إذا كنت تسير على الطريق الدائرى متجها الى المهندسين عن طريق منزل أحمد عرابى المتفرع من الدائرى، والذى يمر وينحرف تحت الطريق الدائرى فى شكل نفق صغير مظلم، ستشهد فى هذا النفق تلالا من القمامة يتجمع ويتغذى عليها عشرات من الأغنام والماعز والخراف على مرأى ومسمع الجميع دون استحياء من اصحابها الذين يتغافلون مدى خطورة تناول هذه اللحوم المسمومة على الصحة العامة للإنسان، لاسيما أن الأغنام لاتفرق بين الأنواع التى تأكلها من القمامة وتكون غالباً بواقى طعام ولحوما فاسدة ومتعفنة. وقد أكد الأطباء البيطريون والمتخصصون فى الرقابة على الأغذية أن الأغنام التى تتغذى على القمامة وماتحمله من فضلات طعام متعفنة تنمو بها فطريات وميكروبات وجراثيم عديدة، وربما تكون مصابة ببويضات ويرقات الديدان مثل الإسكارس، والإنكليستوما وغيرهما، وبالتالى تنمو داخل أجسام تلك الأغنام وتجعل من لحمها سموماً تهدد حياة الإنسان، كما أن أغلب القمامة بها كمية كبيرة من ورق الجرائد والكرتون وأكياس بلاستيكية وغيرها من المخلفات الورقية، التى تحتوى على عنصر الرصاص المستخدم فى الطباعة، الأمر الذى يؤدى الى إصابة من يتناول تلك اللحوم المسمومة بالأمراض السرطانية، علاوة على ان عنصر الرصاص له تأثير ضار جداً على الكلى والكبد، كما أن بعض القمامة به مذيبات عضوية وغير عضوية ناتجة من مخلفات المنازل والمنظفات الصناعية والمبيدات الحشرية وتحتوى على براز الأطفال الموجود بالحفاضات وفى مجملها تؤثر بشكل مباشر على صحة الإنسان. وقد يعتقد البعض أن طهو تلك اللحوم يقضى على الأحياء البيولوجية الموجودة بها فليعلم الجميع ان بعض الميكروبات والجراثيم والفيروسات لا تتأثر بالطهى والتسخين، كما ان المواد الكيميائية والعناصر الثقيلة الموجودة فى نسيج هذه اللحوم المسمومة ربما تتحول بالتسخين الى مركبات كيميائية سامة تدمر صحة الإنسان. لذلك ينبغى على الحكومة أن تولى اهتمامها بإزالة القمامة أولا بأول من جميع مناطق الجمهورية، وتطبيق القانون على كل من تسول له نفسه من أصحاب تلك الأغنام الخارجين عن القانون الذين يدخرون ثمن العلف المطابق للمواصفات ويطعمون أغنامهم من القمامة ومعاقبتهم بالغرامة والسجن المشدد ومصادرة أغنامهم وإعدامها، وأناشد المواطنين، عدم شراء الأغنام من الشارع لرخص ثمنها بل يجب شراؤها من مصادر موثوق بها تقوم بتغذية الأغنام على البرسيم والأعلاف المطابقة للمواصفات وإخضاعها للكشف الطبى قبل الذبح بالمجازر الآلية على مستوى جميع المحافظات. د. حسن على عتمان المستشار العلمى والتكنولوجى بجامعة المنصورة