أعلن مصدر قضائى ليبى أن جماعة مسلحة سيطرت أمس الأول على سجن فى جنوبطرابلس يُحتجز فيه أبرز المسئولين السابقين فى نظام العقيد الراحل معمر القذافي. وكان محتجزا فى هذا السجن اكثر من ثلاثين مسئولا سابقا فى نظام القذافي، من بينهم البغدادى المحمودى آخر رئيس وزراء فى عهد العقيد الراحل وعبد الله السنوسى رئيس الاستخبارات السابق وكلاهما صدر بحقه حكم بالإعدام فى 2015. وأشار المصدر الذى فضل عدم نشر اسمه إلى أن حراس سجن الهضبة اضطروا إلى الانسحاب إثر هجوم شنته جماعة "كتيبة ثوار طرابلس" الموالية لحكومة الوفاق الوطنى الليبية، لافتا الى سقوط قتيلين من بين الحراس.ولاحقا أعلنت وزارتا الداخلية والعدل فى حكومة الوفاق انهما تسلمتا جميع المساجين الذين كانوا فى سجن الهضبة. وأضافت الوزارتان فى بيان مشترك ان "السجناء بصحة جيدة، وتم نقلهم الى مكان آمن". وكان سجن الهضبة تحت سيطرة جماعة اسلامية تتبع لخالد شريف نائب وزير الدفاع السابق فى الحكومة السابقة التى شكلها تحالف فجر ليبيا عندما سيطر على العاصمة فى 2014. يأتى ذلك فى وقت، عاشت العاصمة الليبية طرابلس أمس الأول يوماً طويلا، حيث اندلعت اشتباكات مسلحة قبيل الفجر، واستمرت حتى ساعة متأخرة من الليل مخلفة عشرات القتلى والجرحي. وجرت الاشتباكات بين عدة تشكيلات مسلحة تنتمى إلى حكومتين داخل طرابلس، هما «حكومة الوفاق الوطني» المعترف بها دولياً برئاسة «فائز السرّاج»، و«حكومة الإنقاذ» برئاسة “خليفة الغويل”.ونشرت غرفة العمليات المركزية بوزارة الصحة الليبية مساء أمس الأول، إحصائية غير نهائية تتحدث عن 78 قتيلا، بينهم مدنيون، وأكثر من ألف جريح، فيما أعلنت مجموعة من المستشفيات فى طرابلس نداءات لكل العاملين فيها بالتواجد، وللمواطنين بالتبرع بالدم.واستنكر المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الوطنى المعترف به دوليا والناتج عن حوار الصخيرات بأشد العبارات ترويع المواطنين الآمنين فى طرابلس من قبل مجموعات خارجة عن القانون.ومن جانبه، دعا مجلس النواب الليبي، الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبى والاتحاد الافريقى وجامعة الدول العربية وكافة دول العالم إلى «رفع الغطاء والدعم السياسى عن المليشيات المسلحة والمؤسسات الراعية لها»، مطالبًا كافة «المليشيات المسلحة» إلى الوقف الفورى للاقتتال وخروج كافة الكتائب المسلحة من العاصمة طرابلس.