رغم سجله الجنائي، تعيين "حما إيفانكا" سفيرا للولايات المتحدة في باريس وموناكو    اجتماع مجلس إدارة النادي المصري مع محافظ بورسعيد لبحث استقالة كامل أبو علي    العريس جاهز وهتولع، مسلم يحتفل اليوم بزفافه على يارا تامر بعد عدة تأجيلات وانفصالات    رحيل "أم إبراهيم"... الدراما السورية تودّع فدوى محسن عن 84 عامًا    محافظ القليوبية يشهد حملة مكبرة لإزالة التراكمات أسفل محور الفريق العصار    اسعار الدواجن والبيض الثلاثاء 20 مايو 2025    انقلاب في البر والبحر والجو، تحذير شديد من الأرصاد بشأن طقس اليوم الثلاثاء    نماذج امتحانات الصف السادس الابتدائي PDF الترم الثاني 2025 (رابط مباشر)    سعر الذهب اليوم بالسودان وعيار 21 الان ب بداية تعاملات الثلاثاء 20 مايو 2025    سعر الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 20 مايو 2025    ياسمين صبري تكشف كواليس تعاونها مع كريم عبدالعزيز ب«المشروع X»    حماس ترحب ببيان بريطانيا وفرنسا وكندا وتطالب بترجمته لخطوات عملية تردع الاحتلال    جماعة الحوثي: فرض "حظر بحري" على ميناء حيفا الإسرائيلي    ارتفاع مفاجئ تجاوز 1400 جنيه.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الثلاثاء 20-5-2025    «أبتاون 6 أكتوبر»: استثماراتنا تتجاوز 14 مليار جنيه وخطة لطرح 1200 وحدة سكنية    بعد ترشيح ميدو.. الزمالك يصرف النظر عن ضم نجم الأهلي السابق    ترامب يتساءل عن سبب عدم اكتشاف إصابة بايدن بالسرطان في وقت مبكر    «أكبر خطيئة وتستلزم الاستغفار».. سعد الهلالي عن وصف القرآن ب الدستور    شديدة العدوى.. البرازيل تُحقق في 6 بؤر تفش محتملة لإنفلونزا الطيور    فوائد البردقوش لصحة الطفل وتقوية المناعة والجهاز الهضمي    بينهم أم وأبنائها الستة.. استشهاد 12 فلسطيني في قصف إسرائيلي على غزة    ماذا تفعل المرأة في حال حدوث عذر شرعي أثناء أداء مناسك الحج؟    منذ فجر الاثنين.. 126 شهيدا حصيلة القصف الإسرائيلي على غزة    وزارة العمل تعلن توافر 5242 فُرص عمل في 8 محافظات    مدرب وادي دجلة السابق: الأهلي الأفضل في إفريقيا وشرف لي تدريب الزمالك    سفير مصر لدى الاتحاد الأوروبى يستعرض العلاقات المصرية- الأوروبية    5 أيام متواصلة.. موعد إجازة عيد الأضحى 2025 في مصر للموظفين والبنوك والمدارس    حريق مزرعة دواجن بالفيوم.. ونفوق 5000 كتكوت    "تيك توكر" شهيرة تتهم صانع محتوى بالاعتداء عليها فى الطالبية    المحكمة العليا الأمريكية تؤيد قرار ترامب بشأن ترحيل 350 ألف مهاجر فنزويلي    محافظ كفرالشيخ: توريد 178 ألف طن من القمح وصرف مستحقات المزارعين بانتظام    مهرجان كان يعدل جدول أعماله بسبب دينزل واشنطن ويفاجئه بجائزة "السعفة الذهبية الفخرية" (فيديو)    عاجل| عرض خليجي خرافي لضم إمام عاشور.. وهكذا رد الأهلي    تكريم طالبين بجامعة عين شمس لحصولهما على جائزة بمسابقة عمرانية    أحدها لم يحدث منذ 2004.. أرقام من خسارة ليفربول أمام برايتون    صيام صلاح مرة أخرى.. ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي الممتاز بعد خسارة ليفربول    أحمد دياب: إيقاف النشاط أمر غير وارد    4 قرارات عاجلة من النيابة بشأن بلاغ سرقة فيلا نوال الدجوي    الإفتاء: لا يجوز ترك الصلاة تحت اي ظرف    فضل حج بيت الله الحرام وما هو الحج المبرور؟.. الأزهر للفتوى يوضح    حبس شاب متهم بالشروع في قتل آخر بالعياط    إصابة 3 أشخاص في مشاجرة بسبب خلافات الجيرة بسوهاج    محافظ القليوبية يتفقد أعمال تطوير مستشفى النيل ويشدد على سرعة الإنجاز (صور)    سيلان الأنف المزمن.. 5 أسباب علمية وراء المشكلة المزعجة وحلول فعالة للتخفيف    منافس الزمالك في ربع نهائي كأس الكؤوس الأفريقية لليد    «ليست النسخة النهائية».. أول تعليق من «الأعلى للإعلام» على إعلان الأهلي (فيديو)    إغلاق 7 منشآت طبية مخالفة و7 محال تجارية فى حملة بقنا    جامعة حلوان تنظم ندوة التداخل البيني لمواجهة تحديات الحياة الأسرية    وفد قبطي من الكنيسة الأرثوذكسية يلتقي بابا الڤاتيكان الجديد    سامي شاهين أمينا للحماية الاجتماعية بالجبهة الوطنية - (تفاصيل)    شعبة المواد الغذائية تكشف 4 أسباب لعدم انخفاض أسعار اللحوم مقارنة بالسلع التموينية (خاص)    عليك إعادة تقييم أسلوبك.. برج الجدي اليوم 20 مايو    تامر أمين ينتقد وزير الثقافة لإغلاق 120 وحدة ثقافية: «ده إحنا في عرض مكتبة متر وكتاب»    أستاذ علاقات دولية: الاتفاق بين الهند وباكستان محفوف بالمخاطر    ما مصير إعلان اتصالات بعد شكوى الزمالك؟.. رئيس المجلس الأعلى للإعلام يوضح    سرعة الانتهاء من الأعمال.. محافظ القليوبية يتفقد أعمال تطوير مستشفى النيل    وزير العمل: قريباً توقيع اتفاقية توظيف للعمالة المصرية في صربيا    خالد الجندي: الحجاب لم يُفرض إلا لحماية المرأة وتكريمها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الذكرى ‬الخمسون ‬لاحتلال ‬القدس ‬الشرقية
.. استيطان ‬وطمس ‬هوية ‬المدينة ‬العربية

* ‬لايمكن ‬عزل ‬ما ‬جرى ‬للقدس ‬عن ‬مواقف ‬الحركة ‬الصهيونية ‬والقوي ‬الاستعمارية ‬الكبري
* يجب ‬التفرقة ‬بين ‬نظرة ‬اليهود ‬إلى ‬المدينة المقدسة قبل ‬وبعد ‬قيام ‬إسرائيل ‬عام ‬1948
* القدس ‬تتعرض ‬لخطط ‬إسرائيلية ‬لتغيير ‬هويتها ‬العربية ‬والإسلامية ‬من ‬خلال ‬تكثيف ‬الاستيطان
* علي ‬العرب ‬خوض ‬معركة ‬أخلاقية ‬لفضح ‬إسرائيل ‬والكشف ‬عن ‬طبيعتها ‬العنصرية ‬وتنكرها ‬للقيم ‬الإنسانية
* تل ‬أبيب ‬تحاول ‬بكل ‬السبل ‬إجبار سكان القدس ‬على ‬هجرها ‬إلي ‬الضفة ‬الغربية ‬لإضفاء ‬الطابع ‬اليهودي ‬عليها
* المجتمع ‬الدولى ‬لم ‬يعترف ‬بضم ‬إسرائيل ‬القدس ‬الشرقية ‬ولا ‬بسيادتها ‬على ‬‮«‬الغربية‮» ‬ ‬ماعدا ‬الولايات ‬المتحدة ‬والسلفادور ‬وكوستاريكا!‬


1 ‬نظرة ‬تاريخية:‬
تنفرد ‬مدينة ‬القدس ‬دونا ‬عن ‬سائر ‬المدن- ‬بمكانة ‬روحية ‬ودينية ‬ورمزية ‬رافقت ‬تاريخها ‬عبر ‬العهود ‬والعصور ‬المختلفة، ‬وتكاد ‬أبنيتها ‬ومساجدها ‬وكنائسها ‬وآثارها ‬الدينية ‬والتاريخية ‬تنطق ‬بهذا ‬التاريخ ‬الممتد ‬والحافل، ‬حيث ‬تتعلق ‬أنظار ‬المسلمين ‬والمسيحيين ‬واليهود ‬بالمدينة ‬المقدسة. ‬وتمثل ‬لكل ‬هؤلاء ‬رمزا ‬دينيا ‬وتاريخيا ‬وسياسيا ‬علي ‬درجة ‬فائقة ‬الأهمية ‬ذلك ‬بصرف ‬النظر ‬مؤقتا ‬عن ‬مصداقية ‬الدعاوي ‬اليهودية ‬والصهيونية، ‬فالقدس ‬بالنسبة ‬للمسلمين ‬في ‬العالم ‬هي ‬أولي ‬القبلتين ‬وثالث ‬الحرمين ‬وتضم ‬الصخرة ‬المشرفة ‬والمسجد ‬الأقصي ‬وغيره ‬من ‬الأماكن ‬المقدسة ‬الإسلامية.‬

وهى ‬أي ‬القدس ‬بالنسبة ‬للمسيحيين ‬علي ‬اختلاف ‬طوائفهم ‬تشغل ‬مكانة ‬مهمة، ‬فهي ‬المكان ‬الذي ‬هبط ‬به ‬السيد ‬المسيح ‬ونشر ‬فيه ‬رسالته، ‬وتشمل ‬مجموعة ‬الكنائس ‬والمعابد ‬والأديرة ‬المقدسة ‬المرتبطة ‬بالرسالة ‬المسيحية، ‬أما ‬بالنسبة ‬لليهود ‬فهي ‬موطن ‬الهيكل ‬الذي ‬بناه ‬سليمان ‬ورمز ‬مجدهم ‬الغابر ‬في ‬أثناء ‬مملكة ‬داوود ‬وفق ‬الرؤية ‬اليهودية ‬والصهيونية ‬لتاريخ ‬اليهود ‬في ‬فلسطين ‬قبل ‬الميلاد، ‬
إن ‬مكانة ‬القدس ‬الروحية ‬والدينية ‬تفوق ‬بكثير ‬مجرد ‬الآثار ‬والأبنية ‬والمعالم ‬الدينية ‬التي ‬تزخر ‬بها ‬المدينة ‬المقدسة، ‬والتي ‬يحج ‬إليها ‬المسلمون ‬والمسيحيون ‬واليهود، ‬حيث ‬تمتد ‬هذه ‬المكانة ‬لما ‬هو ‬أبعد ‬من ‬ذلك، ‬أي ‬إلي ‬أعماق ‬الروح ‬الإنسانية ‬التي ‬شهدت ‬في ‬المدينة ‬المقدسة ‬مولد ‬المثل ‬الأخلاقية ‬السامية، ‬والقيم ‬الروحية ‬الرفيعة، ‬المتمثلة ‬في ‬الإخاء ‬والمساواة ‬والتسامح ‬بين ‬بني ‬الإنسان، ‬إذ ‬يضم ‬ترابها ‬رفات ‬القديسين ‬والشهداء ‬والأبطال ‬وأهل ‬العلم ‬والفقه ‬والحكمة، ‬منها ‬انطلقت ‬دعوة ‬المسيحية ‬للسلام ‬والمحبة، ‬وفيها ‬وضع ‬عمر ‬بن ‬الخطاب ‬رضي ‬الله ‬عنه ‬عندما ‬فتحها ‬المسلمون ‬العهد ‬العمري، ‬وهي ‬وثيقة ‬الأمان ‬المعروفة ‬بهذا ‬الاسم ‬والتي ‬كتبها ‬عمر ‬بن ‬الخطاب ‬للبطريرك ‬صفرونيوس ‬عام ‬15 ‬هجرية ‬636 ‬ميلادية، ‬وفيها ‬أعطي ‬المسلمون ‬الطوائف ‬غير ‬الإسلامية ‬بالمدينة ‬الأمان ‬علي ‬أرواحهم ‬وممتلكاتهم ‬وكنائسهم ‬ونظمهم ‬القضائية ‬سواء ‬كانوا ‬يهوداً ‬أو ‬مسيحيين، ‬وسبقت ‬هذه ‬الوثيقة ‬التاريخية ‬ظهور ‬القانون ‬العام ‬ومواثيق ‬حقوق ‬الإنسان ‬والأقليات ‬بعدة ‬قرون.‬
وبمطالعة ‬أولية ‬لتاريخ ‬القدس ‬أو ‬بيت ‬المقدس ‬وبصفة ‬خاصة ‬قسماته ‬البارزة ‬تظهر ‬بجلاء ‬أن ‬المدينة ‬المقدسة ‬كان ‬مقدرا ‬لها ‬عبر ‬التاريخ- ‬أي ‬تاريخ ‬القدس ‬الذي ‬يقدر ‬في ‬بعض ‬الدراسات ‬بثمانية ‬وثلاثين ‬قرنا ‬أن ‬تدفع ‬ثمن ‬تفردها ‬وخصوصيتها ‬تارة ‬بسبب ‬موقعها ‬الجغرافي ‬المتميز ‬منذ ‬إنشائها ‬علي ‬يد ‬اليبوسيين ‬بزعامة ‬ملكهم ‬‮«‬سالم ‬اليبوسي‮»‬ ‬وعرفت ‬المدينة ‬باسمها ‬الكنعاني ‬‮«‬أور ‬سالم‮»‬ ‬أو ‬مدينة ‬السلام ‬وأسماها ‬العهد ‬القديم ‬‮«‬أورشليم‮»‬ ‬وتارة ‬أخري ‬بسبب ‬الصراعات ‬بين ‬القبائل ‬الكنعانية ‬والعبرانية ‬وفراعنة ‬مصر ‬وملوك ‬بابل ‬وأشور ‬حول ‬الماء ‬والكلأ ‬والسيطرة ‬والنفوذ ‬وتارة ‬ثالثة ‬بسبب ‬مكانتها ‬الدينية ‬والروحية، ‬ونتيجة ‬لهذه ‬الأسباب ‬منفردة ‬أو ‬مجتمعة ‬عرفت ‬القدس ‬الحصار ‬عدة ‬مرات ‬وعرفت ‬العديد ‬من ‬الغزاة ‬والفاتحين ‬بل ‬تعرضت ‬للدمار ‬عدة ‬مرات ‬ومر ‬عليها ‬البابليون ‬والفرس ‬والإغريق ‬والرومان ‬والمسلمون ‬والصليبيون. ‬وهكذا ‬لم ‬تعرف ‬مدينة ‬السلام ‬إلا ‬القليل ‬من ‬السلام! (‬أنظر: ‬القدس: ‬التاريخ ‬والحاضر، ‬تحرير ‬د.‬محمد ‬إبراهيم ‬منصور، ‬مركز ‬دراسات ‬المستقبل ‬جامعة ‬أسيوط، ‬1997).‬
إلا ‬أن ‬أخطر ‬حلقات ‬الغزو ‬والحصار ‬للمدينة ‬المقدسة ‬هي ‬الحلقة ‬الصهيونية ‬اليهودية ‬التي ‬لا ‬تزال ‬ترزح ‬تحت ‬نيرها ‬والتي ‬بدأت ‬منذ ‬بداية ‬القرن ‬العشرين ‬والسنوات ‬الأخيرة ‬من ‬القرن ‬التاسع ‬عشر ‬والتي ‬شهدت ‬ميلاد ‬الحركة ‬الصهيونية ‬وذلك ‬بسبب ‬علاقات ‬التحالف ‬المعلنة ‬والمضمرة ‬بين ‬هذه ‬الحركة ‬وبين ‬نظام ‬القوي ‬السائد ‬في ‬أوائل ‬القرن ‬وقصور ‬حركة ‬التحرر ‬العربية ‬لظروف ‬شتي ‬عن ‬بلوغ ‬أهدافها ‬المشروعة ‬في ‬بناء ‬الاستقلال ‬وتحرير ‬فلسطين ‬والقدس.‬
ونظرا ‬لمكانة ‬القدس ‬الدينية ‬العالمية، ‬فقد ‬حرص ‬قرار ‬الجمعية ‬العامة ‬للأمم ‬المتحدة ‬رقم ‬181 ‬لعام ‬1947 ‬بإفراد ‬مكانة ‬خاصة ‬للمدينة ‬المقدسة، ‬حيث ‬نص ‬هذا ‬القرار ‬علي ‬إقامة ‬دولة ‬يهودية ‬وأخري ‬عربية ‬وأن ‬تحظي ‬المدينة ‬بوضعية ‬دولية ‬خاصة ‬تحت ‬بند ‬Corpus Sepratum ‬ولم ‬تعترف ‬الجمعية ‬العامة ‬ولا ‬مجلس ‬الأمن ‬بشرعية ‬وقانونية ‬القرارات ‬التي ‬اتخذتها ‬إسرائيل ‬بشأن ‬المدينة ‬المقدسة ‬لا ‬قبل ‬عام ‬1967 ‬ولا ‬بعد ‬ذلك ‬التاريخ ‬واعتبرت ‬الآثار ‬الناجمة ‬عن ‬هذه ‬القرارات ‬باطلة ‬ولاغية.‬
2 ‬المنظور ‬اليهودي ‬الصهيوني ‬للقدس ‬والسيادة ‬عليها:‬
يثير ‬التعريف ‬بالموقف ‬اليهودي ‬الصهيوني ‬من ‬السيادة ‬علي ‬القدس، ‬بعض ‬المشكلات ‬ذات ‬الطبيعة ‬المنهجية ‬الإشكالية، ‬والتي ‬يحسن ‬قبل ‬بدء ‬هذه ‬المعالجة ‬إبرازها ‬وتشخيصها، ‬علي ‬نحو ‬يسمح ‬بإزاحة ‬اللبس ‬والغموض ‬الذي ‬يحيط ‬بهذه ‬المسألة ‬ويمكننا ‬من ‬تحديد ‬موضوع ‬هذه ‬الدراسة ‬بطريقة ‬عملية ‬وبناءة.
وأولي ‬هذه ‬المشكلات ‬المنهجية ‬التي ‬يثيرها ‬التعريف ‬بالموقف ‬اليهودي ‬والصهيوني، ‬من ‬السيادة ‬علي ‬مدينة ‬القدس، ‬هي ‬صعوبة ‬عزل ‬موقف ‬الحركة ‬الصهيونية ‬التي ‬قدمت ‬نفسها ‬منذ ‬البدء ‬كحركة ‬اليهود ‬القومية، ‬عن ‬موقف ‬القوي ‬الاستعمارية ‬الغربية ‬الأوروبية ‬آنذاك، ‬وتطلعها ‬للسيطرة ‬علي ‬العالم ‬غير ‬الأوروبي ‬بما ‬في ‬ذلك ‬العالم ‬العربي ‬والمشرق ‬العربي ‬وفلسطين ‬والقدس ‬في ‬القلب ‬منه، ‬أو ‬بعبارة ‬أخري ‬صراع ‬الغرب ‬الشرق ‬في ‬طور ‬المرحلة ‬الاستعمارية ‬التي ‬بدأت ‬عندما ‬تمكنت ‬أوروبا ‬من ‬تصفية ‬حروبها ‬الدينية ‬واستوعبت ‬النظام ‬الجديد ‬الذي ‬خلفته ‬الثورة ‬الفرنسية، ‬كما ‬أنه, ‬ومن ‬ناحية ‬أخري ‬فإن ‬الحركة ‬الصهيونية ‬التي ‬ظهرت ‬في ‬أوروبا ‬في ‬نهاية ‬القرن ‬التاسع ‬عشر ‬قدمت ‬نفسها ‬لساسة ‬أوروبا ‬وأباطرتها ‬وقياصرتها ‬كحل ‬للمشكلة ‬اليهودية ‬في ‬أوروبا، ‬وكامتداد ‬للحضارة ‬الغربية ‬في ‬العالم ‬العربي، ‬وخاطبت ‬الذاكرة ‬الغربية ‬التي ‬تحتفظ ‬بمخزون ‬الحروب ‬الصليبية ‬ورغبة ‬التخلص ‬من ‬اليهود، خاصة ‬فقراءهم ‬الذين ‬كان ‬بمقدورهم ‬الانضمام ‬للحركة ‬الثورة ‬والراديكالية ‬التي ‬كانت ‬تزخر ‬بها ‬أوروبا ‬في ‬ذلك ‬الوقت.‬
وتبدو ‬أهمية ‬هذه ‬المشكلة ‬علي ‬نحو ‬خاص، ‬إذا ‬ما ‬سلمنا ‬وتذكرنا ‬أن ‬‮«‬المشكلة ‬اليهودية‮»‬ ‬كانت ‬نتاجا ‬أوروبيا ‬وليس ‬عربيا، ‬أي ‬ظهرت ‬في ‬السياق ‬الحضاري ‬الأوروبي، ‬بسبب ‬ظروف ‬وملابسات ‬خاصة ‬بتطور ‬الدول ‬الأوروبية ‬الاقتصادي ‬والسياسي ‬والديني ‬والثقافي، ‬وقد ‬رتب ‬ذلك ‬أن ‬الضمير ‬الأوروبي ‬والغربي ‬كان ‬مثقلا ‬إزاء ‬اليهود، ‬وعلي ‬استعداد ‬نفسي ‬لمساعدتهم ‬في ‬البحث ‬عن ‬‮«‬وطن ‬قومي‮»‬ ‬لهم ‬بعيدا ‬عن ‬أوروبا، ‬وهكذا ‬نشأت ‬الأحداث ‬والتداعيات ‬التي ‬أفضت ‬إلي ‬ما ‬نحن ‬عليه ‬الآن ‬في ‬المشرق ‬العربي ‬وفلسطين.‬
وفي ‬مقابل ‬ذلك ‬لم ‬يعرف ‬العرب ‬‮«‬مشكلة ‬يهودية ‬ما‮»‬ ‬لا ‬في ‬العصور ‬الوسطي ‬أو ‬الحديثة ‬ويشهد ‬بعض ‬الكتاب ‬اليهود ‬أنفسهم ‬بما ‬لاقوه ‬عبر ‬التاريخ ‬العربي ‬من ‬معاملة ‬متميزة ‬ومنصفة ‬في ‬القدس ‬والأندلس ‬وغيرها ‬من ‬الحواضر ‬الإسلامية ‬العربية.‬
وترتيبا ‬علي ‬ذلك ‬فإن ‬معالجة ‬الموقف ‬اليهودي ‬والصهيوني ‬من ‬السيادة ‬علي ‬القدس، ‬بمعزل ‬عن ‬التاريخ ‬السياسي ‬والحضاري ‬لعلاقة ‬الغرب ‬بالعالم ‬العربي ‬والمشرق ‬العربي ‬علي ‬وجه ‬خاص، ‬تفرضه ‬ضرورات ‬ذات ‬طابع ‬عملي ‬براجماتي ‬وليست ‬ذات ‬طابع ‬منهجي ‬نظري.‬
أما ‬ثاني ‬هذه ‬المشكلات ‬فتتعلق ‬بشرعية ‬التمييز ‬بين ‬الموقف ‬اليهودي ‬والموقف ‬الصهيوني ‬من ‬القدس ‬والسيادة ‬عليها، ‬بل ‬أيضا ‬شرعية ‬التفرقة ‬بين ‬اليهودية ‬والصهيونية ‬بشكل ‬عام، ‬وهو ‬مبحث ‬طويل ‬ومعقد ‬يتجاوز ‬موضوع ‬هذه ‬الدراسة، ‬ذلك ‬أننا ‬نرجح ‬أن ‬السيادة ‬علي ‬القدس ‬من ‬منظور ‬يهودي ‬صهيوني ‬ينصرف ‬في ‬الواقع ‬إلي ‬الصهيونية ‬وكيفية ‬وطريقة ‬تكييفها ‬واستثمارها ‬للديانة ‬اليهودية، ‬أو ‬أسلوب ‬قراءتها ‬للديانة ‬اليهودية ‬والتقاليد ‬اليهودية، ‬وبعبارة ‬أخري ‬الصهيونية ‬من ‬حيث ‬كونها ‬تركيبا ‬وتأليفا ‬بين ‬العناصر ‬والبنية ‬السياسية ‬للحركة ‬الصهيونية ‬وبين ‬نظرة ‬انتقائية ‬لبنية ‬الديانة ‬اليهودية.‬
ويعزز ‬من ‬ذلك ‬أن ‬الصهيونية ‬كحركة ‬قومية ‬وسياسية ‬لليهود، ‬وكفكرة ‬علمانية ‬لاقت ‬منذ ‬البدء ‬معارضة ‬الدوائر ‬والأوساط ‬الدينية ‬اليهودية ‬الأرثوذكسية ‬حيث ‬طرحت ‬الصهيونية ‬فكرة ‬العودة ‬السياسية ‬لليهود ‬إلي ‬أرض ‬الميعاد ‬في ‬حين ‬أن ‬هذه ‬الأوساط ‬الدينية ‬الأرثوذكسية ‬كانت ‬تتمسك ‬بفكرة ‬العودة ‬الدينية ‬وبين ‬هاتين ‬العودتين ‬خلاف ‬فلسفي ‬وأخلاقي ‬عميق ‬الجذور، ‬فالعودة ‬التي ‬تقترحها ‬الصهيونية ‬هي ‬عودة ‬تتم ‬عن ‬طريق ‬الإنسان ‬والبشر ‬وبواسطة ‬مجموعة ‬من ‬الصهيونيين ‬العلمانيين ‬التي ‬قطعت ‬علاقتها ‬بجذورها ‬الدينية ‬اليهودية ‬ومن ‬ثم ‬رأت ‬الأوساط ‬الدينية ‬اليهودية ‬أن ‬الصهيونية ‬نوع ‬من ‬الهرطقة ‬والتحريف ‬لليهودية، ‬أما ‬العودة ‬الدينية ‬فهي ‬فكرة ‬ميتافيزيقية ‬دينية ‬يتم ‬تحققها ‬عن ‬طريق ‬الرب ‬ولا ‬دخل ‬للإنسان ‬بها ‬حيث ‬يمكن ‬تجسيدها ‬حينما ‬يتفاني ‬اليهود ‬في ‬تطبيق ‬واعتناق ‬الشريعة ‬اليهودية، ‬وهكذا ‬فإن ‬الصهيونية ‬تكاد ‬تكون ‬نسخة ‬مشؤومة ‬من ‬القومية ‬والكولونيالية ‬التي ‬شهدتها ‬أوروبا ‬خلال ‬القرن ‬التاسع ‬عشر ‬وتستخدم ‬في ‬الوقت ‬ذاته ‬قراءة ‬انتقائية ‬وقبلية ‬للعهد ‬القديم ‬للتغطية ‬علي ‬حقيقة ‬أهدافها ‬السياسية ‬وهذا ‬التعارض ‬بين ‬الحجة ‬العلمانية ‬القومية ‬الصهيونية ‬والحجة ‬التيولوجية ‬اليهودية ‬انتابه ‬في ‬مجري ‬التطبيق ‬العملي ‬للصهيونية ‬في ‬فلسطين ‬تحت ‬الانتداب ‬قبل ‬نشأة ‬الدولة ‬اليهودية ‬وبعدما ‬تغيرات ‬عميقة ‬لأسباب ‬مختلفة ‬بعضها ‬ينتمي ‬للضرورات ‬العملية ‬التي ‬صاحبت ‬نشأة ‬الدولة ‬وبعضها ‬الآخر ‬ينتمي ‬للتطور ‬في ‬هذه ‬النظرة ‬للصهيونية ‬وذلك ‬إذا ‬ما ‬استثنينا ‬الطائفة ‬اليهودية ‬المعرفة ‬ب ‬‮«‬ناطوري ‬كارتا‮»‬‬ أو ‬حماة ‬الأسوار.‬
يضاف ‬إلي ‬ذلك ‬أن ‬الموقف ‬من ‬الصهيونية ‬لم ‬يقتصر ‬منذ ‬البدء ‬علي ‬اليهود ‬الأرثوذوكس ‬الرافضين ‬والمعارضين ‬لها ‬بل ‬شمل ‬أيضا ‬بعض ‬الأوساط ‬الدينية ‬اليهودية ‬التي ‬قبلت ‬بفكرة ‬الصهيونية ‬باعتبارها ‬خطوة ‬علي ‬طريق ‬العودة ‬الدينية ‬حتي ‬لو ‬تمت ‬علي ‬أيدي ‬هؤلاء ‬الصهيونيين ‬العلمانيين ‬فهي ‬خطوة ‬تقرب ‬الخلاص ‬وتحقيق ‬الوعد، ‬وهذه ‬الأوساط ‬هي ‬نواة ‬التيار ‬الديني ‬الصهيوني ‬الذي ‬تطور ‬في ‬الممارسة ‬العملية ‬واتخذ ‬تجليات ‬تنظيمية ‬وحزبية ‬في ‬إطار ‬النظام ‬السياسي ‬الإسرائيلي ‬كحزب ‬‮«‬المفدال‮»‬ ‬أي ‬الحزب ‬الديني ‬القومي ‬وغيره ‬من ‬الأحزاب ‬الدينية ‬الصهيونية.‬
وأما ‬ثالث ‬هذه ‬المشكلات ‬فينصرف ‬إلي ‬التفرقة ‬بين ‬الموقف ‬اليهودي ‬والصهيوني ‬من ‬القدس ‬قبل ‬نشأة ‬إسرائيل ‬أي ‬قبل ‬عام ‬1948 ‬وبين ‬الموقف ‬اليهودي ‬والصهيوني ‬من ‬السيادة ‬علي ‬القدس ‬بدءا ‬من ‬تمكن ‬إسرائيل ‬من ‬احتلال ‬القدس ‬الغربية ‬أو ‬القدس ‬الجديدة ‬خلال ‬حرب ‬عام ‬1948، ‬ذلك ‬أن ‬هذا ‬الموقف ‬قبل ‬عام ‬1948 ‬وإعلان ‬الدولة ‬كان ‬مجرد ‬تصور ‬نظري ‬سياسي ‬حول ‬كيفية ‬تدعيم ‬الوجود ‬اليهودي ‬في ‬مدينة ‬القدس ‬العربية ‬ضمن ‬الخطة ‬الصهيونية ‬لإقامة ‬الدولة ‬هذا ‬في ‬حين ‬أن ‬السيادة ‬تتعلق ‬بالممارسة ‬العملية ‬للصلاحيات ‬الإدارية ‬والتشريعية ‬والقانونية ‬في ‬القدس ‬ولم ‬يكن ‬من ‬الممكن ‬الحديث ‬عن ‬السيادة ‬قبل ‬نشأة ‬إسرائيل ‬كدولة ‬واحتلالها ‬للقدس ‬الغربية ‬في ‬عام ‬1948 ‬واحتلال ‬شطرها ‬الشرقي ‬أي ‬القدس ‬الشرقية ‬خلال ‬عدوان ‬عام ‬1967‬.
3 ‬الذكري ‬الخمسون ‬لاحتلال ‬القدس ‬الشرقية:‬
منذ ‬أيام ‬مرت ‬الذكري ‬الخمسون ‬للعدوان ‬الإسرائيلي ‬في ‬الخامس ‬من ‬يونيو ‬عام ‬1967، ‬واحتلال ‬إسرائيل ‬للأراضي ‬العربية، ‬واحتلالها ‬علي ‬نحو ‬خاص ‬القدس ‬الشرقية، ‬المدينة ‬المقدسة ‬للمسلمين ‬والمسيحيين ‬علي ‬حد ‬سواء ‬والتي ‬تمثل ‬أو ‬كانت ‬تمثل- ‬للشعب ‬الفلسطيني ‬المركز ‬الروحي ‬والثقافي ‬والسياسي ‬والاقتصادي ‬قبل ‬ضمها ‬عقب ‬العدوان، ‬تحت ‬المسمي ‬الإسرائيلي ‬‮«‬القدس ‬الموحدة ‬عاصمة ‬إسرائيل ‬الأبدية‮»‬، ‬وتحت ‬هذا ‬المسمي ‬الذي ‬يفتقد ‬إلي ‬الشرعية ‬والقانونية، ‬وفق ‬كل ‬القرارات ‬الدولية، ‬تعرضت ‬المدينة ‬المقدسة ‬لخطط ‬إسرائيلية ‬من ‬كل ‬نوع، ‬خطط ‬استيطانية ‬تحركت ‬في ‬ثلاث ‬دوائر، ‬دائرة ‬داخلية ‬تتضمن ‬توسيع ‬القدس ‬الشرقية ‬من ‬6كم2 ‬إلي ‬73 ‬كم2 ‬من ‬أراضي ‬الضفة ‬الغربية ‬ضمن ‬حدود ‬بلدية ‬القدس ‬التوسعية، ‬ودائرة ‬أخري ‬وسطي ‬عرفت ‬باسم ‬‮«‬القدس ‬الكبري ‬وتشمل ‬330 ‬كم2 ‬من ‬الضفة ‬الغربية، ‬والدائرة ‬الخارجية ‬وتشمل ‬665 ‬كم2 ‬وتعرف ‬بالقدس ‬‮«‬المتروبوليتانية‮»‬ ‬وارتفع ‬عدد ‬المستوطنين ‬في ‬الدائرة ‬الأولي ‬من ‬الصفر ‬عام ‬1967 ‬إلي ‬80 ‬ألف ‬مستوطن، ‬وفي ‬الدوائر ‬الأخري ‬إلي ‬نحو ‬60 ‬ألف ‬مستوطن، ‬وهذا ‬الاستيطان ‬الكثيف ‬في ‬القدس ‬والتوسع ‬الاستعماري ‬في ‬محيطها ‬يمثل ‬خطة ‬تهويد ‬كاملة، ‬بل ‬وخطة ‬عنصرية ‬تحفل ‬بالعديد ‬من ‬أوجه ‬التمييز ‬واللا ‬مساواة ‬القائمة ‬علي ‬الرؤية ‬العنصرية ‬الإسرائيلية.‬
4 الأوجه ‬المختلفة ‬للخطة ‬العنصرية ‬إزاء ‬القدس
من ‬أهم ‬مظاهر ‬هذه ‬الخطة ‬العنصرية ‬فرض ‬قيود ‬مشددة ‬علي ‬رخص ‬البناء ‬للفلسطينيين، ‬وهدم ‬المنازل ‬ومصادرة ‬الأراضي، ‬وتعديل ‬قوانين ‬الجنسية ‬والإقامة، ‬بحيث ‬يحظر ‬جمع ‬شمل ‬العائلات، ‬وحرمان ‬آلاف ‬الفلسطينيين ‬من ‬الإقامة ‬والسماح ‬للسلطات ‬الإسرائيلية ‬بالتدخل ‬في ‬حياة ‬الفلسطينيين ‬الخاصة ‬وفرض ‬رقابة ‬عليهم ‬أقرب ‬إلي ‬التجسس ‬لمعرفة ‬من ‬يقيم ‬فعلا ‬في ‬المدينة ‬المقدسة ‬ومن ‬لا ‬يقيم؛ ‬لتطبيق ‬القواعد ‬الجديدة ‬التي ‬يقرها ‬ما ‬عرف ‬بقانون ‬‮«‬مركز ‬الحياة‮»‬ ‬الذي ‬صدر ‬في ‬عام ‬1995، ‬والذي ‬ينص ‬صراحة ‬علي ‬ضرورة ‬أن ‬يقدم ‬راغبو ‬الإقامة ‬الدائمة ‬وحاملو ‬البطاقات ‬الدائمة ‬ما ‬يثبت ‬دوريا ‬أنهم ‬يقيمون ‬ضمن ‬حدود ‬بلدية ‬القدس ‬وأن ‬يقدموا ‬من ‬الأوراق ‬ما ‬يثبت ‬ذلك ‬عمليا. (‬انظر: ‬دعاء ‬حمودة ‬وآخرين ‬ما ‬وراء ‬الحيز ‬المكاني، ‬دراسات ‬فلسطينية ‬العدد ‬108-‬2017)‬).
والهدف ‬من ‬وراء ‬تطبيق ‬هذه ‬الاستراتيجيات ‬الاستيطانية ‬ومحاورها ‬المختلفة ‬وكذلك ‬تعديلات ‬قوانين ‬الجنسية ‬والإقامة ‬وتشديد ‬شروط ‬تجديدها ‬والفحص ‬الدوري ‬للمستندات، ‬بالإضافة ‬إلي ‬هدم ‬البيوت ‬ومصادرات ‬الأراضي ‬الفلسطينية، ‬هو ‬بلا ‬شك ‬حمل ‬المقدسيين ‬علي ‬الهجرة ‬والإقامة ‬في ‬مدن ‬أخري ‬في ‬الضفة ‬الغربية ‬أو ‬في ‬محيط ‬القدس، ‬أو ‬الإقامة ‬في ‬إحياء ‬عشوائية ‬ومكتظة ‬بالسكان، ‬وذلك ‬لتحقيق ‬أكثرية ‬يهودية ‬وإضفاء ‬الطابع ‬اليهودي ‬علي ‬المدينة ‬وطمس ‬معالمها ‬العربية ‬والفلسطينية ‬وتغييب ‬طابع ‬المدينة ‬التاريخي ‬والإسلامي ‬والمسعِي.‬
وتستثمر ‬هذه ‬الخطط ‬الإسرائيلية ‬مخصصات ‬مالية ‬كبيرة ‬باعتبارها ‬هدفا ‬قوميا ‬إسرائيليا، ‬تجمع ‬عليه ‬كل ‬التكتلات ‬السياسية ‬والأحزاب ‬الدينية ‬والعلمانية ‬والقومية ‬في ‬إسرائيل، ‬كما ‬ترتكز ‬علي ‬العنف ‬البنيوي ‬والوجود ‬الطاغي ‬للمؤسسة ‬العسكرية ‬والأمنية ‬الإسرائيلية ‬في ‬حياة ‬الفلسطينيين ‬والمقدسيين، ‬وبالإضافة ‬إلي ‬ذلك ‬فإن ‬بناء ‬جدار ‬الفصل ‬العنصري ‬الإسرائيلي ‬والذي ‬تحدد ‬خط ‬سير ‬البناء ‬فيه ‬خصوبة ‬منذ ‬عام ‬2002 ‬بناء ‬علي ‬التصور ‬الإسرائيلي ‬لشكل ‬الحل ‬النهائي ‬مع ‬الفلسطينيين، ‬وعلي ‬ضوء ‬توافر ‬خصوبة ‬الأراضي ‬ومصادر ‬المياه، ‬والمواقع ‬الاستراتيجية ‬والكتل ‬الاستيطانية ‬الإسرائيلية ‬الكبري، ‬حيث ‬باتت ‬مدينة ‬القدس ‬التي ‬أصبحت ‬داخل ‬الجدار ‬معزولة ‬عن ‬بقية ‬الضفة ‬الغربية ‬ولا ‬يتم ‬الدخول ‬إليها ‬إلا ‬عبر ‬بوابات ‬التفتيش ‬وموافقات ‬إسرائيلية ‬علي ‬الدخول ‬بشروط ‬خاصة.‬
وقد ‬حالت ‬المشروعات ‬الاستيطانية ‬دون ‬التواصل ‬بين ‬أحياء ‬القدس ‬الشرقية، ‬وبينها ‬وبين ‬الضفة ‬الغربية، ‬وأصبحت ‬القدس ‬الشرقية ‬تكاد ‬تكون ‬علي ‬هامش ‬المجتمع ‬الفلسطيني، ‬بعد ‬أن ‬كانت ‬مركزه ‬الروحي ‬والثقافي ‬والسياسي ‬والاقتصادي، ‬وكذلك ‬يهدد ‬الجدار ‬العنصري ‬آلاف ‬الفلسطينيين ‬بسحب ‬هوياتهم ‬بسبب ‬وجودهم ‬خارج ‬الجدار، ‬بل ‬تشير ‬بعض ‬التقارير ‬من ‬القدس ‬إلي ‬أن ‬الجدار ‬العنصري ‬قسم ‬أحد ‬المنازل ‬إلي ‬جزءين ‬الأول ‬يقع ‬في ‬حدود ‬القدس ‬والثاني ‬في ‬الضفة ‬الغربية، ‬غرف ‬النوم ‬في ‬القدس ‬بينما ‬الصالة ‬في ‬الضفة ‬الغربية )‬أنظر ‬الحياة ‬21 ‬مايو ( ‬2017 ‬، ‬وبطبيعة ‬الحال، ‬لا ‬يقف ‬الأمر ‬عند ‬حدود ‬هذا ‬التقسيم ‬الشاذ، ‬وإنما ‬يمتد ‬إلي ‬حياة ‬هؤلاء ‬المواطنين ‬وصعوبات ‬تتعلق ‬بتقديم ‬الخدمات ‬وإثبات ‬الإقامة ‬والحصول ‬علي ‬بطاقتها ‬والمعاناة ‬الإدارية ‬وأعباء ‬اللجوء ‬إلي ‬القضاء ‬والذي ‬انتهي ‬في ‬هذه ‬الحالة ‬إلي ‬مغادرة ‬العائلة ‬للقدس ‬وفقا ‬للحكم ‬الذي ‬أصدره.‬
تندرج ‬كل ‬هذه ‬العمليات ‬الاستيطانية ‬والقانونية ‬والأمنية ‬في ‬إطار ‬تحقيق ‬سياسة ‬‮«‬الإزاحة ‬الديموجرافية‮»‬ ‬للفلسطينيين ‬المقدسيين؛ ‬بهدف ‬تفريغ ‬القدس ‬من ‬سكانها ‬وحشرهم ‬في ‬إطار ‬‮«‬جيتوات‮»‬ ‬معزولة ‬عن ‬المدينة ‬ومكتظة ‬بالسكان، ‬وتنفيذ ‬مخطط ‬التهويد ‬وتغييب ‬الطابع ‬العربي ‬للمدنية، ‬وتفكيك ‬البنية ‬الثقافية ‬والتقاليد ‬الاجتماعية ‬ومرجعيات ‬الحماية ‬التقليدية ‬لدي ‬المجتمع ‬الفلسطيني ‬المقدسي ‬كالعشيرة ‬والعائلة ‬الممتدة، ‬بل ‬وتفكيك ‬الأسر ‬والعائلات ‬الفلسطينية ‬علي ‬ضوء ‬صعوبة ‬الحصول ‬علي ‬الإقامة ‬لمتزوجين ‬من ‬أبناء ‬الضفة ‬الغربية ‬من ‬أهالي ‬القدس ‬وصعوبة ‬جمع ‬شمل ‬هذه ‬العائلات ‬في ‬إطار ‬قوانين ‬الجنسية ‬والإقامة ‬المعدلة.‬
بالرغم ‬من ‬أن ‬قرار ‬التقسيم ‬رقم ‬181 ‬لعام ‬1947 ‬الذي ‬تبنته ‬الجمعية ‬العامة ‬للأمم ‬المتحدة ‬بناء ‬علي ‬التوصية ‬أخلاقيا ‬التي ‬قدمتها ‬اللجنة ‬المكلفة ‬بدراسة ‬الوضع ‬في ‬فلسطين، ‬لم ‬يكن ‬قرارا ‬أخلاقيا ‬أو ‬عادلا ‬علي ‬أي ‬نحو ‬من ‬الأنحاء، ‬لأنه ‬أقر ‬حقوقا ‬لا ‬يمتلكها ‬لمنظمات ‬وعصابات ‬صهيونية ‬لا‬تستحقها، ‬فإن ‬هذا ‬القرار ‬الذي ‬رفضه ‬العرب ‬في ‬حينه، ‬قد ‬خصص ‬للمدينة ‬المقدسة ‬وضعا ‬خاصا ‬دوليا ‬تدار ‬بواسطته ‬شئون ‬المدينة ‬المقدسة ‬وكذلك ‬مآثرها ‬ومزاراتها ‬الدينية ‬والتاريخية ‬بمشاركة ‬ممثلين ‬عن ‬الطوائف ‬المختلفة ‬التي ‬تعيش ‬في ‬المدينة، ‬وبمقتضي ‬هذا ‬النظام ‬الدولي، ‬تظل ‬المدينة ‬المقدسة ‬مستقلة ‬ولا ‬تخضع ‬لا ‬للدولة ‬العربية ‬ولا ‬للدولة ‬اليهودية ‬اللتين ‬تحدث ‬عنهما ‬هذا ‬القرار، ‬وإن ‬كانت ‬إسرائيل ‬قد ‬قبلت ‬هذا ‬القرار ‬فإن ‬موافقتها ‬عليه ‬لم ‬تكن ‬في ‬الواقع ‬سوي ‬موافقة ‬تكتيكية ‬ومؤقتة ‬للحصول ‬علي ‬وثيقة ‬دولية ‬وقانونية ‬يرتكز ‬إليه ‬وجودها، ‬وما ‬يؤكد ‬ذلك ‬هو ‬سيطرة ‬إسرائيل ‬في ‬نهاية ‬الحرب ‬التي ‬نشبت ‬بينها ‬وبين ‬الدول ‬العربية ‬علي ‬ما ‬يفوق ‬نسبة ‬54% ‬التي ‬خصصها ‬القرار ‬المذكور ‬للدولة ‬اليهودية، ‬حيث ‬احتلت ‬وسيطرت ‬بالقوة ‬علي ‬ما ‬يقرب ‬من ‬78% ‬من ‬مساحة ‬فلسطين ‬التاريخية، ‬كما ‬أن ‬إسرائيل ‬والقوات ‬اليهودية ‬المشكلة ‬من ‬‮«‬البلماخ‮»‬ ‬و«الهجاناه‮»‬ ‬استولت ‬علي ‬ما ‬يقرب ‬من ‬84.‬13% ‬من ‬القدس ‬بحدودها ‬البلدية ‬والانتدابية ‬والتي ‬أصبحت ‬تعرف ‬فيما ‬بعد ‬بالقدس ‬الغربية، ‬واستمر ‬هذا ‬الوضع ‬طيلة ‬الفترة ‬من ‬1949 ‬إلي ‬عام ‬1967، ‬عندما ‬احتلت ‬إسرائيل ‬القدس ‬الشرقية ‬أي ‬ذلك ‬الجزء ‬المتبقي ‬من ‬المدينة ‬المقدسة ‬في ‬حوزة ‬الجانب ‬العربي ‬والفلسطيني.‬
5 ‬أرض ‬السفارة ‬الأمريكية ‬في ‬القدس ‬ملكية ‬فلسطينية:‬
ومن ‬المفارقات ‬التي ‬يمكن ‬رصدها ‬في ‬هذه ‬الآونة ‬التي ‬تردد ‬فيها ‬عزم ‬الإدارة ‬الأمريكية ‬الجديدة ‬نقل ‬سفارتها ‬إلي ‬القدس ‬وهو ‬ما ‬تم ‬تأجيله ‬لمدة ‬شهور ‬أخري، ‬إن ‬الأرض ‬التي ‬خصصت ‬للسفارة ‬الأمريكية ‬في ‬القدس ‬هي ‬أصلا ‬ملكية ‬فلسطينية ‬لمواطنين ‬فلسطينيين ‬والأوقاف ‬الفلسطينية، ‬وقد ‬استغرق ‬إعداد ‬هذه ‬الدراسة ‬مدة ‬6 ‬أعوام ‬تحت ‬إشراف ‬الأستاذ ‬وليد ‬الخالدي(‬ أنظر ‬وليد ‬الخالدي: ‬أرض ‬السفارة ‬الأمريكية، ‬دراسات ‬فلسطينية ‬العدد ‬110 ‬لعام ‬2017).‬
وقد أسهم ‬في ‬هذه ‬الدراسة 04 ‬شخصا، ‬توصلوا ‬إلي ‬أدلة ‬تثبت ‬الملكية ‬الفلسطينية ‬لهذه ‬الأرض ‬من ‬خلال ‬الاستعانة ‬بمحفوظات ‬لجنة ‬التحقيق ‬التابعة ‬للأمم ‬المتحدة ‬والخاصة ‬بفلسطين ‬في ‬نيويورك ‬ومكتب ‬السجلات ‬العامة ‬في ‬لندن ‬ووزارة ‬الخارجية ‬الأمريكية ‬وبلدية ‬القدس ‬وسجل ‬ملكية ‬الأراضي ‬وورثة ‬الملاك ‬الأصيلين.‬ولم ‬يعترف ‬المجتمع ‬الدولي ‬بضم ‬إسرائيل ‬للقدس ‬الشرقية، ‬ولم ‬يعترف ‬بسيادتها ‬علي ‬القدس ‬الغربية ‬باستثناء ‬دولتين ‬هما ‬كوستاريكا ‬والسلفادور ‬والولايات ‬المتحدة، ‬وربما ‬يوضح ‬ذلك ‬إلي ‬حد ‬كبير ‬المأزق ‬الذي ‬تواجهه ‬السياسة ‬الإسرائيلية ‬في ‬القدس، ‬فرغم ‬المضي ‬قدما ‬في ‬تدعيم ‬وتعزيز ‬أسطورة ‬العاصمة ‬الموحدة ‬والعاصمة ‬الأبدية ‬وأن ‬المدينة ‬المقدسة ‬لن ‬تقسم ‬مرة ‬أخري، ‬فإن ‬المجتمع ‬الدولي ‬لا ‬يزال ‬يحتفظ ‬بموقفه ‬المتمثل ‬في ‬عدم ‬الاعتراف ‬بالإجراءات ‬والقرارات ‬والقوانين ‬الإسرائيلية ‬المتعلقة ‬بالقدس ‬رغم ‬عجزه ‬عن ‬وضع ‬إرادته ‬موضع ‬التنفيذ ‬واستتباعها ‬بإجراءات ‬تكفل ‬ردع ‬إسرائيل ‬عن ‬الاستمرار ‬في ‬مخططاتها ‬إزاء ‬القدس.‬
6 - ‬مواجهة ‬الموقف ‬الإسرائيلي:‬
تحظي ‬إسرائيل ‬حتي ‬إشعار ‬آخر ‬‮«‬باستثنائية‮»‬ ‬و»تفرد‮»‬ ‬لم ‬تحظ ‬به ‬دولة ‬أخري ‬في ‬العصر ‬الحديث ‬تمكنها ‬من ‬تجاهل ‬تطبيق ‬القرارات ‬الدولية ‬والاستخفاف ‬بقواعد ‬القانون ‬الدولي ‬والقانون ‬الإنساني ‬الدولي ‬يعزز ‬من ‬هذه ‬الاستثنائية ‬تواطؤ ‬المجتمع ‬الدولي ‬وازدواجية ‬معاييره ‬خاصة ‬من ‬قبل ‬القوي ‬الغربية ‬الكبري، ‬كما ‬يدعم ‬هذه ‬الاستثنائية ‬الخلل ‬في ‬ميزان ‬القوي ‬لصالح ‬إسرائيل:‬
ومع ‬ذلك، ‬فإن ‬هذه ‬القرارات ‬الدولية ‬يمكنها ‬أن ‬تستثمر ‬علي ‬نحو ‬آخر ‬من ‬قبل ‬الفلسطينيين ‬والدول ‬العربية، ‬ويتمثل ‬ذلك ‬في ‬خوض ‬معركة ‬أخلاقية ‬ضد ‬إسرائيل ‬وكشف ‬طبيعتها ‬العنصرية ‬ضد ‬العرب ‬والشعب ‬الفلسطيني ‬وفضح ‬لا ‬أخلاقيتها ‬بل ‬وتنكرها ‬الدائم ‬للقيم ‬الإنسانية ‬المشتركة ‬ومبادئ ‬حق ‬تقرير ‬المصير ‬للشعوب، ‬وهذه ‬معركة ‬رغم ‬أنها ‬تبدو ‬حجة ‬الضعيف ‬إلا ‬أنها ‬وبالرغم ‬من ‬طابعها ‬السلمي ‬قد ‬تبدو ‬أكثر ‬ضراوة ‬وتأثيرا ‬من ‬القوة ‬السافرة ‬ذاتها، ‬لأنها ‬معركة ‬تخاطب ‬الضمير ‬العالمي ‬والإنساني ‬والرأي ‬العام ‬العالمي ‬المتعاطف ‬مع ‬القضية ‬الفلسطينية ‬وحتي ‬الآن ‬فشلنا ‬جزئيا ‬في ‬هذه ‬المعركة، ‬لأننا ‬ربما ‬لم ‬نخضها ‬أصلا، ‬ذلك ‬إنها ‬بحاجة ‬لإعداد ‬وتخطيط ‬وكوادر ‬واستراتيجية ‬قومية ‬لخوضها ‬وفضلا ‬عن ‬ذلك ‬فهي ‬بحاجة ‬لموارد ‬ومخصصات ‬مالية، ‬لقد ‬خسر ‬النظام ‬العنصري ‬في ‬جنوب ‬أفريقيا ‬هذه ‬المعركة ‬وسقط ‬عبر ‬الحصار ‬والمقاطعة ‬وافتضاح ‬أمره، ‬بحيث ‬أصبح ‬من ‬العار ‬أن ‬تؤيده ‬الدول ‬حتي ‬تلك ‬التي ‬ساندته ‬من ‬قبل، ‬قد ‬تختلف ‬الحالة ‬الإسرائيلية ‬في ‬الدرجة ‬وليس ‬في ‬النوع ‬مع ‬الحالة ‬الجنوب ‬افريقية، ‬ومع ‬هذا ‬فإن ‬هذا ‬الاختلاف ‬لن ‬تتضح ‬أبعاده ‬إلا ‬من ‬خلال ‬الممارسة، ‬ولا ‬يمكننا ‬الركون ‬إلي ‬هذا ‬الاختلاف ‬للتقاعس ‬عن ‬أداء ‬هذه ‬المهمة.‬
من ‬ناحية ‬أخري، ‬فإنه ‬في ‬مواجهة ‬مخطط ‬تهويد ‬القدس ‬وتفريغها ‬يعتبر ‬صمود ‬المقدسيين ‬أكبر ‬عائق ‬في ‬وجه ‬هذا ‬المخطط ‬تمسكهم ‬بإقامتهم ‬ومنازلهم ‬ووجودهم ‬هو ‬حجر ‬الزاوية ‬في ‬أي ‬مواجهة ‬مستقبلية ‬حول ‬القدس.‬
بيد ‬أن ‬هذا ‬الصمود ‬بحاجة ‬لظهير ‬عربي ‬رسمي ‬وشعبي ‬لتعزيزه ‬ودعمه ‬واستمراره ‬من ‬خلال ‬دعم ‬الأنظمة ‬والمجتمع ‬المدني ‬للشعب ‬الفلسطيني، ‬دعم ‬مادي ‬وسياسي ‬ومعنوي ‬لتمكين ‬المقدسيين ‬من ‬البقاء ‬ومواجهة ‬المخطط ‬الصهيونى ‬وتنظيم ‬شبكات ‬للتضامن ‬مع ‬المقدسيين ‬والشعب ‬الفلسطيني ‬مع ‬منظمات ‬مناهضة ‬العولمة ‬ومنظمات ‬حقوق ‬الإنسان ‬واستخدام ‬التقنيات ‬الحديثة ‬في ‬التواصل ‬مع ‬المجتمع ‬المدني ‬العالمي ‬وبلورة ‬خطاب ‬عربي ‬فلسطيني ‬حديث ‬وعصري ‬يتركز ‬حول ‬المساواة ‬ومناهضة ‬التمييز ‬والعنصرية ‬وهو ‬ما ‬تفتقده ‬القضية ‬الفلسطينية، ‬حيث ‬إن ‬الخطاب ‬الإسرائيلي ‬هو ‬السائد ‬والمسيطر ‬علي ‬قطاعات ‬كبيرة ‬من ‬الرأي ‬العام ‬من ‬خلال ‬الوجود ‬اليهودي ‬والصهيوني ‬في ‬صميم ‬نسيج ‬المجتمعات ‬الغربية ‬الثقافي ‬والعلمي ‬والاستراتيجي.‬
لن ‬تتمكن ‬إسرائيل ‬ورغم ‬الأمر ‬الواقع ‬المفروض ‬من ‬التنكر ‬لحق ‬الشعب ‬الفلسطيني ‬في ‬القدس ‬الشرقية ‬كعاصمة ‬لدولته ‬ولا ‬تزال ‬الدول ‬العربية ‬مجتمعة ‬وحتي ‬الآن ‬تصر ‬علي ‬المبادرة ‬العربية ‬ببنودها ‬حول ‬الدولة ‬الفلسطينية ‬والقدس ‬واللاجئين ‬ورغم ‬الانهيار ‬في ‬المشهد ‬العربي ‬الراهن ‬ورغم ‬الضغوط ‬التي ‬مورست ‬علي ‬العديد ‬من ‬الأطراف ‬العربية ‬لتعديل ‬هذه ‬المبادرة، ‬إلا ‬أنها ‬باقية ‬كما ‬هي ‬وأي ‬تسوية ‬لابد ‬أن ‬تأخذ ‬في ‬اعتبارها ‬تلك ‬المبادرة ‬كحد ‬أدني ‬لا ‬يمكن ‬التنازل ‬عنه.‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.