الحادث الإرهابى الذى وقع الجمعة الفائت وخَلف 29 شهيداً و24 جريحاً بينهم أطفال لن يكون الأخير للأسف. هذا قدرنا... لأننا كما نعلم أن الدولة المصرية نموذج فريد منذ فجر التاريخ ل «الدولة الأمة» أى الدولة التى يسكنها شعب يذوب فى عادات وتقاليد وأعراف تكاد تكون واحدة وغير قبلى ولا تفتته النعرات الطائفية. وقبل ظهور جماعات الإسلام السياسى الممولة مخابراتياً من بعض دول الغرب ودول الجوار، كانت خانة الديانة مهملة تماماً لأننا كنا نملك من الفطنة والتدين الحقيقى ما يجعلنا ندرك أن الدين علاقة خاصة جداً بين الإنسان وربه وكلنا حر فى إختيار ديانته دون إجبار. وكان لدينا إيمان بأنه ليس من حق أحد أن يحاول اجبار الآخر على اتباع دين معين حتى بمجرد القول. كل هذا كان سائداً حتى أوائل ثمانينيات القرن الماضى، فلم نكن نهتم بأى رسول يتبع غيرنا. التحول الراديكالى حدث بعد 1979 وقيام الثورة الإسلامية فى إيران وفشل أجهزة الغرب فى تصديرها للدول العربية تحديداً..فخرج مشروع جورج سورس وبقية الخونة والمتآمرين المعد مسبقا ، ونجحوا فى تدمير دولة العراق وليبيا واليمن وسوريا وفشلوا فى مصر بسبب إنتباهنا سريعاً للمؤامرة وإجهاضنا لأكذوبة الربيع العربى فى 30 يونيو، فلم يجد الخونة منفذاً إلا محاولات ضرب الوحدة الوطنية بين عنصرى الأمة, ووقودهم فى ذلك انتشار الأمية، فكانت محاولات اشعال الفتنة هى سبيلهم الأخير والوضيع، ولكن أطمئنهم: لو حرقت جميع المساجد سنصلى فى كنائسنا، ولو حرقت جميع الكنائس سنصلى فى مساجدنا. سندافع عن وطننا حتى آخر فرد منا... لا يهم الديانة... ولن تنجحوا لو حاولتم مليون مرة أيها الأغبياء لأننا امة ولسنا شعبا فقط. لمزيد من مقالات عطية أبوزيد