تزايدت فى الآونة الأخيرة نسب الإصابة بأمراض السمنة والتى باتت تشكل قلقا دوليا على الصحة العامة، ووفقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية فإن نحو 18 مليون مصرى يعانون السمنة فى مصر بمعدل 35.9% من السكان، وأصبح الأمر بمنزلة جرس إنذار نحو رفع درجات الوعى بخطورتها وتغيير الأنماط المعيشية والاتجاه للعادات الصحية السليمة فى التغذية. ويعد الصوم فرصة سانحة لتحقيق الاعتياد على الالتزام بالقواعد الغذائية السليمة وتحدٍ فى التخفيف من حدتها والتقليل من خطر الإصابة بالإمراض المرتبطة بها مثل أمراض السكرى وأمراض الكلى والمرارة والنقرس وأمراض القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم وغيرها من الأمراض الخطيرة التى تكون فى الغالب ملازمة لمرض السمنة . ويقول الدكتورعبد الرحمن عصفور، إستشارى جراحات التجميل والليزر بجامعة القاهرة، إن الصيام يعد فرصة سانحة لتغيير النظام الغذائى لما يترتب عليه من إحداث تغييرات فسيولوجية وحيوية فى جسم الإنسان، فخلال فترات الصوم يستهلك الجسم “الجلايكوجين” أو سكر الكبد الذى يعتبر المصدر الرئيسى للطاقة فى مدة لا تتجاوز 8 ساعات تقريبا من بدء الصيام, وبناء عليه فإن الصائم يستهلك مخزونه من الطاقة ويتحول إلى استهلاك الطاقة من مصادر أخرى فى الجسم كالدهون والبروتينات والتى ينتج عن تكسيرها نقصان الوزن”ازدياد نسبة الوزن المفقود” فى نهاية الشهر، وكذلك فإن الطاقة التى يحصل عليها الجسم من وجبة الإفطار يتم صرف الكثير منها من خلال أداء الصائم للعبادات البدنية كصلاة التراويح وقيام الليل وغيرها، والتى تتطلب بذل مجهود بدنى إضافى يساعد على زيادة الفاقد من الوزن. وينصح الدكتور عبدالرحمن، الصائمين بمراعاة ان تحتوى وجبتى الإفطار والسحور على الغذاء المتوازن المشتمل على معظم العناصر الغذائية الهامة للجسم ولا يحتوى على الكثير من السعرات الحرارية، وان يشتمل على البروتين والكربوهيدرات والأملاح المعدنية الموجودة بكثرة فى الخضراوات الطازجة والأسماك واللحوم خالية الدهون والحبوب والفاكهة، كما ينصح ببدء الإفطار بتناول المواد السكرية نظرا لكونها سهلة الهضم والامتصاص وتعمل على رفع مستوى سكر الدم بسرعة وتقلل مشاعر الجوع الناجمة خلال ساعات الصيام.