يبدو أن أمريكا لا تريد لأمير قطر أن يخرج مهزوما فى معركته مع دول الخليج لقد مهدت له يوما الطريق ونفخت فيه حتى تصور أن قطر دولة كبرى، وان مقياس الدول والشعوب ليس بالأرض والسكان ولكن بالأدوار حتى لو كانت مشبوهة..ولو خرج أمير قطر من هذه المواجهة سليما فلن تقوم لمجلس التعاون الخليجى قائمة..إن أمريكا الآن حائرة بين أصدقائها ومصالحها والأيادى الخفية التى تسربت إلى دول الخليج من خلال قطر وأميرها.. يضاف لذلك أن موقف مجلس التعاون الخليجى مازال منقسما تجاه قضية قطر وقبل هذا كله فإن دخول إيران وتركيا إلى الساحة قد يغير حسابات كثيرة..لم يكن الموقف الأمريكى فى الأزمة بالحسم المطلوب، إنها تريد دور الأمير الشاب المتهور ربما استخدمته فى قضايا أخرى، ولكنها نسيت انه تجاوز الدور المرسوم له..إنها تريد أن يكبر ولكن ليس بالدرجة التى يستعين فيها بعدو مثل إيران أو مشاغب مثل أردوغان ولهذا فإن المتوقع أن تطول الأزمة لأن أمريكا ربما لا تستطيع الآن أن تردع أميرها المشاغب، كما أنها لن تستطيع فى نفس الوقت أن تتجاوز فى مطالبها مع أربع دول عربية وهى أيضا لا تريد نهاية مؤسفة لمجلس التعاون الخليجى، إن مرور الوقت يبدو فى صالح قطر ولكن العقوبات والأعباء والالتزامات سوف تضع النظام القطرى أمام تحديات اكبر قد لا يقدر عليها..إن الشئ المؤكد أن قطر الدولة والأسرة غير مؤهلة لأن تقوم بالدور الذى تسعى إليه فى هذه الأزمة أن تمول الإرهاب ولا يحاسبها احد..أن تتدخل فى شئون الدول العربية الكبرى ولا تدافع الدول عن نفسها أن تدفع الملايين لعصابات إجرامية تستخدمها ضد دول المنطقة ولا يسألها احد.. إن مصير مثل هذه الأعمال واضح وصريح وفى التاريخ دروس كثيرة فما أكثر الحالات التى تصور الفأر فيها انه يواجه الأسد، أو أن يخرج حاكم طائش بأفكار مجنونة انه قادر على تحريك العالم بما يملك من المال..إن قطر واحدة من خطايا أمريكا حين تصورت أنها تستطيع أن تلغى النجوم وتطلق الكومبارس وكانت النتيجة أنها أفسدت المسرحية على الجميع. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة