قال تعالى: (ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ) "البروج 15"، وقال تعالى أيضا(رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ) "هود 73" ، وعن هذا الاسم العظيم من أسماء الله الحسنى يحدثنا إمام الدعاة الشيخ الشعراوي رحمة الله عليه فيقول إنه حميد مجيد أي أنه سبحانه يستحق الحمد لذاته، وكل ما يصدر عنه يستوجب الحمد له من عباده؛ فالخالق لا حد لإحسانه وعطائه وخيره. فالله سبحانه مجيد لأنه يعطي قبل أن يسأل، وكلمة المجيد عند العرب تعني واسع العطاء والكرم، يقال رجل ماجد إذا كان هذا الرجل سخيا واسع العطاء، وهو سبحانه الحميد المجيد وحمده ومجده يقتضيان آثارهما، ومن آثارهما مغفرة الزلات وإقالة العثرات والعفو عن السيئات والمسامحة على الجنايات مع كمال القدرة على استيفاء الحق، والعلم منه سبحانه وتعالى بالذنب ومقدار عقوبته فحلمه بعد علمه، وعفوه بعد قدرته ومغفرته عن كمال عزته وحكمته. ويقول إمام الدعاة: فمن تأمل سرا من أسرار الأسماء في العالم تبين له أن مصدر قضاء هذه الجنايات من العبيد وتقديرها هو من كمال الأسماء والصفات والأفعال، فكل اسم من أسمائه سبحانه له تعبد مختص له، علما ومعرفة وحالا وأكمل الناس عبودية المتعبد بجميع الأسماء والصفات التي يدرك معناها بيقين وإحساس ومعرفة لمعاني ما يتعبد به، ويؤكد الإمام أن أسماء الله لها جميعا الكمال المطلق فلا تجب عبودية الاسم عن عبودية اسم آخر، وهذه طريقة كمال السائرين إلي الله، وهي طريقة مشتقة من قبل القرآن قال الله تعالى (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) “الأعراف 180” والدعاء بها يتناول دعاء المسألة، ودعاء التعبد وهو سبحانه وتعالى يدعو عباده إلى أن يوفوه سبحانه بأسمائه وصفاته ويثنوا عليه بها، ويأخذوا بحظهم من عبوديتها، كما جاء في مدارج السالكين في الجزء الأول صفحة 419، كما قيل إن من أدرك أسماء الله جميعها بمعنى حفظها وأدرك معانيها كاملة وعمل على عبوديتها بشكل صحيح دخل الجنة.