أشاد الدكتور مصطفى الفقي، مدير مكتبة الإسكندرية، فى ختام لقائه المفتوح بعدد من المثقفين والأكاديميين والنخبة السياسية والاعلاميين وقيادات العمل الأهلى على مدى يومين، بقيمة وأهمية الآراء والأفكار التى طرحوها لتطوير أداء المكتبة فى المستقبل،وأكد أنه سيبذل قصارى جهده للنهوض بأمور عدة لمصلحة المكتبة على الصعيدين المحلى والدولى فى شتى المجالات بمشاركة النخبة وذوى الأفكار البناءة والمثمرة . وأكد جميع المشاركين أن الفكر والمعرفة هما أساس تقدم المجتمعات والشعوب، وحذروا من إهمال تطوير التعليم عقل الأمة. وتطرق الحوار مع المفكرين والمثقفين والأكاديميين للعديد من الأفكار والمقترحات، منها هل يكون للمكتبة دور سياسى بجانب دورها التثقيفى والتنويرى وإنتاج ونشر المعرفة فى المجتمع، وهنا تباينت الأطروحات، فبعض المشاركين رفض بشدة أن يكون للمكتبة أى دور سياسى باعتبار أن هذا مهمة الأحزاب السياسية، فيما طالب البعض بأن يشمل عمل المكتبة المشاركة فى استكمال القوانين الناقصة على حد وصفهم، مثل قوانين التظاهر وحقوق الإنسان والعبادة الموحدة باعتبارها ساحة فكرية، وكذلك العمل على تدشين نخب جديدة فى المجتمع باعتبار أن أقدس مهمة للمكتبة هى أن تنهض بمهمة التنوير والدفاع عن الحريات المجتمعية وتجديد الخطاب الدينى والبحث فى كيفية مواجهة الإرهاب، وهنا تداخلت الآراء بضروة التحذير من الحروب الدينية وما يرتبط بها من حرية الأديان وحرية العقيدة. وتشابكت الآراء أيضا حول توسيع النطاق الجغرافى للمكتبة محليا ومتوسطيا وعربيا ودوليا، بمعنى أن يكون لها أفرع فى كل المحافظات ممثلة فى الإسماعيلية لمنطقة القناة والمنصورة للدلتا واختيار محافظة ممثلة للصعيد، واحتدم النقاش على إبقاء المكتبة متفرغة لعملها فى نطاقها الجغرافى لعدم تشتيت جهدها. ورأى البعض توسيع دور المكتبة جعرافيا لتدرب أمناء المكتبات فى مختلف المحافظات، ليكونوا لاحقا سفراء لمكتبة الإسكندرية فى مكتباتهم ليتعرف كل شاب على أنشطة مكتبة الإسكندرية بسهولة، هذا الى جانب عقد مؤتمر سنوى بين المثقفين العرب يهتم بالمجتمع العربى و آخر يهتم بالمجتمع الدولي. وفيما ذكر المشاركون أن مكتبة الإسكندرية هى مكتبة عالمية على أرض مصرية، رأي البعض أن يمتد دورها للعالمية، عبر المشاركة فى أعمال ترجمة الأدب المصرى والعربى للغرب ليتعرف هؤلاء على قيمة الإبداعات المصرية والعربية، وأن العرب والمسلمين ليسوا مسئولين عن تصدير الفكر المتطرف والإرهابيين.