الحرب التى تخوضها مصر ليست حربا تقليدية مشابهة للحروب الماضية من نمط الجيل الثالث التى مر عليها أكثر من 70 عاما التى يتوقف النصر فيها على التدريب والتسليح والتكتيك لكنها من حروب الجيل الرابع التى تعتمد على إضعاف الجبهة الداخلية والتدمير الذاتى للخصم دونما تدخل عسكرى مباشر من الخارج وبقليل من الخسائر البشرية والمادية بعد أن أصبحت تكلفة إطلاق الصاروخ الواحد ملايين الدولارات. وظهرت أول تطبيقات حروب الجيل الرابع بإسقاط «سور برلين» عام 1989 التى نفذها الغرب لتدمير الكتلة الشرقية وحلف وارسو بقيادة الاتحاد السوفيتى السابق بدون خروج جندى أو إطلاق رصاصة. وفكرتها تقوم على تعطيل القدرات الحيوية وضرب البنية السياسية وتدمير النسيج الاجتماعى للعدو من خلال شن حرب نفسية متطورة والهجوم المباشر على ثقافة العدو مثل ما يمارسه أمراء المخدرات فى أمريكا الجنوبية ضد الولاياتالمتحدة الذين يرون أن المخدرات سلاح لا يقل خطورة عن الصواريخ الامريكية العابرة للقارات. حيث تجتاز المخدرات اراضيها مخترقة أجهزة الدولة بأكملها ليس فقط لجنى المال لتمويل الحرب ضدها لكن أيضا لإحداث أضرار ببنية المجتمع الأمريكي. وتعد الأفكار ودعم الارهاب من اهم ادوات حروب الجيل الرابع التى لا تعرف ساحة محددة للمعركة، فضلا عن الفارق الكبير بين الثقافة العسكرية التقليدية للجيوش القائمة على الانضباط والنظام و(الهرمية) أمام الإرهابيين الذين لا يملكون حتى زيا رسميا موحدا لكنهم مع بعض التكنولوجيا الجديدة قادرون على إسقاط مئات الضحايا فى اى مكان فى العالم. مما يتطلب تطوير ثقافة عسكرية تتسق مع الطبيعة غير النظامية للحروب الجديدة. [email protected] لمزيد من مقالات نبيل السجينى;