بقايا قليلة فى بداية المجرى من ناحية القلعة فى مواجهة مسجد السيدة عائشة، وقد حدث منذ نحو ثلاث سنوات أن تقدم جهاز التنسيق الحضارى بالمشاركة مع محافظة القاهرة ووزارتى الآثار والسياحة بمشروع متكامل لتطوير سور مجرى العيون والمنطقة المحيطة به لإعادة السور إلى سابق عهده كأقدم سور تاريخى ووضعه على خريطة السياحة العالمية، وقد تمثلت الملامح الرئيسية للمشروع الحضارى فى ترميم الأجزاء المتهدمة، وإحياء السواقى بالإضاءة بالليزر وإقامة الحدائق والاستراحات والكبارى المعلقة إلى جانب مرسى على النيل يربطه بالمناطق السياحية الأخري، بالإضافة لتحويل المنطقة المحيطة بالسور إلى منطقة سياحية وثقافية بإقامة محال للحرف اليدوية والمنتجات الجلدية، والمطاعم والمقاهى وتمليكها لأهالى المنطقة التى ستضم أيضًا قاعات للعروض الثقافية والحفلات فى ظل إدارة خاصة لحفظ الأمن وأخرى للنظافة يشارك فيها الأهالى !! ولأسباب غير معروفة تعثر المشروع وتبعثرت أوراقه وانفض الجميع من حوله ليتحول سور مجرى العيون إلى مقلبت للقمامة، وحظائر للحيوانات، وملاذ آمن لعربات الفول والسندوتشات وحمص الشام والفشار وغزل البنات ..إلخ !!! ورغم الصورة القاتمة يبقى الأمل فى إحياء هذا المشروع العملاق معقودا على المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء بمبادرته المأمولة فى إصدار توجيهاته إلى الجهات الأربع المعنية والمشار إليها آنفا بشأن عقد اجتماع مشترك لبحث معوقات تنفيذ المشروع والحلول المقترحة لتجاوزها والمضى قدما نحو إعلان إشارة البدء فى اتخاذ الخطوات التنفيذية لهذا المشروع الحضارى المنشود، ووضعه على خريطة السياحة الوطنية فى أقرب وقت ممكن. مهندس هانى أحمد صيام قطاع البترول سابقا