غاية الصيام هي ترويض النفس لتصل إلى التقوى، وليس المقصود الجوع والعطش. ولا يصل الإنسان إلى الفهم السليم إلا إذا قدَّم تقوى الله على هواه، وقدم طاعة الله على معصيته، وقدم عقله على أهواء نفسه. وبشَّر الله المتقين في القرآن بقوله تعالى: «الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ» [يونس: 63، 64]. كما يبشر المتقين بأنه سيعينهم وينصرهم على أعدائهم، يقول تعالى: «إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ» [النحل: 128]. ويخبرنا ربنا تبارك وتعالى عن أجر المتقين، بأنه سبحانه وتعالى سيغفر لهم ذنوبهم، يقول تعالى: «وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا» [الطلاق: 5]. ومن البشارات التي بشَّر الله تعالى بها المتقين في القرآن: البشرى بالمغفرة؛ يقول تعالى: «وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ» [الأنفال: 69]. والمتقون لله دائمًا يرون اليسر والسهولة في كل أمورهم؛ يقول تعالى: «وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا» [الطلاق: 4]. والتقوى تجعل الإنسان يخرج من المصائب والشدائد وكأنها لم تكن؛ قال تعالى: «وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا» [الطلاق: 2]. كما بشَّر الله المتقين بالرزق الواسع؛ قال تعالى: «وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ». ويجازي الله المتقين بالنجاة من العذاب والعقوبة، يقول سبحانه: «ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا» [مريم: 72]. والمتقون هم الفائزون، ويقول سبحانه: «إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا». والتقوى تقود المرء إلى الفلاح في الدنيا والآخرة؛ قال تعالى: «وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» [آل عمران: 200]. وبشر الله المتقين بنيل الجزاء العظيم بالصبر على المحنة والابتلاء؛ فقال سبحانه: «إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ» [يوسف: 90]. دار الإفتاء