كان النبى صلى الله عليه وسلم، بشوش الوجه لطيف المعشر متسامحًا رحيمًا لَا يقسو ولا يعنِّت أحدًا ولا يغضب ولا يَسُبَّ، وما ضرب أحدًا بيده قط، وكان سهلًا فى معاملاته متسامحًا، وكان طلق الوجه دائمًا، رآه أعرابي، فاسترعاه بشاشته وطلاقة محياه، فقال له: أأنت الذى تقول عنه قريش إنه كذاب؟! والله ما هذا الوجه بوجه كذاب. وأسلم إذ دعاه النبى صلى الله عليه وسلم. وخاطب الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله: «فَبِمَا رَحْمةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوُ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَولِكَ» (آل عمران:159). وجعله صلى الله عليه وسلم رحمةً عامَّةً لجميع الخلق، فقال له: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَاّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ» (الأنبياء:107)، والعالَمُونَ: هم كل ما سوى الله تعالى مِن المخلوقات؛ فشملت رحمتُه كلَّ الأكوان مِن الإنسان والحيوان والنبات والجماد. ويقول إمام الدعاة الشيخ محمد متولى الشعراوي، رحمه الله: (إنها رحمة طُبِعتَ عليها يا رسول الله من الحق الذى أرسلك، وبالرحمة لِنت لهم وظهر أثر ذلك فى إقبالهم عليك وحُبهم لك، لأنك لو كنت على نقيض ذلك لما وجدت أحدًا حولك). (تفسير الشعراوي»3/1839»).